انتخابات الشرقية: موضة دعم مشاركة المرأة وهدايا وافتتاح دسم

الكل يتنافس على إقامة ندوات عن سوق الأسهم

TT

ارتفعت سخونة انتخابات غرفة الشرقية مع اقتراب موعد الحسم، رغم اعتدال الطقس مع ميل في كثير من الأحيان إلى البرودة في هذه الفترة، فقد توالت الأحداث بشكل لافت للنظر، والجانب المهم وهو البرامج الانتخابية، يبدو أن الجميع اتفق على أنها تأتي ثانياً، لذلك أجّل معظم التكتلات إعلان البرامج الانتخابية إلى الأسبوع الثاني من بدء الحملات ليضع المرشحون الأولوية للدعاية والتلميع من خلال الولائم والهدايا والإكراميات والوعود كبديل عن الدعاية المباشرة في الصحف.بدأت الحملات ببرنامج دسم من ولائم (الخمس نجوم) إلى هدايا للصحافيين!، ووعود لمديري الحملات بهدايا مالية ضخمة في حال الفوز، لكن الغريب في الأمر أن أحد التكتلات المتنافسة على المجلس الذي اعتبر أعضاؤه أن الفوز يعني فوز جميع الأعضاء بالكراسي المتنافس عليها، هذا التكتل يدعم تكتلا آخر منافسا من حيث الشكل، وهو تكتل سيدات الأعمال (الوطني). تقول احدى السيدات التي تدعم تكتل الوطني: «جاءنا دعم مالي ممتاز من تكتل التعاون وبارك الله فيهم على هذا الدعم، لأن سيدات الأعمال ليس لديهن الأعمال القوية التي تدعم وجودهن»، وتضيف عندما تنظر إلى هذا الدعم تفكر في الأمر ما الذي يدعو منافسك إلى دعمك إلا إذا كان ضأمن الفوز.

وعند سؤالها عن عدم دخول احدى السيدات إلى هذا التكتل الذي يدعمهن، أشارت إلى أن سيدات الأعمال أرسلن لهذا التكتل طلبات انضمام، وكان رد التكتل أن قوائمه جاهزة، مضيفة أن بعض أعضاء التكتل قالوا هذه المرة لا يمكن أن ندخل سيدة في التكتل، لكن في المرة المقبلة سيكون ذلك ممكناً، كما ألمحت إلى أن هذا الدعم جزء من الدعاية التي يحتاجها أعضاء التكتل لكي لا يلومهم أحد، ويقولون اننا مع ترشيح المرأة لمجلس الغرفة ودعم سيدات الأعمال المرشحات لهذا المنصب.وتتسرب أنباء بين عضوات التكتل والداعمات لهن، أنهن سيحصلن على كرسيين من كراسي المجلس على الأقل في هذه الدورة.

وتشير السيدة التي طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أن مركز سيدات الأعمال لديه برنامج وسيحاسب المرشحات في حال الفشل في طرح البرنامج.

وتضيف مشكلة سيدات الأعمال أن معظمهن لا يحق لهن التصويت، لأن المشاريع التي يزاولنها عبارة عن مشاريع مرخص لها من قِبل البلدية مع أنهن يدفعن رسوم الغرفة التجارية بالكامل، لكن ليس لديهن سجلات تجارية بالمعنى الصحيح.من جهة أخرى، ذكر عبد الله العلمي، صاحب مكتب العلمي للاستشارات، أنه يدعم ترشح سيدات الأعمال لعضوية مجلس إدارة الغرفة بتقديم الاستشارات الإدارية التي يحتاجها التكتل، مضيفاً أن الفرصة مؤاتية لفوز احدى المرشحات على الأقل بعضوية المجلس، وذلك قياساً على ما حدث في انتخابات غرفة جدة وانتخابات جمعية المهندسين السعودية، مشيراً إلى هذه الفرصة يدعمها توجه الدولة حول إعطاء المرأة مزيداً من الفرص لتعزيز دورها، خصوصاً في الجانب الاقتصادي والغرفة التجارية الصناعية لها علاقة كبيرة بهذا التوجه.ويغيب عن هذه الحملات دعم الجمعيات الخيرية الذي كان السمة الرئيسية في هذه الانتخابات، ربما كما يقول المعلقون لأنهم لن يصوتوا للمرشحين، فيما ذكر أكثر من مرشح خلال جولاتهم الانتخابية أن ليس من حق أحد أن يسألهم ماذا قدموا للمجتمع، فيما برر كثير من المراقبين هذا البذخ في الولائم كتعويض للجانب الدعائي الذي حرم منه المرشحون هذه المرة.

في الجانب الآخر تحولت الانتخابات إلى برنامج معرفي ثقافي فالكل يتنافس على إقامة ندوات عن سوق الأسهم أو عن آثار انضمام السعودية لمنظمة التجارة الدولية، فيما يبقى التشابه بين جميع الحملات ألا وهو مد الموائد لمن يحضر وتقديم الهدايا للإعلاميين لكتابة تقارير صحافية شبه إعلانية حتى ينفذ الجميع من إشكالية الإعلان الصريح، فكان أن قدم أحد التكتلات عددا من جوالات تفوق قيمة الواحد منها الألفي ريال للصحافيين الحاضرين لتدشين حملته الانتخابية، بينما حرم المصورون من هذه الهدايا المغرية، الذين كانت فلاشاتهم تتركز على بعض الأعضاء أكثر من الآخرين في المجموعة!، ليستمر السباق الأشبه بلعبة الكراسي، فيما تتسرب الأنباء عن بعض التجار الذين ضمنوا الأصوات، فأحد المرشحين فتح لكل الموظفين في مؤسسته سجلات تجارية قبل عام ليتمكنوا من التصويت له، بينما تم تجديد الاشتراكات لـ 700 سجل تجاري بتعهدات بالتصويت لرجل الأعمال الذي جددها.