حركة المواصلات تعود لطبيعتها بعد حالة شلل مؤقت في السعودية

جدة تنفض الغبار .. وارتباك المطارات يثير تساؤلات عن السبب

TT

عادت حركة المواصلات إلى طبيعتها أمس بعد تحسن الأحوال الجوية التي شهدتها أجزاء مناطق المملكة بسبب موجة الغبار والرياح التي تسببت في انعدام مستوى الرؤية الأفقية، وسببت حالة من الشلل المؤقت أصابت عددا من وسائل المواصلات، ففي ميناء جدة الإسلامي أصدر بيان بمنع حركة السفن من الميناء حتى تتحسن الحالة الجوية.

المتضرر الأكبر من الحالة الجوية كانت الخطوط السعودية، التي قامت بتعليق عدد من الرحلات القادمة والمغادرة من بعض المطارات السعودية بسبب رداءة الطقس، حيث تم تعليق عدد من الرحلات الداخلية والدولية في بعض المطارات ما بين الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة السابعة من مساء أول من أمس الجمعة، الأمر الذي أدى إلى حدوث ارتباك في صالات المطارات السعودية جراء توافد المسافرين الراغبين في الحصول على مقعد على إحدى الرحلات المغادرة بعد تأجيل رحلاتهم إلى ساعات متأخرة من مساء الجمعة، واستمرت عمليات الإركاب حتى مساء أمس، الأمر الذي أدى لحالة من السخط والغضب بين المسافرين ضد الآلية التي انتهجتها الخطوط السعودية في إدارة هذه الأزمة.

سامي راشد كان من بين المتذمرين بسبب إلغاء رحلته رقم 1164 «والمتجهة إلى الدمام، يقول سامي «كان لدي حجز على رحلة الساعة الـ12.30 صباحا من الرياض إلى الدمام، وفوجئت كغيري من الركاب بإلغاء الرحلة، وعند سؤال المسؤولين عن السبب أخبرونا بأن هناك تراكما للرحلات بسبب حالة الطقس التي تسببت في تأجيل وإلغاء عدد من الرحلات، وطلبوا منا الانتظار لحين الإعلان عن موعد الرحلة القادمة، دون أن يحددوا وقتا معينا، المشكلة أن هناك عددا من النساء والأطفال وكبار السن الذين لا يستطيعون الانتظار في صالة المطار لوقت طويل، ودون أن يقوموا بتقديم أي وسيلة أخرى بديلة للتعويض أو التخفيف من وقت الانتظار»، ويضيف «الظروف تحدث في جميع المطارات، إلا أن العتب هنا على الطريقة التي تمت بها إدارة هذه الأزمة، فالموظفون الذين لم يبدوا أي وسيلة للتعامل الحضاري مع الجمهور، إما بتجاهل الأسئلة أو الاكتفاء بعبارة «لا نعرف وقت الرحلة القادمة»، كما أعتقد بأنهم لم يكونوا مؤهلين للتعامل مع مثل هذا النوع من المشاكل، إضافة إلى المركزية الموجودة في الخطوط السعودية، هل يعقل أن ينتظر مدير المحطة برقية من جدة للسماح لإقلاع رحلة ما من المطار، أتمنى لو تراجع الخطوط السعودية هذه المسألة بشكل جدي».

أما محمد الشبشيلي فيقول: «كل ما كنت أتمناه من المسؤولين في الخطوط بإبلاغنا بوقت التأخر حتى نتدبر أمرنا عن طريق البر، خاصة أن اليوم التالي يوافق أول أيام الدوام الأسبوعي الرسمي، ولكن كنا نقابل بأسلوب بارد من قبل الموظفين».

وفي مدينة جدة عادت الحياة إلى طبيعتها أيضاً، بعد أن شهدت يوم أمس الأول عواصف ترابية مفاجئة، واتجه سكان جدة في ساعات الصباح إلى أعمالهم بصورة طبيعية، وهم يشاهدون الآثار التي خلفتها العاصفة سواء من الأتربة المتراكمة أمام منازلهم وسياراتهم، أو بعض أغصان الأشجار التي تناثرت على امتداد الشوارع، فيما تابعت حركات المرور والملاحة البحرية والجوية نشاطها المعتاد.

من جهته أوضح محمود غندورة عضو مكتب التحليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنه من غير المتوقع بمشيئة الله أن تشهد جدة ما شهدته مساء أمس الأول من عواصف ترابية على الرغم من عدم توقع هطول أمطار في نفس الوقت، بعد التقلبات التي شهدتها مدينة جدة خلال الأسبوعين الأخيرين. فيما تعذر الوصول إلى أحد المسؤولين في الخطوط السعودية لمعرفة تعليقهم على ما سبق ذكره، دون أن نجد أي تجاوب فيما امتنع بعض المسؤولين في الخطوط على التعليق بحجة أنهم لا يحق لهم الإدلاء بأي تصريح وأن هناك جهة مخولة للإجابة على تلك التساؤلات.

الجدير بالذكر أن الخطوط السعودية وعلى متن رحلاتها الجوية طوال أمس وصباح اليوم كانت تردد عبارة «نعتذر لجميع الركاب عن الخلل الذي حدث بسبب تردي الأحوال الجوية».