مدير مركز عبد اللطيف جميل لإعادة التأهيل: لسنا مؤسسة ربحية .. وندرب الكوادر الوطنية بغرض استقطابهم

TT

تعمل بعض المؤسسات الصحية في السعودية على أساس غير ربحي، وتترجم هموم المرضى وذويهم إلى سعادة بحمل تكاليف العلاج عنهم، ويقف خلف هذه الجهود جنود خصهم الله بقضاء حوائج الناس، يتعففون عن ذكر أسمائهم خوفا من الرياء. في المساحة التالية تحاور «الشرق الأوسط» الدكتور صادق نصار مدير مركز عبد اللطيف جميل لإعادة التأهيل والرعاية الصحية حول العديد من القضايا الصحية الخاصة بأمراض الإعاقة وإعادة التأهيل.

> كل مؤسسة صحية تعمل بالضرورة على أساس ربحي، غير ان ارتباط اسم المركز ببرامج الخدمة الاجتماعية الخاصة بمجموعة عبد اللطيف جميل يضع اكثر من علامة استفهام، هل يعمل المركز على أساس ربحي؟

ـ مركز عبد اللطيف جميل لإعادة التأهيل والرعاية الصحية لا يهدف إلى الربح، إذ يعمل على تقديم برامج العلاج التأهيلي الشاملة من خلال أحدث التقنيات العلمية وأفضل الكوادر البشرية المدربة للحد من الإعاقة والوصول بالمصاب إلى أعلى درجات الاعتماد على النفس في مقابل تحصيل أسعار ورسوم مناسبة تضمن تغطية مصروفاته فقط.

ويعمل الفريق الطبي التأهيلي بالمركز وفق خطة علاجية شاملة من خلال برامج متعددة مثل برنامج إصابات الحبل الشوكي وإصابات وأمراض الدماغ والأعصاب، الأمراض الروماتيزمية، حالات بعد الكسور والبتر، وكذلك برنامج تأهيل طبي شامل لإعاقات الأطفال. ومن خلال العيادات الخارجية يقوم المركز بعلاج الآلام المزمنة وعلاج الحالات النفسية، هذا بالإضافة إلى تقديم العديد من طرق العلاج التأهيلي مثل العلاج اليدوي للعمود الفقري، والعلاج بالزيوت والنباتات العطرية، إضافة إلى قسم الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية الذي يقوم بتصنيع الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية حسب أعلى المواصفات وأحدث التقنيات العالمية.

> كم بلغت حالات التأهيل المستعصية التي تم التعامل معها في المركز منذ إنشائه؟

ـ يعمل المركز من خلال تطبيقه لأحدث وأرقى برامج التأهيل الشاملة، حيث قام بتوفير هذه الخدمات لأكثر من 21.000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من حالات إصابات وأمراض الجهاز الحركي أو إصابات الدماغ، كذلك إعاقات الأطفال، للمحتاجين من مختلف الجنسيات، وكان من بين هذه الحالات أكثر من 300 حالة من حالات الإعاقة المستعصية، لكن بفضل الله تم الوصول بأكثر هذه الحالات إلى درجة الاعتماد على النفس ولم يصبحوا عبئاً على الأسرة والمجتمع.

> برامج عبد اللطيف جميل تعمل على توطين الوظائف عبر التدريب والتأهيل، ودعم المشروعات الصغيرة وتمليك وسائل الإنتاج، هل تعملون في المركز على ترقية الكوادر الوطنية على ذات النسق (السعودة)؟

ـ من دواعي الفخر أن يكون المركز من رواد المراكز الطبية المثيلة التي تنتهج سياسة استقطاب وتدريب وتوظيف الكوادر الوطنية في مختلف قطاعات المركز، سواء الطبية منها أو غير الطبية، كما يقوم المركز أيضاً بانتهاج سياسة استقبال الطلاب والطالبات وتهيئة الفرص التدريبية لهم تمهيداً لتوظيفهم فيما بعد كمعالجين في مجال العلاج الطبيعي، والوظيفي، والأشعة، والمختبرات، وغيرها. وهنالك أيضاً تعاون وتنسيق بين المركز ومختلف الجامعات والكليات الصحية في جدة ومختلف مدن المملكة.

> إذا كان المركز يعمل على مبدأ العلاج الخيري، فما هي مصادر دخلكم؟

ـ دعني أوضح ـ فكما أسلفت ـ فإن المركز يقوم على تقديم خدماته وتطوير تقنياته لتوفير برامج العلاج التأهيلي الشامل للمحافظة على ريادته في هذا المجال، وبالتالي يعمل على توفير خدمات لكافة المستويات، من عيادات خارجية، وتنويم، وعلاج الرعاية النهارية، والعلاج المنزلي، حيث ان قسم التنويم بالمركز يحتوي على أقسام التنويم المشتركة وغرف الدرجة الأولى والغرف الخاصة وأجنحة كبار الشخصيات، وبالتالي فإن المركز لا يعتبر جهة خيرية تقوم على تقديم العلاج مجاناً، وإنما كما أوضحت فإننا نقدم خدماتنا بأسعار مناسبة تتمشى مع مستوى الخدمة المقدمة وبهدف تغطية مصروفات المركز لتحقيق المساواة بين المصروفات والإيرادات، علماً بأن خدمات التأهيل الطبي تعتبر من الخدمات المكلفة جداًَ، أما مصادر دخل المركز فهي متعددة، حيث نعمل من خلال استراتيجية تعتمد على تعريف أهمية خدمات التأهيل الشامل في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والمالية ومن خلال أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، كذلك القطاعات الطبية المختلفة لتوضيح أهمية التأهيل، كما أن المركز يسهم في حالة استقباله المبكر لحالات التأهيل في توفير الكثير من الجهد والمال والوقت، ويعمل على استعادة المصاب لمعظم قدراته في وقت قصير، لذا فإننا ـ بحمد الله ـ قد قمنا بالتعاقد مع عدد كبير من القطاعات الطبية والمؤسسات التجارية الكبيرة لعلاج منسوبيها لدينا، كما أن الشركة الأم لمجموعة شركات عبد اللطيف جميل تدفع المركز للحفاظ على المساواة بين مصروفاته وإيراداته بما لا يتعدى هذه الميزانية.

ويحتوي المركز على احد عشر قسما ممثلة في العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وقسم التخاطب، والتعليم الخاص، تأهيل الأطفال، والقسم النفسي، وقسم الخدمة الاجتماعية، إلى جانب مصنع الأطراف الصناعية، والرعاية التمريضية المنزلية، وعيادات التأهيل الخارجية، والعلاج اليدوي للعمود الفقري، ثم العلاج بالزيوت والنباتات العطرية.

> ما هي أوجه التعاون بينكم والمؤسسات المثيلة في الداخل والخارج؟ وهل لكم علاقات مع وزارة الصحة؟

ـ يعمل المركز من خلال منظومة مشتركة مع كافة المراكز الطبية داخل المملكة التي تهتم بتقديم بعض خدمات إعادة التأهيل، فمن خلال المؤتمرات الطبية والمناسبات الطبية المختلفة يحرص المركز على تطوير برامجه وتقديم الدعم العلمي والتدريبي لمختلف الكوادر البشرية وتبادل المعلومات مع تلك المراكز، والمركز مشارك فعال في مؤتمرات التأهيل والروماتيزم والعظام، حيث تعقد هذه المؤتمرات سواء داخل المركز أو خارجه، أما بالنسبة للتعاون مع المراكز المثيلة خارج المملكة فذلك يتم عن طريق قسم الأطراف الصناعية بالمركز حيث نعمل ضمن آلية معينة مع اكبر المراكز الطبية المتخصصة في الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية لضمان تطبيق أحدث ما توصل إليه العلم بهذا الخصوص، وذلك عن طريق حضور الندوات العالمية والاشتراك في الدورات التدريبية الحديثة لتطوير مستوى الكوادر البشرية لدينا، أما فيما يتعلق بعلاقة المركز بوزارة الصحة فإن الشؤون الصحية هي الجهة التي تشرف على أنشطة المركز ونحن نعمل معها أيضاً من خلال آلية تهدف إلى الحفاظ على مستوى الخدمة، كذلك تدريب وتطوير الكوادر الوطنية تمهيداً لتوظيفها والاستعانة بها لتقديم خدماتنا المتميزة، لذا فإن هناك العديد من الحالات يتم تحويلها عن طريق وزارة الصحة لتلقي العلاج التأهيلي لدينا، حيث أصبح المركز من العلامات العلمية المميزة على خريطة الندوات والمؤتمرات.