الأزياء الرياضية تعيش عصرها الذهبي في السعودية

نجوم الرياضة وثقافة «الهيب هوب» جعلوها سوقا رائجة لدى الشباب والفتيات

TT

أصبحت الملابس الرياضية أخيرا، شعارا للأناقة يرفعه العديد من الشباب والفتيات في السعودية، وفي السابق لم تكن الملابس ذات الطابع الرياضي تتعدى كونها أزياء مصنعة محليا متخذة في أشكالها شعارات، أو ألوانا لفريق «الهلال» أو «النصر» أو أحد فرق كرة القدم الشهيرة في السعودية.

وكان غالبا ما يتخذ البعض انطباعا عن مرتدي الملابس الرياضية بزهدهم في الاهتمام بمظهرهم وصب جل اهتمامهم على موهبتهم الرياضية، إلا أن الأمر اختلف تماما اليوم، فقد ساهم انتشار فروع المحلات الرياضية العالمية في معظم المدن السعودية في الترويج للأزياء الرياضية بين الشباب الذين أصبح اهتمامهم بارتدائها لافتا جدا كما وأصبحوا يدفعون الغالي والنفيس لاقتنائها. ويرى فؤاد حسن، البائع في محل يبيع إحدى الماركات الرياضية الشهيرة، بأن تأثير نجوم الرياضة، ومطربي «الهيب هوب»، ساهم في توجيه أنظار الشباب في السعودية إلى هذا النوع من الأزياء.

ويبدو أن البائع حسن محق في ما يتعلق بتزايد اهتمام الرياضيين بأزيائهم عن ما سبق، وتأثير ذلك على أذواق الشباب· فلو عدنا لمشاهدة مباراة لكرة القدم في السبعينات، فسنلاحظ أن جميع اللاعبين يرتدون ذات الحذاء المصنوع من قبل شركة واحدة، أما اليوم فيختلف حذاء كل نجم عن غيره، وفيما يروج نجم ريال مدريد رونالدو لشركة Nike الرياضية، نرى زميله نجم المنتخب الإنجليزي ديفيد بيكهام يرتدي Addidas في جميع مبارياته، على الرغم من أنهما يلعبان في ذات الفريق.

من جانبه يقول خالد يوسف، بائع في محل أحذية رياضية، ان الخامات التي تصنع منها الألبسة الرياضية أو الأحذية هي السبب في ارتفاع سعرها، حيث ان بعض الأحذية تكون هي ذات الحذاء التي يلبسه الرياضي الشهير، وهي المصنوعة من الخامة الأصلية، حيث يتراوح سعر هذه الأصناف من الأحذية ما بين 500 إلى 700 ريال.

ولا يخجل أحمد الصالح، وهو شاب في الـ 31 من العمر، من القول إن ما يدفعه لارتداء أزياء من ماركة معينة هو الترويج للاعبه المفضل، إلا أن هناك سببا آخر يدفعه لارتداء ألبسة ذات التشكيلات الرياضية، وهي أن ذلك يثير إعجاب الجنس اللطيف!.

من جانبها تقول مي السعدون، وهي طالبة جامعية كانت تستعرض بعض الملابس الرياضية في أحد المحلات في العاصمة الرياض، عن ما يمثله لها الزى الرياضي: «الملابس الرياضية في نظري رمز للأناقة، ودليل على اهتمام مرتديها باللياقة وإن لم يكن كذلك».

بالمقابل نجد أن الأزياء الرياضية تسللت إلى أدراج خزانات ملابس الفتيات على يد شخصيات رياضية نسائية كلاعبة التنس «آنا كورنيكوفا»، التي يفضل البعض مشاهدة أزيائها بدلا من أدائها في الملاعب.

وتشير سمر الزامل، إلى أن «الملابس الرياضية ليست حكرا على الرجال، بعدما أصبحت تصاميمها تمزج بين الأنوثة والرجولة بشكل ساحر».

من جهتها تقول وفاء عبد الوهاب، إن الملابس الرياضية يمكن ارتداؤها في كل وقت وفي كل مكان، حيث تجمع بين الأناقة، والراحة· وتتابع «أحيانا ازور صديقاتي وأنا ارتدي لباسا رياضيا، إلا أنني أتحرى وجود شعار ماركة عالمية لارتدائه!». وعلى الرغم من اتفاق الفتيات والشباب على ارتداء الملابس الرياضية، إلا أن سمير إمام، بائع في محل للرياضة، ذكر أن في التشكيلات التي يرتديها الشبان تختلف من ناحية الشكل، والألوان عنها لدى الفتيات.

وفي هذا يذكر: «يفضل الشباب شراء «تي شيرت» من القطن والسراويل الطويلة، أو متوسطة الطول، التي تغلب عليها الألوان الداكنة كالرصاصي، أو الكحلي، فيما تميل الفتيات إلى اختيار ألوان تعبر عن الانوثه كالزهري أو البرتقالي أو الأحمر».

وفي ذات السياق، وفيما كانت الألبسة الرياضية تتميز في السابق بسبب ضعف الاقبال عليها بانخفاض أسعارها، إلا أننا نجد قطعها اليوم تتعدى 700 ريال سعودي، حيث لا يتوانى الشباب في دفع مبالغ لا يستهان بها من اجل اقتنائها.

فها هو سامي المطرودي يدفع الغالي والنفيس من اجل اقتنائه قمصانا أو أحذية أو ساعات رياضية حتى لو تطلبت منه دفع آلاف الريالات، حيث يقول انه كان يرتدي الملابس الرياضية منذ صغره، لكن مع تنامي الحس بالأناقة اليوم، فلم يعد يقبل بارتداء الملابس الرياضية ذات الصناعة المحلية.