د. الحبشي: ازدواجية العمل الإغاثي في باكستان لم تعرقل عملنا

الرياض: ماجد الكناني

TT

استبعد الدكتور خالد الحبشي مشرف الإغاثة السعودية في باكستان ومدير الهلال الأحمر في المنطقة الغربية أن تكون ازدواجية العمل الاغاثي مع هيئة الإغاثة الإسلامية وبعض جهات الإغاثة الأخرى خلال تقديم المساعدات في بعض الدول، وحاليا في باكستان قد عرقلت العمل الاغاثي مشيرا إلى أن التنسيق قائما مع هذه الجهات أول بأول.

وأضاف «إن العمل الاغاثي السعودي المقدم في باكستان يعتبر الأكبر من نوعه مقارنة بما تقدمه الدول الأخرى، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن المستشفى الميداني هناك عالج أكثر من 90 ألف حالة منها 500 عملية جراحية».

> يتردد ان هناك ازدواجية في العمل بين الجهات السعودية في مجال الإغاثة؟ ما مدى تأثير ذلك على تقديم المساعدات والعمل الاغاثي؟

ـ في باكستان توجد عدة جهات سعودية تعمل في مجال الإغاثة، فهناك الإغاثة السعودية والتي تقودها جمعية الهلال الأحمر والمكونة من وزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني ووزارة المالية، وهؤلاء يعتبرون جهة مستقلة، وهناك اللجنة الشعبية لمساعدة متضررى الزلزال في باكستان وهناك هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة ـ لعالم الإسلامي وهناك نشاطات فردية.

ما أود قوله إننا جميعا نعمل من اجل هدف واحد وهو إغاثة شعب منكوب وهدفنا سام، ومن هذا المنطلق استطيع أن أقول بكل صراحة إن هناك جهودا تبذل قد تفوق أحيانا مستوى المعقول من خلال ما يقدمه أبناء هذا الوطن من جهود جبارة لا تستطيع سوى الثناء والاعتزاز بها، وإذا أردت أن تقول إن الازدواجية سببت عرقلة في العمل فهنا أقول لك أن هذا الأمر غير وارد ولا أرى ضررا من وجود المساعدات من عدة جهات طالما أن التنسيق جار بينهم. وفي الباكستان كانت هناك بادرة متميزة جدا من قبل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة للرابطة وعملت على التنسيق بين الجهات الإغاثية الإسلامية بصفة عامة.

> ما هو حجم الإغاثة السعودية في باكستان؟

ـ السعودية استنفرت إمكاناتها منذ كارثة الزلزال في هذا البلد العزيز، وكانت السعودية على رأس المغيثين والمساندين للشعب الباكستاني، ليس فقط على مستوى الحكومة السعودية بل إن الشعب السعودي ـ كما هي عادته في العطاء ـ شارك في دعم إخوانه المسلمين بكل ما تعنيه الكلمة من معاني الدعم والمؤازرة.

وأود أن أشير من وجهة نظر عملية ومن الميدان إلى أن السعودية تقدم خدمات كثيرة ومتعددة وكبيرة مقارنة بما رأيناه من المنظمات الأخرى فقد افتتحت الإغاثة السعودية المستشفى الميداني في قرية (مانسهره) لمعالجة متضرري الزلزال، وكانت هناك مستشفيات أخرى من دول أخرى، لكن المستشفى السعودي كان الأكبر حجما والأكثر إقبالا من ناحية المصابين والمرضى، حتى وصل عدد مراجعي المستشفى في بعض الأوقات إلى أكثر من 1800 حالة وهي أعلى إحصائية وصل إليها المستشفى، وبلغ إجمالي من تم علاجهم خلال الأشهر الستة الماضية وحتى الآن ما يزيد عن (90) ألف حالة، وما يزيد عن (500) عملية جراحية مشيرا إلى أن الخيام وصلت إلى حوالي (50) ألف خيمة.

> ذكرتم في احاديث سابقةه أن الطاقم الاغاثي يعاني من صعوبات ومشكلات مختلفة، ما هي هذه الصعوبات؟ وما مدى تأهيل هذا الطاقم للمشاركة في الأعمال الإغاثية والكوارث؟

ـ أكثر المصاعب التي كان يتعرض لها الطاقم هو أن المنطقة غريبة عليهم، ومنطقة أصيبت بزلزال ونحن نعرف أن الزلزال عادة ما يكون له هزات ارتدادية، وقد تعرضوا لذلك، بالإضافة إلى صعوبة تجهيز المكان وتعاملهم مع اللغة، لكن الحمد لله تم التغلب على كل هذه العوائق والآن الفريق يؤدي أداء أكثر من رائع وأكثر من مميز مقارنة بالخدمات التي تقدمها المستشفيات الأخرى القادمة من الدول الأخرى.

كما أضيف أن أعضاء الفريق الاغاثي ولله الحمد مكون من ذوي المؤهلات والتخصصات العالية، ويشمل استشاريين وفنيين مؤهلين في مجالهم، بالإضافة إلى حصولهم على دورات تعريفية لمهام الاغاثة الضرورية.

> لماذا الهلال الأحمر السعودي بالسعودية يُعنى بنقل المصابين في حين أن هذه المهمة في دول العالم يؤديها الدفاع المدني أو الشرطة أو القطاع الخاص، فهل ترى أن هذه ظاهرة صحية؟

ـ لكل دولة نظامها وظروفها الداخلية، والهلال الأحمر السعودي في إحدى المهام الداخلية في السعودية يقدم خدمات ما قبل المستشفى أو الاستجابة للحالات الطارئة لأي نداء يحصل سواء الحالات المريضة أو حالات الإصابات والتي تمثل حجماً كبيراً من حجم العمل الداخلي بالنسبة للجمعية، وبغض النظر عمن يقدم هذه الخدمة في النقل أو التعامل مع الحالات الطبية الطارئة طالما أنها مؤهلة ومهيأة لها الإمكانات فما يمنع أن تكون هذه الخدمة تابعة للهلال الأحمر أو أي جهة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن الهلال الأحمر لدية مهمتان داخل السعودية غير مهمته الأساسية الدولية وهي مهمة الإسعاف وهذه يتميز بها عن جمعيات الهلال الأحمر الأخرى في باقي دول العالم ومهمة التوعية والتدريب، وكما أننا لا نستطيع أن نغفل مهمته الأساسية الدولية وهي الاغاثة وتخفيف الم المنكوبين في العالم وهذا ما تركز عليه جمعيات الهلال الأحمر الأخرى فأنا اعتقد أنها ميزة لجمعية الهلال الأحمر السعودي عن الآخرين.

> بعد أحداث سبتمبر والحرب في أفغانستان هل واجهتم صعوبات أو مضايقات على الحدود الباكستانية الأفغانية، وهل وصلت لكم شكاوى أو محاولات خطف؟

ـ الهلال الأحمر السعودي يقدم خدماته في كل الحالات الطارئة والنكبات فالمصاعب بصفة عامة وبغض النظر عن أي ظروف سياسية أخرى موجودة ودائما ما نجدها في كل مكان و بحمد الله نأمل التغلب عليها، فممثلو الهلال الأحمر السعودي والمشاركون في خدماته يمثلون المملكة ويلقون كل الدعم والرعاية من سفارات الخادم الحرمين الشريفين في اي بلد فهم متابعون لفرق الإغاثة وما قد يحصل لهم لا سمح الله لأي حوادث غير اعتيادية واذا حصل فيتم التعامل معها في ساعتها، وهنا أريد أن أؤكد انه وبحمد الله وخلال هذه المهمة في باكستان لم يحصل أي شيء والوضع مستقر جدا.

> ما مدى مشاركة طائرة إسعاف الهلال الأحمر السعودي في أعمال الاغاثة السعودية داخل أو خارج السعودية؟

ـ هنا أولا أود أن اشكر محمد عبد اللطيف جميل وما قدمته برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع من دعم للهلال الأحمر السعودي عامة ولفرع الجمعية بمنطقة مكة المكرمة، حيث قدموا الكثير من التبرعات لفرع المنطقة ومن ضمنها التكفل بشراء وتشغيل الإسعاف الطائر في مدينة جدة وأتمنى أن يحذو حذوه باقي رجال الأعمال في المناطق الأخرى. أما فيما يخص مشاركتها في الأعمال الإغاثية فإن الكل يعلم أن مشروع الإسعاف الطائر مازال مشروعاً في بدايته لم تحدد الرؤى بعد لمشاركتها وهذه الطائرات في أعمال الإغاثة ولكن هذه الطائرات مخصصة للإسعاف بالدرجة الأولى وان شاء الله إذا تم التوسع في هذا المشروع وانتشر وتم استقطاب رجال الأعمال لدعم المشروع سواء في منطقة مكة المكرمة أو المناطق الأخرى فمن المؤكد سيكون هناك رؤى مختلفة لهذا المشروع.

> ما هي الدول التي قدم لها الهلال الأحمر مساعدات وما زال لديكم مكاتب لتقدم المعونة والإغاثة؟

ـ عدد الدول كثيرة ولكن لا يحضرني بالضبط عددها ولكن استطيع أن أؤكد لكم أن أي دولة شقيقة أو صديقة تعرضت لأي كارثة طبيعية قد شاركت السعودية في إغاثتها ممثلة في الهلال الأحمر السعودي، أما بالنسبة للدول التي ما زال الهلال الأحمر السعودي يعمل بها فهي باكستان وأيضا في إقليم دار فور بالسودان ونحن موجودون في اندونيسيا وفي سيريلانكا و اللجنة السعودية المشتركة في كوسوفا والشيشان هذه التي ما زالت بها مكاتب نشطة للهلال الأحمر لأعمال الإغاثة حتى الآن.

> ما هو حجم التعاون بين الإغاثة السعودية ممثلة في الهلال الأحمر السعودي وبين المنظمات الدولية؟

ـ نحن ننسق أعمالنا مع المكتب الإقليمي للاتحاد ونحضر الاجتماعات الدولية التنسيقية مع المنظمات الدولية الأخرى الموجودة عادةً في البلد المنكوب، كذلك نقوم بالتنسيق مع مكاتب تلك الدول التي يتم إنشاؤها لتنسيق عمل المنظمات القادمة للمساعدة ونحن في الهلال الأحمر كما هو معروف عن مهمتنا بأنها إنسانية بحتة وهي التي نركز على تقديمها، فنحن نسجل جميع تلك المساعدات لدى كل المنظمات الدولية والاتحاد الدولي وتلك المنظمات التابعة لدى الأمم المتحدة.

> ما هي أبرز المعوقات التي تواجه الهلال الأحمر خلال تقديم المساعدة والعمل الإغاثي؟

ـ من أكثر المشكلات في الأعمال الإغاثيه أننا نذهب إلى مناطق تكون غالبا متضررة من الحوادث الطبيعية وكذلك من العوائق اختلاف اللغات وطبيعة المنطقة، كما أننا اعتدنا على أننا لا نجد بنية تحتية وذلك بسبب الكوارث التي حصلت وهي من أصعب العوائق، كذلك التقاليد والطبائع والتي يتم دراستها قبل وصول الفريق، ليتم تهيئتهم للوضع في البلد المنكوب، أيضا من العوائق هو تحديد الاحتياجات الفعلية والضرورية والأساسية للمتضررين وهذا العائق يعتبر مهماً لأنه على أساسه تُبنى سياسة عمل الفريق.