خبراء: الاكتتاب في صناديق الاستثمار خير وسيلة للتعامل مع الأسهم

البداية تكون بمعرفة كيفية استثمار الشخص لنفسه قبل ماله

TT

فتحت سوق الأسهم السعودية بمضارباتها واستثماراتها واكتتاباتها على السواء، باب أماني الثراء، وكشفت في الوقت نفسه إمكانية التعرض لأقصى الخسائر خلال أسبوع واحد، وهو ما دعا بالنهاية لفتح باب مناقشة كيفية الحصول على السيولة للدخول في السوق المغرية مع وضع حائط صد يمنع الوقوع في انهياراتها المفجعة.

ويأتي ذلك فيما حولت تعاملات سوق الأسهم في صعودها وهبوطها المقاهي من دردشات عن الحياة ومشاكلها إلى دردشات عن الأسهم، لكن يبقى أشخاص يجلسون في أركان من المقاهي وبكل أذن صاغية وأفواه مفتوحة يحلمون بالدخول إلى هذه السوق لإيمانهم بقدرتهم على النجاح والمحاربة في وسط ساحة القتال عبر الأسهم الاقتصادية طبعا، لكن عدم امتلاكهم للمال يجبرهم على البقاء مكتوفي الأيدي أو البحث عن حلول بديلة.

«الشرق الأوسط» اتجهت إلى خبراء التحليل المالي والاقتصاد لتسألهم عن حلول، إذ يرى سعود الصالح مدير عام البنك السعودي للاستثمار، أن كل سوق كما هو معروف ومنطقيا لها أفرادها ولكن من المستحيل أن يتبرع الناس لأشخاص يرون أنهم خبراء في الاقتصاد والأسهم لكنهم لا يمتلكون المال ويقول مبديا نصيحته «الذي يرى أنه خبير في هذا المجال فليقدم نفسه لمكاتب الاستشارة الاقتصادية وليعمل موظفا في جهة تقدر أفكاره بل تنميها أيضا وتزوده بكل ما يريده وبرواتب جيدة جدا».

ولا يرى الصالح أن الاكتتاب في صناديق الاستثمار هو حل منفرد لمثل هؤلاء لأنه كما يقول «الاكتتاب صار لجميع فئات المجتمع الذي يفهم السوق والذي لا يفهمها، ثم هي فرصة لرفع دخل الفرد ولكنه باب جيد للدخول إلى سوق الأسهم».

أما عن الدخول كشركاء بأرباح نسبية بين الطرفين بأن يكون احد الطرفين صاحب المال والآخر يكتفي بذكائه ودراسته للسوق فيقول الصالح «إنه ضد النظام ولا يجوز استثمار المال إلا لأشخاص مرخص لهم، بمعنى أنه لا يجوز أن يتعامل بالأوراق المالية بالنيابة عن الغير إلا أن يكون شخصا عن ورثة».

أما أيمن سمان وهو محلل مالي فيرى أن الاكتتاب في صناديق الاستثمار لمثل هؤلاء الأشخاص خطة ممتازة ويقول «من الصعب الدخول مباشرة هذه الأيام إلى سوق تداول الأسهم، والمستثمر يمتلك رأس مال صغيرا، والسوق كما نعرف غول لا يرحم، وهناك في السوق مغريات وهمية وخطيرة، فهذه الاستثمارات ممتازة ومربحة على المدى البعيد».

ويضيف السمان «حاليا هناك 40 شركة ستكتتب خلال هذه السنة وعائد دخلها المتوسط يعتبر ثروة جيدة مقابل استثمار بسيط». ويرى انه من الأفضل لصاحب المال أن يديره بنفسه مهما كانت الثقة بين الأطراف خوفا من عواقب وخيمة بسبب النصب والاحتيال. الخبير الاقتصادي تركي فدعق يؤيد بقوة أن مثل هؤلاء الأشخاص مهما كانت ثقتهم بأنفسهم في مجال الاقتصاد فإن عدم امتلاكهم للمال يحتاج إلى وقفات مع النفس والعقل كثيرا ووضع خطة مدروسة حتى لا يذوقون كأس الخسارة ويقول «إن الاكتتاب في صناديق الاستثمار جيد جدا بل ممتاز خاصة في ظل هاتين السنتين ويكتتب في كل شركة بعدد الأسهم التي يريدها ويبيعها بعد ارتفاعها فيحصل على مبلغ كبير ويستطيع أن يدخل إلى السوق، والأهم أن يكون قد هيأ نفسه لهذه السوق جيدا» ويتابع حديثه موضحا الحل الآخر بالرغم من تحفظه عليه ويقول «القروض البنكية أو من أي جهة أخرى تعتبر حلا مستعجلا». ويتابع فدعق «إننا في وقت لا مجال للخسارة، فقبل سنتين كان من الممكن الدخول إلى سوق الأسهم خسارة وربح وهكذا وكان الواحد يقول في نفسه (بتعلم) لكن اليوم لا بد من الربح فقط فإذا خسر في سوق الأسهم يكون قد خسر حتى القرض أي من دين إلى دين والمخاطرة مركبة». ويضيف فدعق موجها نصيحته «يضع المستثمر القرض في صناديق الاستثمار والعائد منها يدخل به سوق الأسهم».

وحول الشراكة بين طرفين أحدهما برأس المال والآخر بمجهوده يرى أنها طريقة جيدة وتعتمد على الثقة المتبادلة بين الطرفين ويقول «ستتحقق قريب هذه الفكرة على أرض الواقع بان تفتح مكاتب شركات خاصة لإدارة أسهم العملاء حتى نتجنب قضايا النصب والاحتيال».

ويرى موظف في البنك الفرنسي السعودي ـ رغب عدم ذكر اسمه ـ أن الشراكة بين عميل وموظف في البنك موجودة وهي ممنوعة ومن ثبت أنه اتخذ منصبه البنكي وسيلة لشراكة عملاء في متابعة أسهمهم وبيعها وبنسبة من الأرباح تعود إليه يفصل من عمله لمخالفته للقانون ويقول «تشهد مكاتب البنك كثيرا مثل هذه القصص يكون احد أطراف الشراكة ضحية نصب».

وإذ اتفق الجميع على أن الاستثمار يعني المال إلا أن محمد العثيم أستاذ إعلام في جامعة الملك سعود سابقا، يرى أن الاستثمار هو أن يستثمر الشخص نفسه إن لم يمتلك ماله. ويوضح فلسفته قائلا «على الفرد أن يصالح نفسه ويكتشفها ليعرف ماذا يريد؟ وأين هو؟ فإذا كان على سبيل المثال لديه قدرة في التعامل والتواصل مع الآخرين وقدرة على الإقناع ويتحدث جيدا بلباقة وذا شكل حسن يستطيع أن يعرض ما لديه لرجال الأعمال والشركات فقد يكون لديه مكان في إدارة مكاتب العلاقات العامة خاصة إذا كان يتحدث لغتين».

ويضيف العثيم قائلا «نحن شعب نحب طرح أفكارنا من باب النصيحة مجانا للجميع ولكن الفكرة هي استثمار فإذا كانت على سبيل المثال شركة تريد إعلانا عن منتج ما وشخص لديه فكرة عليه أن يكتبها على ورق ويضع سيناريو ويطبقها على الكومبيوتر بالجرافيك وغيرها ويعرضها لأصحاب الشركات في مقابل مبلغ يستحقه ويحدده هو».