أمانة جدة تقلل من خطورة انتشار البعوض الناقل لحمى الضنك

قالت إن المبيدات الحشرية الموجودة في السوق غير مجدية في القضاء عليه

TT

قلل مسؤول في أمانة جدة من خطورة انتشار حمى الضنك بجدة، وأوضح أن ما تقوم به الأمانة الآن من جهود مع جهات أخرى هو من قبيل التركيز على الجانب التوعوي والوقائي «لأن المرض لدينا ليس بهذه الخطورة» بحسب ما قال.

واعتبر المصدر أن الدور الأكبر في مكافحة البعوض الناقل للحمى يقع على عاتق المواطن، فمكافحة البعوض «يجب أن تكون من داخل المنزل» كما قال، واعتبر بأن البرك ومستنقعات المياه الراكدة في حارات جدة لا تشكل خطراً على المواطن والمقيم، من جهة كونها بيئة يعيش فيها البعوض ويتكاثر.

وشرح المصدر فكرته عن عدم خطورة مستنقعات المياه الآسنة في أحياء جدة، وتركز هذه الخطورة في داخل بيوت المواطنين بقوله «هناك فرق ما بين مستنقع مياه في مكان مفتوح، وفي المكان المغلق كتلك التي تتجمع فيها مياه المكيفات، مثلا، فناقل المرض يحب الأماكن المظلمة والرطبة وتوفر له جواً جيداً للتكاثر، بعكس المستنقعات الموجودة في مكان مفتوح التي ينفر منها البعوض الناقل للمرض».

واستطرد قائلاً: «وضعنا الحالي بالنسبة لمكافحة المرض جيد، ونحن من خلال برامجنا الوقائية التي ننفذها الآن كمن يعد لعدو يتوقعه بعد 5 سنوات، فجهودنا في المرحلة الحالية توازي جهود دول أنتشر فيها المرض ووصل لأرقام مخيفة، لكن بالنسبة لنا فالإصابات لا تتجاوز في الأسبوع الواحد 20 حالة وهو رقم لا يذكر بالمقارنة مع دول أخرى».

وأضاف: «التوعية أهم عامل في حملتنا، ونؤكد للناس أن أي جهد مبذول لن يؤدي إلى أي نتيجة بدون تفاعل الناس، لكن سيكون الوضع خطيرا إذا استمر الناس على عدم الاكتراث، فعلى سبيل المثال مشكلة تسرب المياه من المكيفات مشكلة لا يكاد يخلو منها منزل منازل جدة، وهي تعرض ليس فقط صاحب المنزل، لكن أيضاً سكان المنازل المجاورة له لخطر الإصابة بحمى الضنك».

وأشار المصدر نفسه إلى أن المبيدات الحشرية الموجودة في السوق غير مجدية في القضاء على البعوض الناقل للحمى، وقال: «لدى البعوض الناقل للحمى مناعة تحميه من هذه المبيدات»، لكنه طمأن المواطنين بقوله: «لدينا فريق علمي مؤهل على أعلى المستويات لدراسة أنجح الطرق في القضاء على البعوض، بالاستفادة من تجارب بلدان أخرى، وسنقوم بالبدء بحملة ضخمة للقضاء على البعوض، بعد الدراسة المتعمقة للمسألة في الأيام القليلة القادمة».

وزارة الصحة هي الأخرى دفعت المسؤولية عنها، واعتبرت أن مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك مسؤولية الأمانة والمواطن بالدرجة الأولى، وجاء هذا على لسان الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث باسم وزارة الصحة، الذي أكد انحسار عدد الإصابات بحمى الضنك، وقال: «مسؤولية مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك تقع على عاتق البلدية كونها الجهة المسؤولة عن الرش، وردم البرك والمستنقعات التي يتكاثر فيها البعوض الناقل للمرض، بالإضافة إلى المواطن الذي يجب عليه أن يشارك في جهود مكافحة البعوض، أما بالنسبة لنا كوزارة الصحة فدورنا ينحصر بالمستشفيات ومعالجة الحالات المصابة، ومع ذلك نحن نقوم بدور مهم في التوعية بالمرض».

وأضاف مرغلاني: «هناك جهد كبير مبذول من قِبل وزارة الصحة ومن قِبل أمانة جدة، وهذا الجهد يتضح في جهود التوعية للمواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وحتى من خلال مباريات كرة القدم، فالقضاء على البعوض ليس سهلاً، ولا يمكن أن تقضي عليه جهة واحدة، لكن التعاون ما بين الجهات المعنية والمواطنين أمر ضروري للقضاء عليه».

وبينما يتفاقم الوضع وتزداد أعداد المصابين بالمرض يوماً بعد يوم، فإن المواطن هو الذي يدفع الثمن الأكبر في ظل تنصل الأمانة والصحة من مسؤولية القضاء على البعوض الناقل للحمى، وإلقائها على كاهل المواطن كما يقول محمد السريحي (42 عاماً)، الذي علق على الموضوع بقوله: «كل يوم نسمع عن لجان مشتركة من الصحة والأمانة وغيرهما، وحملات لمكافحة البعوض ومع هذا فالمستنقعات ما زالت موجودة، والبعوض موجودا، وتطالعنا الصحف بـأخبار عن تزايد الإصابات».

ويقول فيصل السلمي (30 عاماً): «على الرغم من كوني أسكن في حي من أرقى أحياء جدة، وأنه ليس لدينا أي تسرب في المياه لا داخل المنزل ولا خارجه، إلا أن البعوض ضيف دائم في منازلنا، ولا يجدي معه مبيد أو غيره، وأتمنى أن تقوم الأمانة بشيء بهذا الخصوص، فنحن نعيش حالة رعب من جراء ما نسمعه ونراه عن حمى الضنك».