جدل حول أسباب استقالة عبد الله المناع من نادي جدة الأدبي

بعد أيام من الاقتراع على منصب الرئيس ونائبه

TT

أثارت استقالة الدكتور عبد الله مناع في تولي منصب نائب رئيس النادي الأدبي بجدة ردود فعل في الوسط الثقافي خاصة أن الاستقالة جاءت بعد موافقة المناع على التصويت الذي تم في اجتماع وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل الذي تم فيه التصويت على منصب رئيس النادي والنائب الذي حصل فيه الدكتور عبد المحسن القحطاني على ستة أصوات مكنته من ترؤس النادي، فيما تم توزيع الأصوات الأربعة المتبقية على منصب النائب وباقي الأعضاء.

وحول الاستقالة التي جاءت مفاجأة علق الدكتور عاصم حمدان «المناع قيمة فكرية كبيرة واستقالته خسارة كبيرة لنادي جدة الأدبي»، موضحا الأسباب التي تقف وراء استقالة المناع بقوله «المناع شخصية شديدة الحساسية وصاحبة تاريخ فكري وثقافي ومعرفي كبير، لذلك ليس من السهل على المناع تقبل منصب نائب الرئيس».

فيما أرجع الدكتور أحمد قران الزهراني الأسباب التي كانت وراء الاستقالة إلى الأصوات التي كانت قريبة جدا من الدكتور عبد المحسن القحطاني قائلا: «على المستوى العملي الذي يجسده الحضور المكثف للقحطاني خلال جلسات عمل النادي من خلال الندوات والملتقيات التي يشرف عليها نادي جدة الأدبي تعد شخصية القحطاني أكثر قربا من أعضاء النادي على المستوى العملي، فيما تعد شخصية المناع بعيدة عن الملتقيات والتفاعل مع الأعضاء والفعاليات التي يقيمها نادي جدة».

شخصية المناع المثيرة إلى حد ما للجدل بين الوسط الثقافي على الرغم من ثرائها الفكري والمعرفي والتي كان يمكن لنادي جدة الأدبي أن يستفيد من وجودها علق على ذلك عاصم حمدان بقوله «الدكتور عبد الله مناع من الشخصيات الثقافية التي أثرت الإعلام بقلمها من خلال ترؤسه رئاسة تحرير جريدة البلاد ومجلة الإعلام و اقرأ».

استقالة المناع التي ترافقت معها زوبعة التشكيك في فناجين نزاهة الأعضاء المقترعين علق عليها الدكتور حسن النعمي رئيس جماعة حوار موضحا «لا يمكن التشكيك في نزاهة التصويت لأنه تم بموافقة جميع الأعضاء ووفق آلية يعرفها الجميع»، تشكيك المناع في نزاهة الأعضاء يأتي في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بأهمية وجود جمعية عمومية يتم من خلالها عملية الانتخاب للأعضاء داخل النوادي الأدبية على مستوى المملكة بحسب تعبير عاصم حمدان «من المهم وجود جمعية عمومية تتولى وضع لائحة تنظيمية يتم على أساسها اختيار الأعضاء وفق ضوابط معينة».

وعلل الدكتور حمدان على أهمية وجود هذه الضوابط بقوله «لابد أن توضع شروط يحدد من خلالها الأعضاء المنتسبين، خاصة أن اهتمامات النوادي الأدبية تتعلق بالفكر والثقافة».

الحضور القوي والمشاركة النسائية للفعاليات والملتقيات التي يقيمها نادي جدة الأدبي أثارت تساؤلا في مدى إمكانية أن تشغل إحدى عضوات النادي منصب النائب وبحسب حمدان «حمى الانتخابات التي تجتاح أغلب المؤسسات بدءاً من انتخابات وزارة الحج وانتهاء بالغرفة التجارية لابد وأن تصل إلى النوادي الأدبية».

وتابع «تستحق المرأة أن تمنح هذه الفرصة كونها عنصرا فاعلا في النادي في ظل وجود الكفاءة والقدرة اللتين تمثلهما فاعلية مشاركة العضوات في النادي، إن من خلال ملتقى النص أو جماعة حوار والمحاضرات التي يقيمها نادي جدة»، إلا أن حمدان اشترط أن يكون ذلك «وفق الضوابط الشرعية».

وحول الأسماء المطروحة قال أحمد الزهراني «هناك أسماء كثيرة أثبتت فاعلية ومشاركة حقيقية وجادة في تفعيل أنشطة النادي مثل الدكتورة لمياء باعشن وفاطمة الياس إلى جانب الناقدة سهام القحطاني وغيرهن كثيرات».

إلا أن طرح أسماء نسائية في نادي جدة يفتح الباب واسعا أمام ممارسة تجربة الانتخاب في النوادي الأدبية على مستوى المملكة، كما أشار إلى ذلك حمدان «من حق العضوات في النوادي الأخرى أن يمارسن هذا الحق، لأنه ليس حكرا على عضوات نادي جدة وإن كان النادي الأكثر فاعلية من غيره في ظل الركود الذي تعاني منه باقي الأندية».