الأمير عمرو الفيصل: لماذا تخترعون العجلة من جديد.. اسرقوها

خلال محاضرة بعنوان «خطوات في طريق النجاح»

TT

فاجأ الأمير عمرو الفيصل طلاب جامعة الملك عبد العزيز بجدة، مساء الثلاثاء الماضي خلال محاضرة له عن تجربته مع الحياة العلمية بعنوان «خطوات في طريق النجاح» عندما كرر أكثر من مرة على مسامع الطلاب أنه «ليس ضروريا أن تخترعوا العجلة من جديد.. اسرقوها» في إشارة منه إلى أن التقنية أصبحت متاحة وليس على الأجيال الطامحة إلى تطوير قدراتها سوى استخدام هذه التقنية ومحاولة تطويرها، مستشهدا بتجربة اليابانيين في مجال التصنيع وأن ليس كل شيء من اختراعهم.

وكانت قاعة المؤتمرات الرئيسة والرديف غصّت بأكثر من ألفي طالب جامعي لحضور الندوة المفتوحة بين الأمير عمرو الفيصل والطلاب، وفيها تحدث الأمير الشاب عن تجربته مع النجاح والتي اعتبرها الطلاب وصفة علاجية لطريقهم المقبل.الطلاب الذين كان باديا عليهم الانبهار بشخصية الأمير الشاب التي تشبه أبناء الحجاز، خاصة في تأثره باللهجة «الحجازية» وطريقة ارتدائه «للشماغ السعودي».

وانتقد الأمير الفيصل في رد له على أحد الأسئلة أقسام العمارة وتصاميم البيئة في الجامعات، حيث وصفها بأنها «لا تطعم خبزا» ولا يمكن أن تحقق أحلام الشباب في «الثراء» وهي الملاحظات التي قابلها الطلاب خاصة أن كثيراً منهم يدرسون في تلك التخصصات بموجة عارمة من الضحك وتبادل النكات الساخرة على مستقبلهم، قبل أن يعود الفيصل ليؤكد لهم أن النجاح الحقيقي هو في تحويل التفاصيل الصغيرة إلى مشاريع كبيرة قد تميزت المحاضرة تميزت بمستوى عال من الشفافية، وهو الانعكاس الطبيعي لشخصية المحاضر الامير عمرو الفيصل المعروفة عنه، والتي كانت أحد الأسباب المهمة للحضور الكبير من قبل الطلاب على غير المعتاد في مثل هذه المحاضرات. الطلاب الذين تناوبوا على طرح الأسئلة المباشرة أمام محاورهم دون تدخل من إدارة الجامعة، تركزت أسئلتهم حول العقبات الأكاديمية والوظيفية التي تواجههم في طريق حياتهم، فيما جاءت إجابات الضيف قريبة من حدود الواقع وهو يخبرهم أن الطريق ليس مفروشا بالورود ويتحدث لهم عن تجارب مهنية مر بها طوال السنوات الماضية.وفي المحاضرة نفسها هاجم أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم (قسم الكيمياء)، مسؤولي الجامعة الذين قال انهم لم يقدروا إمكاناته وانجازاته في مجال «الكيمياء» وإنه أراد تحقيق طموحاته في بلاده لكنه واجه عراقيل وصعوبات كبيرة لم تساعده في تقديم ما لديه. كما قال إن هناك من ادعى بمرضه النفسي وحاول ترويج هذه الشائعة عليه للحد من إمكاناته، وسط حالة من الهرج بين أوساط الطلاب الذين بدا أن الكثير منهم يعرف هذا الأستاذ الجامعي بمناوشاته الدائمة مع إدارة الجامعة.واستطرد الاستاذ الجامعي في هجومه اللاذع على إدارة الجامعة ومسؤوليها وسط صمت من المسؤولين الذين وجدوا في الصف الأول دون أن يبدوا أي تعليق على ما وجه لهم من اتهامات. كما طلب الاستاذ الجامعي من الأمير الفيصل تذكرة سفر وإقامة لبضعة أيام في دولتين أوروبيتين لإلقاء محاضرات هناك حول ما يقول إنه توصل إليه منجزات.غير أن الأمير الفيصل امتص حماس الجميع في الرد بكلمة مختصرة قال فيها، وهو يوجه كلامه للطلاب: «لهذا السبب هربت من الكيمياء للعمارة» وهو التعليق الذي أثار موجة أخرى من الضحك بعد أن وصلت الرسالة التي أرادها الفيصل في كلمتين تعليقا على حديث طويل امتد لنحو خمس دقائق. الأمير عمرو الفيصل واصل نقاشاته مع الطلاب خارج القاعة بعد أن تحلقوا حوله بالأسئلة وبدا أنه ذو شعبية كبيرة يتمتع بها في أوساط الطلاب، خاصة أنه دعا كل من يرى أن لديه القدرة أو الابتكار في مجالات محددة من التقنية التي يمارس أنشطته التجارية فيها أن يتقدم إليه لمساعدته في بناء خطواته الأولى مع النجاح.