مدخرات المقيمين تتجه نحو سوق المال اعتبارا من السبت المقبل

60 مليار ريال قيمة تحويلاتهم السنوية

TT

تستقبل سوق المال السعودية بدءا من «يوم السبت المقبل»، شريحة المقيمين في السعودية، بعد صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدراسة السماح لهم بالاستثمار في الأسهم بصورة مباشرة، هذا التوجيه الكريم الذي جاء بعد الانتكاسة التي عاشتها سوق الأسهم في السعودية ونجمت عنها خسائر كبيرة أثرت بشكل واضح في قطاع كبير من صغار المستثمرين. وكان المجلس الاقتصادي الأعلى قد أكد على أهمية النهوض بهذه السوق، كونها تعد رافدا كبيرا للاقتصاد الوطني واستثمارا في مستقبل الوطن.

وفور صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدراسة السماح لمشاركة المقيمين، دار همس واسع وسط شريحة كبيرة من المقيمين الذين لم يخفوا سعادتهم بهذه الخطوة، سيما أن تحويلات المقيمين السنوية تقدر بالستين مليار ريال، ويمكن أن تفتح هذه الخطوة منافذ لاستيعاب هذه المليارات وتداولها من خلال صالات الأسهم الداخلية، كما أن عددا غير قليل من المقيمين أبدوا استعدادهم لولوج هذه السوق من خلال سريان هذا الخبر هاتفيا فور صدوره، واستحوذت الخطوة المرتقبة على حديث الشارع السعودي لأهميتها.

المقيم عبد الرحمن عبد الله، عبّر عن تفاؤله لهذا التوجيه الكريم، لكنه لم يفصح عن نيته بالمشاركة في تداول الأسهم، ويرى السبب في ذلك «عدم وضوح الرؤية الكاملة لكيفية المشاركة، كما أن التوجيه يخص الدراسة وكيفية اشتراك المقيمين»، وقال: «لكن آمل أن تخرج الدراسة بالصورة التي رسمناها في أذهاننا، وأن تكون هناك ضمانات تعمل على تشجيع المشاركة الواسعة».

ومن جهته يقول نجم الدين محمد: «أتوقع أن يشارك كل المقيمين في تداول الأسهم، وما يؤكد ذلك سرعة انتشار الخبر وكأن الجميع كان في انتظار هذه الخطوة، وهو ما يؤكد اهتمامهم البالغ واحتفاءهم بالخبر الذي سرى عبر الهواتف بشكل أذهل البعض»، وأضاف: «الكل يرسم أمله في تجزئة القيمة الاسمية للأسهم، لأن عددا كبيرا من المقيمين وذوي الدخل المحدود، ستمكنهم هذه الخطوة من المشاركة الفعالة في هذه السوق التي نستبشر كثيرا بأن مستقبلها سيكون زاهرا في ظل الرعاية التي يحظى بها». عدد غير قليل من المؤسسات في القطاع الخاص، التي تحتضن المقيمين، شهدت حراكا كبيرا في أوساط العاملين فيها، والكل يحدّث الآخر عن كيفية المشاركة في التداول، الأمر الذي لم يكن يهتم به المقيمون من قبل، أما وقد أصبح يعنيهم بشكل مباشر، فالكل بدأ السعي من أجل اكتساب ثقافة مالية.

يقول عبد المعطي «لا يمكن أن أدخل هذه السوق وأنا لا أعرف شيئا عن هذه الثقافة الاستثمارية، وحتى لا أفقد مدخراتي التي أشارك بها، أسعى من أجل الحصول على معلومات كافية عن سوق الأسهم ومعرفة سبل المخاطر وكيفية إدارة هذا المشروع، كبيرا كان أو صغيرا، هذه أولويات ينبغي أن يدركها كل من أراد المشاركة حتى لا يندم بسبب جهله لاحقا».

ويجيب المهندس جمال أبو الذهب الذي يشغل منصبا إداريا في إحدى مؤسسات القطاع الخاص: «ان حجم الإقبال بعد استكمال الدراسة التي تمت التوجيه بها، سيكون كبيرا»، وبنى توقعاته على ما أحدثه الخبر من حركة غير طبيعية وسط أعداد كبيرة من المقيمين الذين بدا عليهم الجدية في تناول الموضوع، وأضاف: «نعم كان هناك عدد كبير يقوم بتحويل مدخراته لعدم وجود قنوات استثمارية مباشرة هنا. وان هذه الأموال الضخمة التي كانت تهاجر بحثا عن قنوات في أوطانها. ستجد قنوات استثمار تستوعبها محليا بعد صدور هذا التوجيه».. وتوقع أن تشهد سوق الأسهم انتعاشا كبيرا.