السعودية: توعية خطباء المساجد بثقافة الحوار ضمن لقاءات بكبار العلماء

دورات ينظمها مركز الحوار الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية

TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الشؤون الإسلامية ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني اتفقا على تنظيم دورات قصيرة المدى لخطباء المساجد في كافة المناطق السعودية بهدف نشر ثقافة الحوار والتسامح.

وقالت المصادر إن هذه الدورات تتمثل في محاضرة يشارك بها نخبة من كبار العلماء في السعودية وعلى رأسهم مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وكبار هيئة العلماء بهدف إيصال رسالة للمشاركين من خطباء المساجد بضرورة نشر ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر ونشر الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والتطرف.

وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية كدورات قصيرة لخطباء المساجد، ويتوقع أن تستمر هذه الدورات لتشمل أكبر عدد ممكن من أئمة وخطباء المساجد في حال نجاحها.

ويأتي توجه نشر ثقافة الحوار والوسطية في المجتمع السعودي الذي يسعى مركز الملك عبد العزيز لتطبيقها، تأكيدا لما خرج به اللقاء الأول للحوار الذي عقد في الرياض عام 2003، الذي أكد أن الإسلام دين وسط في العقيدة والأحكام الشرعية، ولا يقبل الغلو والتشدد كما لا يقبل التحلل من الثوابت الشرعية، ويفرق بين التشدد والغلو والتمسك بالسنة والالتزام بها، بالإضافة إلى إدراك أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار.

وتسعى الجهات الحكومية في السعودية بالتنسيق مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى نشر الوعي في أهمية الوحدة الوطنية والأصول الشرعية التي تبنى عليها والدور الريادي للعلم والعلماء في المملكة العربية السعودية لضمان الوحدة الوطنية من خلال التنوع الفكري بين شرائح المجتمع وتقبل الرأي الآخر وبيان وسطية الإسلام ومحاربة التطرف والغلو.

ووفقا لوزارة الشؤون الإسلامية فان النشاط الوعظي وصل إلى مليون نشاط في السنة الماضية إلا أن الوزارة تؤكد حضورها لكافة الأنشطة للتأكد منهجها الصحيح فيما يطرح من أفكار وموضوعات، وتعاني وزارة الشؤون الإسلامية من قلة الأئمة المتفرغين، حيث يستعاض عنهم بالأئمة المتعاونين لتغطية الحاجة الفعلية لمساجد المملكة، وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية برفع خطة سنوية ضمن الميزانية للاحتياج الفعلي لوظائف الأئمة ويتم اعتماد عدد أقل من الحاجة.