د. لمياء خليل: التوتر يؤثر على قدرة السعوديات على الإنجاب .. وطفل الأنابيب وجوده لا يعادل ثمنه

المؤتمر العالمي الثاني للعقم في الرياض.. ينطلق اليوم

TT

يُعد العقم من الحالات المرضية الشديدة القسوة حيث تختلف طبيعته عن الكثير من الأمراض الأخرى فقد لا يسبب ألماً عضوياً لكنه يورث جرحاً نفسياً، ووجعاً اجتماعيا كما تحتوي أعراضه الجانبية على الحزن، واليأس والإحباط.

حول العقم ومؤتمره العالمي الثاني الذي سيقام بمستشفى دلة اليوم، تحدثت الدكتورة لمياء خليل الاستشارية ورئيسة قسم النساء والولادة ومركز دلة لتقنيات الإنجاب، فكان هذا الحوار:

« متى بدأ التفكير في إقامة مؤتمر عالمي خاص بالعقم؟

ـ بدأ المؤتمر الأول للعقم في مارس عام 2004 م وضم مجموعة كبيرة من الشخصيات العالمية، وكذلك نخبة من أشهر الأطباء في هذا المجال على المستوى المحلي والعالمي، وذلك نظرا للحرص على مواكبة التطور العلمي في جميع أنحاء العالم والوقوف على كل حديث من اجل تميزه وريادته للقطاع الطبي الخاص· وقد كفلت هذه المؤتمرات للمريض العلاج في بلده بين أفراد أسرته وفي أحضان بلده مع وجود القيم، العادات، التقاليد، الراحة النفسية، مما يكون لها الأثر الايجابي عليه بشكل عام.

> هل هناك مشاركات من دول غربية كأوربا أو أميركا؟

ـ هناك مشاركات من أميركا وانجلترا وفرنسا ومن ايطاليا وأيضا من مصر ومن جميع أنحاء العالم، وقد تضمن أحسن الخبرات في العالم لان أطفال الأنابيب لها تقنيات كثيرة، لذلك أردنا الوقوف على كل جديد واستيعاب ومسايرة الجديد والمبتكر في هذا المجال.

> هل تم تفعيل كل توصيات المؤتمر السابق؟

ـ تقريبا فقد ركزنا على الاتصال والتعاون بين الخبرات داخل المملكة ومع الوفود التي شاركت وكان تنفيذ هذه التوصيات له الأثر الطبي المميز والناجح، المؤتمر أصلا يعمل على التعارف والتعاون بصورة ايجابية ويقصر المسافات بين العناصر العلمية في هذا المجال والنتيجة طبعا في النهاية لصالح المرضى وتقديم أحدث الأشياء لهم.

> ما هي أهم الموضوعات المنتظر طرحها أمام المؤتمر الجديد؟

ـ طبعا هناك تطور هائل في هذا المجال وسيعمل المؤتمر على كسر التعامل الروتيني السابق لهذه التقنية وإضافة الحديث منها مثل اخذ عينات من الجنين قبل عملية الزرع للتأكد من سلامته وخلوه من أي العيوب والتشوهات الخلقية وكذلك تقنية إنضاج البويضات داخل المختبر، ونحن حريصون أن تكون موجودة بشكل فعال نظرا لأهميتها.

> هل هناك عقم مطلق يستحيل التعامل معه طبياً ولا جدوى من التعلق بأي أمل في ظل وجوده؟

ـ ليس هناك عقم مطلق بالمعنى المتعارف عليه، فسنويا تخرج أشياء تقنية للمعالجة وأخرى في المختبرات للمساعدة في عملية الإنجاب، والعقم المطلق بالنسبة للشخص الذي لا يملك «حيوانات منوية» وحتى العيوب الخلقية في مجال البحث عن حيوانات منوية، أما عقم مطلق انه تعبير غير محبذ ولا يتناسب مع مجهود العلماء وجديد الأطباء في هذا المجال المتطور واعتقد لأنه لا يوجد مستحيل إن شاء الله.

> معظم الجديد في هذه التقنية خاص بالنساء، ماذا عن الرجال؟

ـ هذه التقنية تشمل الرجال أيضا وبرغم عدم تفعيلها إلى الآن إلا أن التطور والبحث العلمي في هذا الموضوع جاريان ويمكن خلال سنة أو سنتين تكون هناك «عملية إنضاج الحيوانات المنوية داخل المختبر» بالنسبة للرجال الذين يعانون من قلة وجود حيوانات منوية أو ضعفها.

> هل يعتبر تأخير الحمل العلامة الوحيدة للعقم أم أن هناك علامات أخرى؟

ـ الزواج هو التجربة الوحيدة لإظهار ما إذا كانت المرأة أو الرجل يعاني من مشاكل ما أو انه سليم وهناك أيضا عمليات الاختبار التي يقدم عليها الشاب أو الفتاة في اختبارات قبل الزواج، فان ذلك يظهر إمكانية حدوث الحمل من عدمه أو وجود مشاكل ما ربما يساعد التشخيص المبكر على إيجاد حل مثالي وسريع لها.

> متى تشعر الزوجة بأن لديها مشكلة حقيقية في الإنجاب وعليها مراجعة طبيبة؟

ـ بعد العام الأول من الزواج وهذا متفق عليه عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية وقد حددوا هذه المدة بـ 12شهرا بالضبط بعد الزواج لإتاحة الفرصة لإمكانية الحمل، وبعدها يمكن مراجعة الطبيب للاختبار وليس شرطا ان يكون هناك مرض لاحدهما أو كلايهما ولكن للاطمئنان فقط.

> هل تلعب فحوصات ما قبل الزواج دورا مهما في توضيح الحالة بالنسبة للرجل أو المرأة أمام الطبيب المعالج؟

ـ الفحوصات الأولية توضيح للزوج والزوجة أكثر ما هو للطبيب مثلا إذا كانت تحاليل الرجل ايجابية بالنسبة للحيوانات المنوية فهذا يعني انه بإذن الله لا يعاني من أية مشكلة، كذلك الأمر بالنسبة للزوجة عندما يتم تحليل الهرمونات وانتظام الدورة الشهرية فهذا يعطي انطباعا انه لا يوجد خلل مرئي قبل الزواج، وهذا دلالة قوية على أن الأمور طبيعية بالنسبة لهما معا لذلك هو دور مهم لمن اقبلوا على الفحص أكثر من الطبيب المعالج.

> العديد من الأزواج والزوجات يحملون فحوصات تؤكد سلامتهم ومع ذلك لا يحدث حمل ما تفسير ذلك؟

ـ هناك عدد من هذه الحالات التي تؤكد سلامة الرجل والمرأة مع ذلك لا يحدث حمل لأنه بالنهاية بيد رب العالين والطب مجرد سبب نحاول المساعدة إذا كانت هناك مشاكل، أما إذا تجمعت كل مراكز العالم لاثنين لم يكتب لهما الإنجاب ولو كانا في تمام الصحة فلا بديل عن الامتثال لأمر الوهاب وهذا هو العقم غير المشخص، أما بالنسبة للحالات المتعارف عليها مثل عدم قدرة الحيوان المنوي على اختراق جدار البويضة للتخصيب وفي هذه الحالة لا يتم الإنجاب الا من خلال التلقيح المجهري بان نحقن الحيوان المنوي داخل البويضة: وقد تغلبنا فعلا على عدد كبير من هذه الحالات ونجحت وتم الحمل بصورة طبيعية.

> هل يؤثر زواج الأقارب بالسلب أو الإيجاب في بروز هذه الحالات؟

ـ زواج الأقارب قد يسبب ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية وخاصة إذا كانت لدى الزوجة أو الزوج أو كلاهما معاً عيوب وراثية لكنه أبدا لا يؤخر الحمل أو ليس له دور في مشكلات العقم.

> هل للعامل النفسي دور في عدم الانجاب؟

ـ الضغوط التي يمارسها المجتمع على الزوج والزوجة تضع نوعا من التوتر النفسي وهناك حالات أتت لنا هنا في السعودية للمراجعة بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الزواج والتوتر بحد ذاته يؤثر في عملية الإنجاب يدور الزوجين في حلقة مفرغة، لكنه يتلاشى بمجرد زوال أسبابه ولا نستطيع أن نطلق عليه عقما نفسيا وليس هناك طبيا ما يسمى بالعقم النفسي.

> هل هناك عقم (مؤقت) يستمر لفترة محدودة ومن ثم يتلاشى؟

ـ لا يوجد ما يسمى بالعقم المؤقت هناك مشاكل طبية يمكن معالجتها ولكنه يندرج تحت تأخير الحمل وهو دلالة على وجود مشكلة طبية مثل عدم انتظام الدورة، عدم التبويض، انسداد في الأنابيب، هذه يمكن التعامل معها والتغلب عليها ويمكن علاجها بالأدوية مثل حالات التكييس في المبايض وعدم التبويض وبعدها يحدث الحمل.

> يعتبر التصاق البويضات بجدار الرحم أحد أهم الأسباب لتدخل التلقيح الصناعي عن طريق الأنابيب ما صحة ذلك؟ وهل هناك أسباب أخرى تدعو لإجراء التخصيب بالصورة السابقة؟

ـ إلى الآن هذه من المشكلات الرئيسية فالمرأة تلقح البويضة وهذه مشكلة بأطفال الأنابيب يتم ترجيح أجنة جيدة ومن المفروض أن تلتصق داخل الرحم ولكن بحدود 35% الى 40% الذي يلتصق فقط والباقي لماذا لم يلتصق؟ الله اعلم، لان جدار الرحم يملك تفاعلات كيميائية لحد الآن الطب عاجز عن تفسيرها وكل الدراسات والبحوث حاليا موجهة لدراسة بطانة الرحم لمعرفة أسباب عدم التقاء الأجنة داخل الرحم.

> لا زال البعض ممن يحلمون بمداعبة طفل غير قادرين عل تحمل نفقات عمليات الأنابيب الباهظة الثمن، فهل ستتم معالجة هذه النقطة مع التقدم الملموس في هذا المجال؟ وهل يلوح في الأفق تقنية جديدة تحقق حلم البسطاء من المرضى؟

ـ لا تعتبر التكاليف عالية بعد توفر هذه التقنية داخل البلاد العربية وبذلك وفرت الكثير من المال والجهد الذي كان يتطلبه السفر خارج البلاد ولا اعتقد أن تقنية طفل الأنبوب غالية جدا بالمقارنة بالعمليات الأخرى، كما أن القيمة المعنوية التي يصنعها الطفل بوجوده في الأسر لا يعادلها ثمن.

> ما الجديد في المؤتمر العالمي الثاني للعقم من تقنيات جديدة في الطب الإنجابي وعلم الأجنة والذي ستشرفين عليه؟

ـ هناك العديد من التقنيات الجديدة التي سيطرحها المؤتمر وكذلك نقل مباشر من صالة العمليات إلى قاعة المحاضرات.