السفير المغربي: السعودية استحقت لقب «مملكة الإنسانية» بجدارة

كرم الفريق الطبي في عملية فصل السياميتين إلهام وحفصة

TT

قال عبد الكريم السمار، سفير المملكة المغربية في الرياض: «إن ما توليه القيادة السعودية الحكيمة من عناية واهتمام لما يخدم مواطنيها وأبناء أمتها، بل والإنسانية جمعاء، جعلها مصدر قوة دافقة، تمد العالم الإسلامي والعالم العربي، بل والإنسانية جمعاء، بالحيوية والدعم والإشعاع العلمي، فاستحقت بذلك لقب (مملكة الإنسانية)».

وجاء ذلك في كلمة له خلال حفل أقامته سفارة بلاده أخيرا، تكريما للفريق الطبي والجراحي الذي نجح في اجراء عملية الفصل للتوأم السيامي المغربي (حفصة وإلهام)، التي أجريت لهما الشهر الماضي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، بحضور الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس الفريق الطبي والجراحي، وأعضاء الفريق الطبي وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وعائلة التوأم المغربي.

وأعرب عن عميق الشكر وعظيم الامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على التفاتته الكريمة وأبوته الحانية ونزعته الإنسانية، فور أن علم رعاه الله بوضعية التوأم السيامي المغربي حتى أمر بنقلهما إلى الرياض وإجراء عملية الفصل لهما.

وأكد السفير السمار بقوله «إن المبادرة لم تكن غريبة علينا في المغرب فقد تعودنا على مواقفه الإنسانية ومساعيه الخيرة والتفاتته، لا تعود فقط لما بينه وبين أخيه الملك محمد السادس، من علاقات الود والأخوة والصفاء والتعاون الخير البناء، إنما تعود أساسا إلى إنسانيته وشهامته وحبه للخير، فالعملية التي أجريت للتوأم السيامي المغربي تعد الحادية عشرة من نوعها وقد أجريت قبلها وبأمر منه حفظه الله عشر عمليات لتوائم سيامية من أعراق وجنسيات وديانات وألوان مختلفة، فإنسانيته وحدها كانت المحرك الذي يدفعه إلى مساعدة هؤلاء الأطفال من دون اعتبار للفوارق العرقية أو الجنسية أو الدينية فاستحق بذلك لقب الملك الإنسان».

وأشار السفير السمار إلى أن العالم تتبع بإعجاب وتقدير عملية الفصل التي أجراها الدكتور الربيعة وزملاؤه، والتي كللت بالنجاح، وان هذا الإنجاز العظيم هو رسالة للعالم بما يحققه رجالات السعودية من نجاحات متلاحقة ومساهمة ملموسة في خدمة الإنسانية، هذا الإنجاز الذي يضاف إلى ما حققته المملكة العربية السعودية الشقيقة من حضور دولي فاعل وتقدم حضاري هائل وزيادة مباركة وجهد سخي في كل مضمار.

وأضاف بقوله «لقد شعرت بفخر واعتزاز وأنا أشاهد الدكتور عبد الله وزملاءه يقومون بعملية الفصل من دون تردد أو انفعال، بل بثقة كاملة تنم عن خبرة عالمية وكفاءة عالية وتجربة واسعة، محققين بذلك إنجازا عظيما يضاف إلى ما سبق وان حققوه منجزات في هذا المجال· إن المتتبع لما حققه الدكتور الربيعة وزملاؤه، يدرك المستوى المتميز الذي بلغته المملكة العربية السعودية الشقيقة في المجال الطبي».

ووصف السفير السمار نجاح هذه العملية بأنها لبنة أخرى في العلاقات المغربية السعودية التي هي على الدوام نموذج متميز في خصوصيتها ومتانتها وتفاعلها الإيجابي مع قضايا الأمة العربية والإسلامية.

من جهته قدم الدكتور عبد الله الربيعة شكره وتقديره للسفير المغربي على هذه اللفته الكريمة بتكريم الفريق الطبي، وتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وجه بإجراء عملية الفصل للتوأم المغربي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، ورعايته الكريمة لهما.

وقال في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: «إن هذه الأعمال الانسانية ليست غريبة على ملك الانسانية عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا يفرق بين عرق أو دين أو لون لتقديم المساعدة لمن يحتاجها من العالم، وهذا نابع من تعاليمنا الاسلامية الخيّرة وان (مملكه الانسانية) محبة السلم والسلام والإخاء وأننا ضد الإرهاب والكره وكل ما يشوه صورة الإسلام».

وفي نهاية الحفل قدم السفير المغربي درعا تذكارية للدكتور الربيعة بهذه المناسبة، كما قدم شهادات الشكر والتقدير لجميع أعضاء الفريق الطبي والجراحين الذين شاركوا بهذه العملية، مقدما لهم شكره وامتنانه على ما قدموه خلال العملية، ثم تناول الجميع مأدبة العشاء التي أعدت لذلك.