«لعب» و«فن» يساهمان في عملية التكيف النفسي للأطفال مع المرض

نتيجة ورشة عمل لذوي الاحتياجات الخاصة

TT

«الفن هو أحد أنواع اللعب».. هذه العبارة لعالم الاجتماع هربرت سبنسر، حاول منظمو البرنامج التدريبي (التكيف النفسي للطفل مع المرض) ترجمتها من خلال إبراز الدور الإيجابي للفن في طريقة التكيف مع المرض، خاصة من قبل الذين يعانون أمراضا مزمنة من خلال ورش العمل التي أقامها مركز العون لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يهدف للترويح والتخفيف عن الأطفال عبر تنمية الإحساس بالبقاء والسيادة وتفهم بيئة المستشفى والإجراءات الطبية المتبعة فيها، وتناولت الندوات والمحاضرات في البرنامج التدريبي أسس تنمية الطفل وطريقة التعامل معه بالمستشفى إلى جانب التركيز على الاحتياجات النفسية والاجتماعية.

وأوضحت ريم قزاز المشرفة على البرنامج بمركز العون «من المهم جدا التعريف بالاحتياجات النفسية والاجتماعية لهذه الفئة التي تعد شبه معزولة في محيط المستشفى أو تلك التي تتلقى علاجها داخل المنازل ودور المقعدين».

وحول الهدف من البرنامج الموجه لكل من يتعاملون مع هذه الشريحة من الأطفال من الممرضين والآباء والأمهات ومجموعة من الفنانين والفنانات الذين يتلقون تدريبا خاصا علقت قزاز «الهدف من تدريب هذه الشريحة هو تبسيط الأنشطة الفنية للأطفال المقيمين بأقسام الرعاية الصحية في المستشفيات»، وتوفير الحياة الطبيعية للطفل المريض من خلال عملية التكيف النفسي له مع المرض خاصة أولئك الذين يتطلب مرضهم المكوث لفترة طويلة قد تتعدى الأشهر في المستشفيات تتم كما أوضحت قزاز «من خلال التركيز على الفنون الخاصة ومدى علاقاتها بعملية التكيف النفسي عبر ممارسة الأعمال اليدوية وباستخدام خامات من البيئة الطبيعية».

وأضافت قائلة: من المهم جدا توفير غرف العاب للأطفال المرضى تشعرهم بأنهم يحيون حياة طبيعية، وفي الوقت الذي يقل فيه الاهتمام بالعامل النفسي ودوره في التخفيف من الكآبة التي قد يسببها المرض، بخاصة عند الطفل في وسط مجتمع يكاد يشعر ان المرض هو نهاية التعامل مع الحياة علقت قزاز، ان الترفيه والفنون تلعب دورا كبيرا في تغيير النظرة للحياة عند هذه الفئة من المرضى خاصة الأطفال، وفيما يتعلق بمدى تأهيل المستشفيات في السعودية قالت قزاز: مع الأسف مستشفياتنا ليست مؤهلة لذلك حرصنا على عمل هذا البرنامج التدريبي في محاولة للتخلص من الشعور بالافتقاد والتعايش مع المرض بطريقة ايجابية، مشيرة إلى أن خلو المستشفيات من غرف مخصصة للاطفال يمكن أن يزيل المخاوف التي قد تزداد مع المرض أو الإعاقة.

وأوضحت، الأماكن التي يتم فيها استقبال الحالات الطارئة في المستشفيات إلى جانب الغرف الخاصة بعمل الجبائر والكسور عادة ما تكون سببا في زيادة المخاوف عند الطفل المريض لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات النفسية لهذه الفئة من المرضى، وتابعت قائلة: العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في التخفيف من حدة الألم لذلك الجو الذي يعالج فيه المريض خاصة الأطفال لا بد أن يراعي الحالة النفسية له، وعن الدور الذي يمكن أن يقوم به الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون في عملية التكيف النفسي للطفل مع المرض بشكل خاص وللمرضى من مختلف الفئات العمرية بشكل عام خاصة كبار السن قالت قزاز، مع الأسف اننا نملك أقساما خاصة في كل مستشفياتنا لكنهم غير مؤهلين وبحاجة للتدريب إلى جانب عدم توفر الآليات التي تمكنهم من إتقان عملهم والقيام به على أكمل وجه، وبين التركيز على العلاج وإهمال الطريقة التي يقدم من خلالها أوضحت ريم قزاز، ان من الأسباب التي تقف خلف عدم الاستفادة من العلاج هو العامل النفسي والتهيئة النفسية للتعامل مع المرض بطريقة ايجابية تمكن المريض من التعايش بشكل طبيعي.