المحرم يتسبب في تراجع الخليجيات عن افتتاح مشاريع في السعودية

TT

لليوم الثاني تحتضن العروس مدينة جدة سيدات أعمال دول مجلس التعاون الخليجي، مشجعة على استمرار فعاليات الملتقى حتى بغياب نصف الوفد الإماراتي لتأديته لفريضة العمرة، وفي نفس الوقت مارست الغرفة التجارية المستضيفة للملتقى دورها المعتاد في منع التصوير وتخصيص فتيات لمراقبة فيما يبدو الإعلاميات لمنعهن من التصوير الأسطوري.

وقد سلط الضوء في البداية المحامي ماجد قاروب رئيس مركز القانون السعودي للتدريب وأستاذ مادة القانون والأعمال بكلية دار الحكمة بجدة في ورقة عمله التي كانت بعنوان «الحقوق القانونية للمرأة في إدارة الشركات العائلية الخليجية» ضمن محور الحقوق القانونية للمرأة في إدارة الشركات العائلية الخليجية، وتحدث القاروب في البداية عن مفهوم الشركة الخليجية التي تبدأ من الوالد ثم الزوجة ويليها الجيل الأول ثم الثاني وربما الثالث ووصفها قائلا «إنها تعد من أوائل الشركات التي عرفتها صحراء الخليج».

وتحدث عن المشاكل التي تواجهها المرأة في هذه الشركات قائلا: «عدم معرفتها بموقعها في الشركة وميزانيتها ونادرا ما يسمح لها بالاطلاع على أرباح الشركة، ومن أقوى المشاكل التي تواجهها المرأة السعودية خاصة هي مشكلة الوكيل والمحرم وكل تلك المعوقات تظهر فجأة بعد وفاة الوالد».

واستاء القاروب من المرأة نفسها وذلك بحصرها في زاوية المرأة في الصحف ولجان وجمعيات نسائية فقط دون الإلمام بعلوم القانون. وقال القاروب معاتبا سيدات الأعمال «لا اعرف ما سبب حصر الملتقى للنساء في حضور يتيم ومخجل لعشرة رجال، كما اعرف أن البيزنس لا يفرق بين الجنسين، وكم كان هذا التجمع سيشهد لكن بالنجاح بغيظ الرجال منكن في حين حضورهم طبعا»، وأشاد بنجاح سيدة الأعمال حصة العون في امتلاكها لشركة هي وبناتها بعد جهد ومطالب نادت بها كثيرا حتى حصلت عليها.

وشاركه في امتداح العون عبد الله العلمي رئيس مكتب العلمي للاستشارات الإدارية في ورقته التي كانت بعنوان «إنجازات المرأة السعودية»، مستعرضا عددا من النساء الناجحات والبارزات في جميع المجال متناسيا فيما يبدو الصحافيات السعوديات وقال «إن النظام السياسي لا يمنع المرأة من الظهور والعمل، إذاً ما المشكلة؟ لتشارك المرأة في صنع القرار ولتحاول كما فعلت في انتخابات الغرف التجارية، لتشارك في انتخابات البلدية».

وتعجب العلمي منع طالبات المدارس من تخصيص حصص رياضة بدنية لهن ومن مشكلة العباءات، هل هي محتشمة أم لا مما دفع البعض لاستغلال هذا في التنكر بزي نساء وقال «نسبة المطلقات في السعودية بلغت 400 ألف مطلقة و70 في المائة لا يحصلن على حقهن في النفقة لماذا؟ ولدينا 400 ألف سائق ينوب عن مشكلة قيادة المرأة السعودية، وللأسف لا اعرف الى الآن كيف نسكت عن موت الكثير من بناتنا المعلمات في طريقهن للذهاب الى المدرسة التي اختار القدر ليكون بمنزلة قبورهن».

وكان حديث العلمي كافيا لتتراجع بعض سيدات الخليج عن أفكار كثيرة كانت تراودهن، فمثلا الطالبة عائشة رمضان 22 عاما طالبة بجامعة زايد بالإمارات لا تحلم بتاتا بالعمل في السعودية وتقول «مشاكلهن كثيرة وعرفتها من خلال الملتقى كالوكيل الشرعي والمحرم والمعقب وغيره» وتتابع حديثها «الحمد لله حكومتنا سهلت لنا جميع الإجراءات فلا فرق بين الرجل والمرأة». وتمنت رمضان لو التقت بفتيات جامعيات سعوديات لتسمع صوتهن ولتتبادل الخبرات والأفكار.

أما بدرية كمالي مديرة العلاقات العامة في شركة المستقبل للاستشارات الهندسية بدبي ترى انه بسبب العدد الكبير من الحضور كان صعبا عليها التعرف على سعوديات من مجال هوايتها تصميم المجوهرات وتقول «إنها المرة الأولى التي ازور السعودية وكنت متفائلة بالملتقى كثيرا من اجل عقد الصداقات ولكنني لليوم الأخير لم احظ بصديقة».

وتتفق معها مريم عبد الرحمن المشرفة على تنظيم الوفد الإماراتي ومصممة الجرافيكس وتقول «لم أجد من اتفق معها في مهنتي» ومريم هي الأخرى لا توافق على العمل في جدة أو السعودية مهما كانت الفرصة.

وسيدة الأعمال الإماراتية ثريا قمبر وهي واحدة ضمن 100 وفد إماراتي جاء الى الملتقى تقول متأثرة بورقة القاروب لأنها تعمل في شركة عائلية «اتفق معه بأن البيزنس لا يفرق بين الجنسين».

وبين أروقة الملتقى عقدت السيدات مع مصممات الأزياء تصميم عباءة ليحملنه الى بلادهن كذكرى من السعودية، وافتقر الملتقى الى وجود أي ركن أو بازار يعرض آثار السعودية وصورا منها.