مهندس سعودي يصمم سوقاً تجارياً مستلهماً المعمار الحجازي

يحتسي زواره القهوة الأميركية ويتبضعون الماركات الأجنبية

TT

استلهم مهندس معماري سعودي روح العمارة القديمة في الحجاز ليشكل منها عالما بانوراميا جديدا لمركز تجاري في جدة، في خطوة منه للعودة إلى لبنة الماضي بدلا من تقليد التصاميم الغربية التي أخفت معها ملامح المدينة الحجازية التي شكلت لقرون نمطا معماريا خاصا في كل تفاصيله.

وقال المهندس يوسف مختار الفلاح، المشرف على المشروع، أن فكرة التصميم جاءت لربط علاقة بين التراث والمدنية، وجعل القيم المعمارية سلوكا يوميا يدخل في جميع التفاصيل، مشيرا إلى أن الكثير من المصممين ذوي التكلفة البسيطة يقدمون نفس الأفكار للمستثمرين والملاك الذين يرغبون في عمل تصاميم لمبانيهم ولا يسعون إلى وضع تصاميم جديدة تفيد الطابع المميز للمنطقة الغربية.

وجدة المدينة التي تمتد طولا، في علاقة تماس مع حدود البحر الأحمر، تعيش صراعا معماريا يوميا بين مهندسين يرون في التصاميم الغربية انفتاحا على مفردات العولمة وآخرين يرون أن في رخام الماضي ورواشينه وأبوابه ذات الشكل المختلف إحياء لصورة الماضي على شكل بناء يحفظ العلاقة الطبيعية للأجيال وتراثهم.

من جهته قال المهندس محمد الجارد، صاحب فكرة التصميم، وهو أكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، أن المدارس المعمارية التي سادت المملكة خلال الفترة الأخيرة والتي تتمثل في عمارة الحداثة والتي انتشرت بسرعة لسهولة تنفيذها ومفهومها ولكنها سرعان ما تغيرت نظرا لطابعها المتكرر الممل وعدم احتوائها على أي زخارف أو تفاصيل تراثية، وأضاف الجارد «لدينا تراث معماري ضخم يتمثل في العمارة الحجازية والإسلامية التي يجب استثمارها للخروج عن المألوف في تصاميم المباني ويؤكد الجارد أن هذا ما تم تنفيذه في تصميم الروشان مول.

وعلى ذلك يرى المهندس الفلاح أن الكثير من المجمعات التجارية الحديثة «بدأت تتنافس في الشكل الهندسي لجذب الزائرين ومن هنا بدأ البحث عن طابع مميز للمجمع الذي يتميز في البوابات الكبيرة والنوافذ العالية الخشبية والابتعاد عن طلاء المباني واستبدالها بالأحجار الصخرية ككونها تجعل المجمعa في شكل أفضل من الطلاء مما يساعد على إضافة لمسة جمالية على المجمع».

ويضيف «التسوق أصبح ثقافة تبدأ من لحظة التفكير الأولى في الوجهة التسويقية وحتى النظرة الأخيرة للمركز التجاري.. لا بد أن نترك انطباعاً».