أكد الدكتور قاسم القصبي، المشرف العام التنفيذي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، أن المسنين بحاجة إلى تضافر جهود القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات، خاصة في مجال خدمات الرعاية الصحية، لافتاً إلى أنه من الضروري وضع خطط استراتيجية للعناية بهم وتقديم العون اللازم، واصفاً الخدمات التي تقدم لهم لإبقائهم أصحاء وناشطين في المجتمع، بأنها من المسائل الضرورية وليست من قبيل الترف.
وقال في كلمة ألقاها لدى افتتاحه ندوة طبية تبحث أمراض المسنين، صباح أمس، في المستشفى التخصصي، ان الصحة الجيدة مسألة ملحة بالنسبة للمسنين حتى يبقوا مستقلين ويستمروا في إسهاماتهم ومسؤولياتهم تجاه أسرهم والمجتمع، وأن من الواجب على المؤسسات الصحية إعطاؤهم الأسبقية في تلقي الرعاية الصحية الأولية ومتابعتهم طبياً لتجنيبهم أو الإبطاء من تعرضهم للأمراض المزمنة، مشدداً على ضرورة وضع نظم رعاية اجتماعية وصحية فعالة لخدمة المسنين في السعودية.
وذكر الدكتور القصبي أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن أعداد المسنين الذين تجاوزوا 60 عاماً،وصلوا في عام 2000 إلى 600 مليون إنسان، ومن المقدر أن تكون أعدادهم عام 2025 مليار ومائتي مليون، فيما ستبلغ أعدادهم في عام 2050 مليارين في مختلف دول العالم، فيما تشير الدراسات إلى أن من تجاوزا 80 عاماً في دول العالم النامي هم المجموعات السكانية الأكثر نمواً الأمر الذي يتطلب إجراءات صحية مختلفة.
من جهته قال الدكتور عبد العزيز الحارثي، استشاري طب المسنين والرئيس المشارك باللجنة المنظمة للندوة، ان الدراسات الطبية أثبتت أن المسنين يشكلون حالياً حوالي 6% من المواطنين السعوديين، بينما سيشكلون في عام 2050 نحو 15% من المواطنين، مرجعاً سبب تلك الزيادة إلى تطور الطب الحديث مما يقلل من الوفيات في الأعمار الصغيرة، إضافة إلى زيادة معدل الولادة حالياً الأمر الذي سيزيد من أعداد المسنين مستقبلاً.
وحذر من عواقب عدم الاهتمام بتخصص طب المسنين في السعودية، الذي لا يزيد الاستشاريون السعوديون المختصون فيه حالياً عن 5 أطباء، في وقت لا توجد عيادات خاصة بالمسنين أو وحدات طبية لرعايتهم بشكل يماثل الموجود أوروبياً وأميركياً ما ينتج عنه وصول المسنين إلى مراحل خطيرة من المرض كفشل القلب والفشل الكلوي واستفحال الأورام السرطانية وسواها وهو ما يؤدي إلى ارتفاع باهظ في كلفة العلاج.