الروائي السعودي أحمد أبو دهمان يعرف نفسه للحضور بـ 18 اسما

في حفل تكريمي باثنينية خوجة

TT

«أنا أحمد بن سعد بن محمد بن معيض بن طارق بن سلطان بن عرب بن محمد بن مساعد بن مطر بن شيل بن خلف بن يعلى بن بشر بن حرب بن جم بن سعد بن قحطان، كان هذا نص القبيلة حين ولدت، لم أعرف غير هذا النص، حفظته قبل أن أحفظ أي شيء من القرآن، كانت القرية تعدنا لكي نكون صخوراً.. سيوفاً».. هكذا عرف الروائي والقاص السعودي أحمد أبو دهمان نفسه للحاضرين في ملتقى اثنينية خوجة الثقافي الذي احتفى به مساء الاثنين الماضي.

وتحدث أبو دهمان خلال الأمسية عن تجربته الأدبية والصحافية، وعن رحلته العلمية التي ابتدأها طالباً في قريته «آل خلص» ببلاد قحطان، ثم طالباً بمعهد المعلمين بالرياض، مروراً بعمله كمعلم في قريته، والتحاقه بجامعة الملك سعود بالرياض، وتخرجه في قسم اللغة العربية بدرجة الامتياز، وتعيينه معيداً في الكلية نفسها، وصولاً إلى سفره في بعثة دراسية، ليلتحق بإحدى أعرق الجامعات في فرنسا، وهي جامعة السوربون، لتشكل له هذه النقلة نقطة تحول نوعية في حياته.

أبو دهمان أبدى سروره من الاهتمام والحفاوة اللذين استقبل بهما، وأمتع الحاضرين بالحديث عن التاريخ، وعن حضارة الجزيرة العربية الثرية، وكيف أن البحث فيها يعد احدى المتع العظيمة بالنسبة له، وتحدث مطولا عن روايته «الحزام» التي لاقت نجاحاً كبيراً، سواء بنسختها الأصلية، التي كتبت باللغة الفرنسية، ونشرتها إحدى أهم دور النشر في العالم وهي دار غاليمار، أو النسخة المعربة التي ترجمها بنفسه، وأعاد كتابة بعض المقاطع فيها.

وتحدث عن تجربته الأدبية في مجال أدب الأطفال، التي كان الدافع الرئيسي وراءها تسلية ابنته بقصص عن تاريخ أبيها، وقال «السبب الرئيسي الذي دفعني للكتابة في أدب الأطفال، أنني أنجبت ابنة قبل 18 عاماً، وكانت والدتها تعمل، وكنت بحكم تفرغي آن ذاك أقوم بدور الأم فأرعاها طوال النهار، وكنت أقص عليها حكايات عن الجنوب وعن قريتي، وألاحظ مدى استمتاعها بها، الذي دفعها في نهاية الأمر إلى دعوة أصدقائها لمشاركتها سماعها، فأصبحوا يحضرون برفقة أمهاتهم، وأصبح أطفال الحي يتمنون لو أن لابنتي أكثر من عيد ميلاد في العام حتى يستطيعوا سماع القصص التي أرويها لها، وهذا ما دفعني لتجميع هذه الحكايات، وجمعها في قصة فتاة تحب الحياة جداً، وكلما صعد المطر إلى القرية التي تعيش بها خلعت ملابسها، وأغرت كل الأطفال الآخرين أن يحذوا حذوها ويركضوا تحت المطر، وكل هذه الحكايات ستصدر كمجموعة قريباً عن دار غاليمار للنشر».

وعن آخر مشروعاته الأدبية قال «أنا بصدد كتابة روايتين، وقد بدأت العمل فيهما بالفعل، وإحداهما تعد امتداداً لروايتي الأولى «الحزام»، أما الثانية فهي تتحدث عن حكاية حب جميلة مسرحها باريس».

ودعا أبو دهمان أبناء وطنه إلى الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، وقال «أتمنى أن تجد الفرنسية مكاناً في السعودية، إلى جانب الإنجليزية، وإلى جانب لغات أخرى، لأن ما يهمني حقيقة هو أن تتسع النوافذ وأن نرى العالم بأكثر من عين وأكثر من صوت وأكثر من حرف»، وفي رده على سؤال يتعلق بهيمنة اللغة الإنجليزية على مجالات كثيرة أدبية وعلمية، قال «لا أخشى على العربية، لكنني أشعر بالقلق على اللغة الفرنسية، فهي محاصرة حتى في الأماكن التي كانت تعد معاقلها القديمة، وهي على الرغم من كل كنوزها الثقافية وتاريخها العظيم، بدأت تفقد قوتها بالتدريج لصالح لغة «بشعة وسوقية» هي اللغة الإنجليزية».

وكان هذا الأسبوع حافلا للروائي (أبو دهمان)، حيث تم تكريمه في نادي جدة الأدبي، ونادي مكة الأدبي، وفي منزل القنصل اللبناني غسان معلم بمناسبة إطلاق طبعة جديدة من رواية «الحزام».