«المرور» يكافئ طلاب كلية في الرياض بحجز سياراتهم

في أول يوم لاختبارات منتصف الفصل الدراسي

TT

تفاجأ طلاب كلية المعلمين بالرياض عند خروجهم من قاعاتهم الدراسية بسحب سياراتهم من قبل شرطة المرور، وحملها على ناقلات ليتم وضعها بحجز المرور بحي السلي (شرق الرياض)، بالإضافة إلى تسجيل مخالفات عليهم.

وتزأمن هذا الإجراء من قبل إدارة مرور الرياض، مع تأدية ما يزيد على 4000 طالب بالكلية، اختبارات منتصف الفصل، حيث بدأت عمليات سحب السيارات المخالفة منذ مطلع الأسبوع الجاري في حملة تهدف إلى تخفيف حدة الازدحام على شارع الزبير بن العوام، الطريق الرئيسي أمام الكلية، وتستمر هذه الحملة 15 يوما. ويواجه طلاب الكلية بصفة مستمرة أزمة، بسبب عدم وجود مواقف تتسع لسياراتهم وهو ما دفعهم إلى إيقافها على الأرصفة القريبة، ليعودوا للبحث عنها في نهاية يومهم بعد الدوام في حجوزات المرور أو يجدون ورقة مخالفة على زجاج سياراتهم.

وأبدى الكثير من الطلاب استياءهم الشديد من الطريقة التي تعامل فيها رجال المرور مع الموقف، وذلك باللجوء لسحب سياراتهم، بدلا من حل المشكلة من جذورها، من خلال توفير مواقف كافية تتسع لسيارات الطلاب الذين يزيد عددهم يوما بعد آخر، على الرغم من العهود المتكررة من قبل المسؤولين بالكلية لحل المشكلة.

وقال الدكتور علي العفنان، عميد كلية المعلمين بالرياض، إن إدارة المرور بعثت خطابا قبل أسبوعين تشير فيه إلى أنها تنفذ حملة مرورية لسحب السيارات التي تتعمد الوقوف الخاطئ غير أنه طلب من إدارة المرور تأجيل هذه الحملة لفترة من الوقت حتى يتم إعلام جميع الطلاب بها، وذلك بنشر نسخة من خطاب المرور. وحول توفير مواقف متاحة للطلاب، أشار الدكتور العفنان لـ «الشرق الأوسط»، إلى أن عمادة الكلية بالتنسيق مع وكيل الوزارة لكليات المعلمين رفعت خطابا لوزير التربية والتعليم لاستقطاع جزء من المستودعات التابعة لإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض «للبنين» المجاورة للكلية، وتمت الموافقة عليه من قبل الوزير، لكن هذا القرار لم ينفذ حتى الآن، مفيدا أن هناك مساحة كافية لاستيعاب سيارات الطلاب في أرض المستودعات التي تعج بالنفايات، كما لا يوجد بها أي مبنى.

ودعا العفنان الطلاب إلى البحث عن مكان مناسب للوقوف، بدلا من الوقوف على جنبات الطريق، وذلك لتفادي سحبها من قبل المرور.

وقال الطالب عبد الله الحميدي، الذي سحبت سيارته، انه وصل إلى الكلية قبل دقائق من بداية موعد اختباره ليضطر إلى ركنها ـ كما هو معتاد ـ بجانب رصيف الشارع، وعند خروجه وجد دوريات المرور تملأ الشارع، وحين استفسر عن سيارته أخبره رجال المرور بأنها في الحجز، ويلزمه دفع مخالفة مرورية إضافة إلى دفع كلفة نقل السيارة على الحجز. وتساءل الحميدي إلى أين يلجأون لرفع معاناتهم المستمرة، حيث باتوا يواجهون المشاكل ما بين رجال المرور وسكان الحي المجاور، مشيرا إلى أن المشكلة ستستمر ولن تنتهي بهذا الإجراء. فيما قال الطالب محمد الكثيري (تخصص لغة انجليزية)، انه أصبح غير مهتم بحملات المرور في الوقت الذي أصبح يسدد مخالفاته المرورية من مكافأته الشهرية، موضحا أنه خصص جزءا من هذه المكافأة لتسديد المخالفات المرورية المتوقعة.

وطالب الكثيري المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمعالجة هذا الوضع الذي يزداد تأزما، مبينا انه يضطر للوقوف أمام منازل المواطنين في الحي المجاور للكلية لكي لا تتعرض سيارته للسحب.

ويروي نواف القحطاني، أنه أوقف سيارته أمام أحد المنازل المجاورة وعندما خرج وجد إطاراتها مفرغة من الهواء، مما سبب له حرجا شديدا، لينتهي به الأمر إلى استخدام سيارات الأجرة بدلا من سيارته الخاصة، على الرغم من الكلفة المادية في سبيل الوصول في الوقت المناسب.

يذكر أن عدد طلاب كلية المعلمين بالرياض تجاوز 4000 طالب، فيما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس قرابة 300 عضو، غير أن المواقف المتاحة لا تستوعب سوى 200 سيارة على الأكثر.