أفصح الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، عن استراتيجية لتحقيق «مبدأ الشراكة في تحقيق الأهداف النبيلة»، وأبلغ المواطنين في منطقته عبر رسالة شخصية لكل أسرة، أنه اعتمد مبدأ الشراكة لبناء مستقبل الأبناء ذكورا وإناثا، وذلك استنادا إلى ما خلصت إليه نتائج استبيان شعبي هو الأول من نوعه في البلاد.
ووجه حاكم منطقة مكة المكرمة رسالة شخصية ممهورة بتوقيعه الخاص وعلى ورق إمارة منطقة مكة المكرمة الرسمي، لمواطنيه في المنطقة، يؤكد فيها على الشراكة في المسؤولية لبناء المستقبل في ما سماه هذه البقعة من الوطن، وهي البقعة التي تضم قدس الأقداس الإسلامية الكعبة المشرفة.
ووزعت الرسالة التي تعتبر بادرة هي الأولى من نوعها لحاكم إداري في السعودية، على كافة مدارس مدن المنطقة ومحافظاتها، وحملها أطفال المدارس إلى أسرهم متضمنة تفاصيل مهمة لوصفة السير بأمان نحو مستقبل واعد.
وتضمنت رسالة الأمير عبد المجيد شرحا لمشروع طموح يقوده الأمير لتوفير عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية لسكان منطقة مكة المكرمة، خاصة مَن أسماهم بأبنائه وبناته من الجيل الجديد المنخرطين في سلك التعليم حاليا، الذين سيتقدمون للبحث عن فرص للعمل الآن أو خلال السنوات المقبلة، شارحا ذلك بأنه سيكون عملا متواصلا لإيجاد فرص وظيفية جديدة وبشكل دائم يلبي احتياجات مجتمع المنطقة.
الرسالة الأولى من نوعها أحدثت مفاجأة سارة للأسر في مختلف مدن منطقة مكة المكرمة، إذ وجدوا أنفسهم في تواصل مباشر مع رئيس الحكم المحلي لمنطقتهم في صورة متطورة من صور التواصل التي تعودها السعوديون على مدى العقود الماضية مع حكامهم.
وطلب الأمير عبد المجيد في رسالته من مواطنيه إعطاء المشروع الطموح بعضا من وقتهم وتركيز اهتمامهم لتزويد القائمين على المشروع بالمعلومات المطلوبة والمشاركة في الأفكار والرأي من خلال الاستبيان المرفق في الرسالة.
وبين في رسالته المباشرة أن الاستبيان تم تقسيمه إلى عدة أقسام تتضمن معلومات عن ولي الأمر وجزء لربة البيت وجزء للطالبة والطالب، وكذلك الأسرة وحجمها ومستواها التعليمي والمادي، إضافة إلى رغباتها الوظيفية ومدى تفضيلها لأنواع معينة من العمل.
الاستبيان الذي يلخص في مجمله التركيبة السكانية وتقسيماتها وتنوعها وثرائها الثقافي والمادي، وضع حجر الأساس لبناء ما يمكن وصفه بأنه أول استبيان شعبي يخص احتياجات الشعب المباشرة.
ويستند أمير منطقة مكة المكرمة في خطابه إلى خبرة متراكمة عمليا في البحث عن فرص وظيفية للباحثين عن العمل، مشيرا بوضوح إلى أنه تم التوصل إلى قناعة تامة بضرورة توفر المعلومات الصحيحة لبناء الخطط الاستراتيجية المقبلة لمتطلبات الأسر من ناحية الاطمئنان لتوفير فرص العمل الحقيقية لأبنائها وبناتها.
وتنادي الخطط التي خلص إليها الاستبيان، بتوجيه الأبناء ذكورا وإناثا، إلى تحصيل ما يمكنهم من الانخراط في سوق العمل حسب رغبتهم، فضلا عن أنها ركزت أيضا على أهمية توفير الفرص الوظيفية المؤقتة أو الجزئية للجميع بما يلبي احتياجات المجتمع، وتيسير حصول الشبان والفتيات على الوظائف التي يأملون في شغلها مستقبلا.
ووعد الأمير في خطابه المفاجئ أسر منطقة مكة المكرمة بتحليل تلك المعلومات التي زودوه بها لوضع الخطط اللازمة لتحقيق أهداف المشروع الطموح، واعدا بأن أمل مشاهدة تلك الثمار سيتم في وقت قريب.
وشدد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز على أن التواصل سيتم بشكل متواصل مع مواطنيه على مدار العام من خلال مختلف وسائل الاتصال الإلكترونية والتقليدية والمباشرة، لتحقيق ما أطلق عليه اسم مبدأ الشراكة في تحقيق الأهداف النبيلة.
يذكر أن السعودية تخوض معركة طويلة ضد البطالة بين شبابها وبناتها وتحاول إيجاد الفرص الوظيفية اللازمة لهم، وكان الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز قاد منذ توليه إمارة منطقة المدينة المنورة ومن ثم إمارة منطقة مكة المكرمة مشروعا طموحا لسد ثغرة البطالة وتبنى برامج عدة لتأهيل المستهدفين بتلك الوظائف.