السعوديون يتناولون إفطار رمضان على أصوات فرق الإنشاد والمسرح

قاعات الأفراح والمؤتمرات تحولت إلى خيم رمضانية

خيمة إفطار رمضانية في أحد فنادق جدة تقدم عرضا مسرحيا («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت قاعات الاحتفالات والمؤتمرات في السعودية إلى خيم رمضانية، تقدم وجبات الإفطار للصائمين، وسط منافسة حادة بين الفنادق والقاعات والمطاعم على جذب العدد الأكبر من الزبائن.

وقد دفعت حدة المنافسة إلى ابتكار طرق حديثة للتسويق، حيث لجأت الخيم الرمضانية إلى الاستعانة بفرق إنشادية، إضافة إلى تقديم أشهى الأطباق الرمضانية بواسطة أسماء أشهر الطهاة من مختلف الجنسيات ووضع الديكورات الرمضانية المشهورة، وحتى التعاقد مع فرق مسرحية لتقديم عروض حية أمام الرواد.

ويعيد حمادي الطرابلسي نائب مدير الأغذية والمشروبات في إحدى قاعات الاحتفالات الشهيرة في جدة رواج تلك الفعاليات إلى عدم وجود حفلات بمعناها العام في هذا الشهر الفضيل، فتنشط القاعات في استقطاب الجمهور عبر استغلال القيم المضافة التي تميز كل قاعة عن الأخريات، وقال: «نحن نضع مأدبة الإفطار في القاعة، وعلى المسبح مع وضع حملات إعلانية كبيرة في المحلات والمراكز التجارية والمؤسسات والشركات الكبرى». وأشار الطرابلسي إلى أنه تم التعاقد هذا العام مع 14 شركة منظمة لإقامة مهرجان دوري دأبت القاعة على إقامته سنويا، مشيرا إلى «أن الشركات ستوفر جوائز عينية كبيرة مثل السبائك الذهبية وتذاكر الطيران وبعض الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى تقديم مسابقات وبرامج للأطفال».

وأشار إلى تعاقد قاعته مع احدى الفرق المسرحية لتتولى مهمة تقديم العروض والمسابقات. ويوضح صلاح يوسف، مدير تسويق مجموعة مطاعم في جدة، قائلا: «باب المنافسة بين المطاعم مفتوح على مصراعيه، والجميع يبحث عن الجديد لجذب الصائمين من دون الاعتماد فقط على الطعام، لان أكثر هؤلاء يفضلون المكوث لوقت أطول والبعض منهم يواصل السمر حتى وقت السحور، وهذا مطلوب منا خدمتهم كما يجب».

لم يغامر يوسف باستضافة الفرق الإنشادية التي تحيي ليالي الخيمة الرمضانية بمطاعمه طوال رمضان بالإعلان عنها عبر الصحف أو أي وسيلة إعلانية أخرى، خوفا من منعها واكتفى بأن تكون جزءاً من برنامجه الرمضاني المنوع بين مسابقات وإنشاد وغيرها من الأنشطة الترفيهية. يقول: «تعاقدت مع فرقة إنشادية لإحياء ليالي رمضان طوال الشهر الفضيل وستكون مفاجأة الموسم لزبائننا على شرط تقديم خدمات ترفيهية أخرى».

ويرى أبو معن، الذي يجلس في زاوية أحد المطاعم في جدة التي حضرها لإحياء أجواء رمضان الروحانية مرتديا زياً أقرب إلى الزي الشامي، انه ما زالت ثقافة الإنشاد الديني في الخيام الرمضانية بالسعودية غائبة، على الرغم من كثرة الخيام الرمضانية في مدينة جدة والشبيهة إلى حد كبير بالخيام الأخرى بالدول العربية.

ويكتفي أبو معن مع فرقته المكونة من 3 أشخاص، إحداهم ابنه باستخدام «الدف»، ويردد ابنه بعض المقاطع من الأنشودة الرمضانية التي ينشدها والده بصوته الشجي.

وتتعجب ميساء عبد الله صاحبة أحد المطاعم من تأخر وجود الفرق الإنشادية في جدة وتعلل السبب حسب رأيها «ربما منع الفرق الموسيقية والعزف على البيانو في مطاعمنا بالسعودية، اقنع الجميع وبطريقة تلقائية من منع الفرق الإنشادية في المطاعم أي أنها مسألة بديهية في نظر الجميع».

ولا تمانع ميس من استضافة اشهر الفرق الإنشادية في مطعمها العصري الواقع بحي الحمراء وتقول: «من الممكن استضافتها في ليلة واحدة من كل أسبوع لان هناك من لا يفضلها ويرى أنها مزعجة».

وينتظر المنشد سمير بفرقة سمر جدة بشغف دعوته لإحياء ليلة رمضانية ويقول: «عادة ما تعاني الفرق الإنشادية من خمول وكساد في شهر رمضان بالسعودية لعدم وجود حفلات الزواج على غرار الدول العربية الأخرى التي يسطع نجمها في شهر رمضان».

وبالعودة الى تجهيزات تلك القاعات والخيم، فإن بعضها تفنن في وضع الديكورات، وأماكن الإفطار، التي غلب على معظمها وجود الاشرعة بألوان حمراء منتقاة من الديكور الداخلي للخيام في إشارة إلى تحويل المكان إلى خيام رمضانية، والتي عادة ما تقام في هذا الشهر الفضيل، انسجاما مع العادات المتبعة في السعودية. يقول كمال محمد، وهو أحد العاملين في مجال الحفلات في قاعة القولد فلوب، إن «الديكور من الأشياء الأساسية التي يجب مراعاتها عند وضع أو إقامة أي حفلة». واضاف: «ولكي نضع الزائر في الأجواء الرمضانية الحقيقية تم تصميم الموقع على شكل خيمة رمضانية من خلال وضع التيازير والستائر الداخلية للخيام الرمضانية، اضافة إلى وضع الفوانيس التي تحمل دلالة على شهر رمضان، خصوصا عند الزوار المصريين». ويكمل الحلقة المسرحي خالد شو، الذي يقود احدى الفرق المسرحية التي تعمل في الفنادق بقوله: «يتم التعاقد معي سنويا لتقديم العروض التي نحاول ان نجددها في كل عام، خاصة اننا نلاحظ الاقبال الكبير من الرواد على عروضنا التي تقدم عقب الافطار وتستمر حتى الساعات الاولى من فجر اليوم التالي».