الجامع الكبير في الرياض.. تقام فيه أكبر الموائد الرمضانية.. ومرتادوه من جنسيات مختلفة

مفتو البلاد تولوا إمامته.. ومدافع رمضان تنطلق منه

الجامع الكبير في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

ظل جامع الإمام تركي بن عبد الله أو ما يعرف بالجامع الكبير وسط العاصمة السعودية أحد أشهر المساجد في البلاد بل وتعدت شهرته الوطن العربي.

وحافظ الجامع على شهرته التي اكتسبها منذ العصور الإسلامية الأولى وعايش خلالها دولا وإمارات متعاقبة وأحداثاً ساخنة ووصلت شهرته في فترات من التاريخ خارج حدود الجزيرة العربية، واحتضن الجامع حلقات ودروساً علمية كالتي تقام في الجوامع الكبرى في مصر والشام والعراق وبلاد المغرب العربي، وسجل الجامع حضوراً في المناسبات الدينية المختلفة، واكتسب شهرة أيام رمضان، إذ يستقبل الجامع أعداداً من الجنسيات المختلفة المقيمة في العاصمة السعودية سواء وقت الإفطار، حيث تقام في جنباته طوال أيام رمضان أكبر مائدة خيرية لإفطار الصائم في الرياض، أو في صلاتي التراويح والقيام، حيث يحرص الكثير من السعوديين والمقيمين على تناول الإفطار وأداء سنتي التراويح والقيام في الجامع بشكل منتظم خلال شهر الصوم، كما حرص الأئمة والملوك والأمراء من آل سعود منذ عهد الإمام تركي بن عبد الله وحتى اليوم على أداء الصلوات الخمس المفروضة أو الجمعة والمناسبات المختلفة كالأعياد ورمضان وصلوات الاستسقاء والخسوف والكسوف والميت في هذا الجامع.

واشتهر الجامع الكبير في الرياض بأن أئمته الذين تعاقبوا على إمامة المصلين وتولي الخطابة فيهم هم من تولوا مسؤولية الإفتاء في السعودية طوال عدة عقود وحتى اليوم، كما اشتهر مؤذنو الجامع برفعهم الأذان منه لينقل عبر الإذاعة ومعه تبدأ مدافع رمضان بإطلاق قذائفها معلنة بدء الإفطار أو الإمساك.

تحول جامع الإمام تركي بن عبد الله في العقد الماضي إلى احد معالم العاصمة الرياض لوقوعه وسط ساحات وأسواق شهيرة أعادت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الحيوية إليها وتأهيلها لتصبح مناطق جذب لسكان العاصمة الذين هجروا وسط المدينة إلى أحياء جديدة وبعيدة عنها.

ورغم توسع المدينة وبناء جوامع ومساجد كبيرة ظل المسجد يقوم بدور الجامع الكبير وشهد عدة إضافات وإصلاحات لعل أكبرها ما تم في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي افتتح الجامع بوضعه الحالي عام 1992.

وقد جرت العادة على أن يتولى إمامة الجوامع والمساجد في السعودية قضاة البلد وطلبة العلم بالإضافة إلى مهام الخطابة والتدريس فيها، وكان جامع الإمام تركي بن عبد الله منذ قرون مركزاً علمياً لتخريج كوكبة من العلماء، وكانت تقام فيه دروس وحلقات علمية لافته تجاوزت سمعتها شبه الجزيرة العربية لدرجة أن الرحالة الفنلندي روجر والن ذكر أن الدروس التي تعقد في المسجد كانت السبب الأهم في رحلته الأولى إلى الجزيرة العربية عام 1845.

ومنذ ستة عقود تولى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية مسؤولية الإمامة والخطابة في الجامع ثم خلفه في ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية، وكان ينيبه عند غيابه الشيخ عبد الله بن جبرين، ثم تولى إمامة المسجد وأداء الفروض الخمسة والخطبة وصلاة الجمعة والعيدين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي السعودية حالياً وما زال يقوم بهذه المهمة إلى اليوم علماً بأنه تولى الخطابة بعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم.

أما المؤذنون في الجامع فقد اشتهر منهم الشيخ سلطان بن فهد ثم ابنه عبد الله ثم حفيداه سلطان ومحمد، بعدها تولى عبد العزيز بن ماجد مسؤولية الأذان في الجامع الكبير وعد أطول من تولى هذه المهمة لمدة تصل الى حوالي نصف قرن وبعد رحيله تولى ابنه الشيخ عبد الرحمن بن ماجد مهمة الأذان ولا يزال قائماً بها إلى اليوم.

وفي رمضان تتحول الساحات المحيطة بالجامع إلى أماكن تتجمع بها العوائل، حيث يمارس أطفالهم لعبة كرة القدم وقيادة الدراجات الهوائية.