أنوار رمضانية

«صلاة التراويح».. رحلة البحث عن الأصوات الجميلة في السعودية

TT

بعد الإفطار الرمضاني وجولة على القنوات الفضائية وما تحمله من برامج ومسلسلات ارتبطت بشهر رمضان يستعد عبد العزيز الهذلول، 21 عاما، بالوضوء لأداء صلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح ولكن بعد أن يستقل سيارته الخاصة ليقطع مسافة تقارب 40 كيلومترا من غرب العاصمة الرياض إلى شمالها تعتريها الإشارات المرورية وزحام السيارات في الشوارع.

يقول الشاب عبد العزيز إن المنطقة أو الحي الذي يقطنه فيه العديد من المساجد والأئمة الذين يجيدون القراءة لكنه لا يتخيل نفسه في صلاة التراويح إلا مع الشيخ الذي يبعد عشرات الكيلوات من بيته.

في المقابل لا يرى الشاب محمد العبد العزيز الذهاب بعيدا لأداء صلاة التراويح مستفيدا من المساجد القريبة من منزله حيث يترك فرصة زيارة المساجد الأخرى البعيدة في نهاية الأسبوع إلا أن ما يكدر صفوة الصلاة على حد قول محمد إمام مسجدهم الذي يعد من فئة كبار السن حيث يقرأ الآيات بطريقة سريعة دون تدبر وهو الأمر الذي لا يحقق الخشوع في الصلاة بل ومواصلة الصلاة حتى النهاية.

وفي هذا الجانب يعلق الشيخ فهد الغراب إمام وخطيب جامع الشيخ ابن تيمية في مدينة الرياض قائلا: «من الطبيعي أن تشهد بعض المساجد إقبالا من المصلين في شهر رمضان ويبحث آخرون عن الأصوات الجميلة بهدف الخشوع» مشيرا إلى أن الأهم هو عدم التأخر عن صلاة العشاء ويكون الهدف صلاة التراويح.

وكان مفتي عام السعودية السابق الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ قد سئل عن تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب؟ وقد جاءت الإجابة في كتاب الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح في الصفحة التاسعة حيث قال: «الظاهر والله أعلم انه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه لأنه ما كل صوت يريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام آخر بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول بل لقصد الفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: «أعظم الناس في الصلاة أجرا أبعدهم فأبعدهم ممشى. فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات فهذا أيضا مقصد صالح».