خطة مرورية سعودية للتصدي لحوادث ما قبل «الإفطار» القاتلة

فيما تخطى عدد الوفيات 500 والإصابات 3000 خلال رمضان الماضي

مشهد لحادث مروري في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

اقتربت أعداد المتوفين جراء حوادث السير خلال شهر رمضان المبارك العام الماضي في السعودية، من حاجز الـ500 متوفى، في عدد من المناطق والمحافظات السعودية، بحسب إحصاءات رسمية.

وتخطى عدد المُصابين ما بين إصابات بليغة ومتوسطة جراء حوادث السير خلال الشهر ذاته، الـ3000 إصابة، وهو ما تمخضت عنه إحصائية رسمية أصدرتها اللجنة الوطنية لسلامة المرور في السعودية . وبحسب الدكتور علي الغامدي، عضو اللجنة الوطنية لسلامة المرور في السعودية، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن توقيت ما قبل الإفطار، يُعتبر التوقيت «الخصب» لحدوث حوادث سير، البعض منها قاتل، والبعض قد يُخلف إصابات بليغة، في حين، كان للسفر ما بين المدن ليلاً، النصيب الأكبر في المشاركة في الأوقات التي غالبا ما تشهد حوادث وصفها الغامدي بـ«الأليمة». وبلغت أعداد المركبات في السعودية وفقا لموقع وزارة الداخلية على الشبكة العنكبوتية «إنترنت»، أكثر من 6.8 مليون مركبة، في حين أوضحت إحصائية صادرة من الإدارة العامة للمرور، أن عدد من يملكون مركبة واحدة فقط من السعوديين يبلغ 1.213 مليون شخص، فيما يبلغ عدد من يملك أكثر من مركبة 1.058 مليون، في حين بلغ عدد من يملك مركبة واحدة من غير السعوديين، 507 آلاف شخص، فيما بلغ عدد من يملك أكثر من مركبة من غير السعوديين 124 ألف شخص. تحسبا للتجاوزات المرورية التي قد تخلف ضحايا في الأرواح، دعت الإدارة العامة للمرور، لإطلاق خطة استراتيجية، تهدف من خلالها لتنظيم حركة السير خلال شهر رمضان الكريم، وللحد من الازدحامات والحوادث، وتعطُل حركة السير في مناطق ومحافظات السعودية، من المنتظر أن تطلق غُرة شهر رمضان، الأسبوع المقبل.

وتهدف الخطة بحسب مسؤول رفيع في الإدارة العامة للمرور، لتسهيل حركة السير، بما يضمن انسياب الحركة المرورية وعدم تعطيلها، ومنع حدوث أي اضطرابات في السير، ومباشرة الحوادث من دون تأخير، وتغطية الطرق الرئيسية والتقاطعات والمجمعات التجارية والمساجد خلال الشهر الفضيل.

وقال العميد مطلق الهماش، مدير عام المرور بالنيابة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن إدارته وزعت فرقا ميدانية خلال أوقات الذروة المرورية، بحسب التوزيع الجغرافي للمناطق والمحافظات، في حين، عززت إدارة المرور الأفراد الميدانيين بأفراد إداريين، خلال وقت خروج الموظفين من أعمالهم، إضافةً إلى الفترة المسائية. وأضاف العميد الهماش أن كاميرات مراقبة مُرتبطة بغُرف عمليات جهازه، ستقوم بإخضاع جميع الطرق والتقاطعات الرئيسية في المناطق السعودية للمراقبة ومتابعة حالة السير بها، لإبلاغ الفرق الميدانية عن حدوث أي طارئ حال وقوعه، لتفادي توقف حركة السير في الطرق المراقبة تلفزيونياً. وبين العميد مطلق الهماش أن جميع أفرع إدارات المرور في البلاد، ستقوم بتوزيع فرق ميدانية لتغطية طرقها الرئيسية، بحسب استيعاب تلك الطرق من المركبات.

وفي العاصمة الرياض، جندت إدارة مرور العاصمة، أكثر من 1200 من الضباط والأفراد، للنزول ميدانياً، ومتابعة حركة السير في الطرق الرئيسية، والميادين العامة التي غالباً ما تشهد ازدحاما لإقبال المركبات الكثيف عليها.

وقال المقدم صالح العصيمي، مساعد مدير شعبة السير بمرور منطقة الرياض، إن 70 بالمائة من تقاطعات العاصمة، وميادينها العامة، ستكون محل متابعة ميدانية من الفرق التي جُهزت للعمل ميدانياً خلال شهر رمضان المبارك هذا العام. وكشف العصيمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عن دراسة أجريت مع هيئة تطوير الرياض، تمخضت عن ضرورة تغطية جميع الطرق والتقاطعات التي شهدت حوادث خلال شهر رمضان الماضي، وهي الخطوة التي اعتبرها حداً لتكرار الحوادث في الأماكن ذاتها.

ولم يُخف العصيمي ما يُشكله توقيت ما قبل الإفطار من هاجس لجهاز المرور، وهو التوقيت الذي في الغالب، ما تكثر فيه المخالفات، وتخطي الإشارات الضوئية، وتخطي الحدود المسموح بها في ما يتعلق بالسرعة داخل الأحياء، وعلى الطرق الرئيسية، مؤكداً على وضع مرور العاصمة، دوريات مرورية راجلة، في التقاطعات الرئيسية داخل الأحياء، من توقيت ما قبل الإفطار، وحتى الثامنة مساءً بشكل يومي خلال الشهر الكريم.

ودعمت الأجهزة الأمنية في العاصمة المقدسة، بـ4000 رجل أمن، للمشاركة في تنفيذ الخطط الأمنية المرورية، الهادفة لتمكين المعتمرين والزوار من أداء الشعائر بيسر وسهولة، ولتخطي أي ازدحامات قد تُعيق حركة السير خلال الشهر الكريم على الأراضي المقدسة، التي تُعتبر مقصداً لملايين الزوار من السعودية والخارج خلال شهر رمضان المُبارك من كل عام، في حين، توقعت جهات رسمية سعودية، أن يبلغ عدد زوار الأراضي المقدسة في السعودية هذا العام، ما يقرب من 4 ملايين زائر ومُعتمر، قدموا من الخارج ومن الداخل، وكانت للإجازة السنوية التي توافقت مع الشهر الكريم للمرة الأولى هذا العام، الدافع الأكبر في تزايد عدد زوار بيت الله الحرام من الداخل.