الممثل المغربي محمد بسطاوي: قاطعت التدخين وأدمنت الكلمات المتقاطعة

يدخل المطبخ مرة في العام

الممثل المغربي محمد بسطاوي
TT

لا يخفي الممثل المغربي محمد بسطاوي، وهو وجه معروف في الحقل المسرحي والسينمائي بالبلاد، فرحته هذه الأيام، فهذه هي أول مرة يقضي فيها شهر الصيام مع أفراد أسرته.

يقول: «جرت العادة في السنين السابقة، أن أكون منشغلا بتصوير بعض الأعمال التلفزيونية أو السينمائية، بعيدا عن البيت، ولكنني قررت هذا العام التخلص من أي التزام فني، كي أكون إلى جانب عائلتي، بعد أن حرمت كثيرا من الجو الأسري بسبب ارتباطاتي الفنية».

يبدأ نهار بسطاوي في الصباح بالاطلاع على الصحف اليومية، «وهذه عادة تلازمني دائما، متنقلا بين الأخبار السياسية والثقافية والفنية، وأنهيها بملء الكلمات المتقاطعة التي صارت بالنسبة لي بمثابة إدمان، لا فكاك لي منه، خصوصا بعد أن انقطعت أخيرا عن التدخين». بعد جولة حول العالم من خلال جهاز التحكم عن بعد في القنوات الفضائية، والاطلاع على آخر التطورات السياسية، ينصرف بسطاوي إلى قراءة بعض السيناريوهات إذا كانت معروضة عليه، واختيار ما يناسبه منها من أدوار، يحرص «على أن تحمل مضامين إنسانية واجتماعية جديدة، ولا تسقط في المألوف والمبتذل».

اما بقية ساعات النصف الأول من النهار يكرسها بسطاوي لقراءة الروايات الصادرة حديثا» خاصة منها ذات الطابع الدرامي، وهي التي أغوص بين سطورها بشغف، وتنسيني عوالمها عما حولي، وأنا قارئ نهم لما تصدره المطابع من مؤلفات جديدة في مجال الحكي والسرد». الفترة الزوالية يخصصها بسطاوي أحيانا للذهاب إلى السينما، «إذا كان هناك فيلم جديد جدير بالمشاهدة». ولأن مدينة سلا حيث يسكن، لا توجد فيها قاعة سينمائية بالمواصفات المطلوبة، فان بسطاوي يضطر إلى التوجه للرباط المجاورة، لارتياد قاعة «الفن السابع»، ولا يعود إلى البيت إلا قبل ساعة الفطور بدقائق قليلة، يكون خلالها قد تمشى قليلا في السوق، واقتنى الفواكه ومشروبات العصير، «وهذه عادة ورثتها عن الوالد الذي عودنا دائما، ونحن آنذاك أطفال صغار، على أن يدخل علينا مع غروب الشمس، وفي يده بعض المقتنيات التي كانت تثير البهجة في نفوسنا».

لا يدخل بسطاوي المطبخ أبدا، ولو في شهر رمضان، ليس ترفعا منه، ولكنه يعتبر «المطبخ مملكة النساء»، قبل أن يضيف ضاحكا: «لا أتجاوز عتبة المطبخ اكثر من مرة أو مرتين في العام». ويقول بسطاوي عن نفسه انه ليس أكولا، غير انه يشعر بضعف شديد أمام الأكلات ذات الجذور البدوية، ضمنها «الرفيسة» (أكلة شعبية مغربية). وبسطاوي متزوج بالممثلة المغربية سعاد النجار، ويقول إن دورها في حياته وحياة أولادهما الأربعة، (أسامة وهشام وحسام وهيثم)، له اهمية خاصة، مشيدا كذلك بالأدوار التي جسدتها سعاد في مسلسلات التلفزيون. بعد تناول الفطور، لا يسهر بسطاوي كثيرا خارج البيت، إلا في بعض الجلسات احيانا مع الأصدقاء بالمقهى، وأجمل اللحظات لديه هي التي يمضيها إلى جانب العائلة لمشاهدة التلفزيون، وتبادل الآراء حول الأعمال الفنية المعروضة.

ولا يعتبر بسطاوي نفسه نجما، رغم الشهرة التي يحظى بها: «لا أعيش عيشة النجوم لعدة اعتبارات ذاتية ومهنية وموضوعية، وأنا محظوظ بكوني أقطن في حي باب سبتة العريق في المدينة القديمة بسلا، ما يجعلني قريبا من نبض الواقع الاجتماعي من خلال تواصلي اليومي مع بائعي الخضر واللحوم والفواكه، وأرباب الحرف الصغيرة، حيث أحس بنفسي واحدا من كل فئات وشرائح الشعب المغربي الذي أفخر بالانتماء إليه، ويبادلني نفس مشاعر الحب التي أكنها له».

ويعتبر بسطاوي شهر رمضان هو الأنسب لربط الصلة مع الأهل، ولذلك فهو يخطف قدميه الى مدينة خريبكة مسقط رأسه، (تبعد عن مدينة الدار البيضاء بحوالي 110 كيلومترات)، لرؤية إخوانه وأخواته وربط صلة الرحم، واسترجاع ذكريات الطفولة البعيدة.

لكن بسطاوي يفتقد اليوم أشياء كثيرة تلاشت من الحياة اليومية تحت ضغط الظروف والتحولات، «ومنها تلك الروائح الزكية، ذات النكهة المميزة، التي كانت تسبق شهر رمضان مبشرة بقدومه».