للصيام فوائده ورخصه لمن لا يقدر عليه بخاصة من المرضى، فماذا لو كنت تعاني من مرض السكر مثلا وتريد أن تصوم؟
يقول الدكتور مدحت الشافعي أستاذ الأمراض الباطنية والمناعة في كلية الطب بجامعة عين شمس: أولا يجب على مريض السكر استشارة الطبيب المختص قبل الصيام، وينقسم مرضى السكر إلى مجموعتين أو ثلاث، والمهم هم الذين ينتمون إلى المجموعة الأولى المعتمدة على الحقن بالأنسولين وهؤلاء ينصح عادة بعدم صومهم، أما المجموعة الثانية أو المرضى الذين يعتمدون على تناول الأقراص فقد يكون الصوم مفيدا لهم خاصة إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد، بالإضافة لذلك هناك بعض الناس يعالجون بتنظيم الغذاء وفي جميع الأحوال يمكن لمريض السكر المنضبط علاجيا أن يصوم بعد اخذ نصائح الأطباء المختصين واستشارتهم، أي يجب على هؤلاء المرضى مراجعة الأطباء المختصين قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام أخذ الدواء.
وأضاف، أن الصيام يعطى غدة البنكرياس فرصة عظيمة للراحة أثناء فترة الصيام، فالبنكرياس هو الغدة التي خصها الله عز وجل بالقيام بإفراز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تختزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ثم يعجز عن القيام بوظيفته فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر، ومن ثم فان الصيام فيه معجزة للشفاء من الأمراض، أيضا نجد أن الكبد وهو عضو مهم في جسم الإنسان ينشط أثناء الصيام، حيث يضطر الجسم إلى الاعتماد على الدهون المختزنة به فتتحول كميات هائلة منها إلى الكبد ليؤكسدها حتى ينتفع بها الجسم، فيقوم الكبد بإزالة سميتها ويتخلص من تلك السموم عبر الجهاز البولي وفي هذا الأثناء تكون عمليات الهدم (احتراق الشحوم المختزنة) أعلى من عمليات البناء (أي عمليات التخزين)، وهو ما يخلص الجسم من مخزونة من الشحوم فتنشط خلايا الكبد.
وقال الدكتور الشافعي: للصيام فوائد عديدة فهو يعمل على تقليل إفراز العصارة المعدية أثناء الصيام حيث لا يكون إفرازها إلا في حالة وجود طعام في المعدة، وبالتالي تبطئ حركة الأمعاء أثناء الصيام وتأخذ راحة لتجديد نشاطها، مؤكدا أن الصيام يقوى جهاز المناعة ويعمل على تزايد نشاط المناعة الخلوية في جسم الإنسان.