أسواق بغداد استعدت لرمضان وسط ارتفاع الأسعار.. ومخاوف أمنية

إجراءات أمنية مكثفة في الأسواق أولها تفتيش النساء

TT

مع اقتراب موعد حلول شهر رمضان المبارك، حملت أكثر من 6 ملايين عائلة عراقية سلالها، لتؤمن مائدة رمضانية اعتادت على تنويعها وحالها حال جميع مسلمي العالم، لكن رمضان هذا العام أيضا، وكما هو الحال في كل عام، شهد الكثير من المتغيرات في الجوانب الأمنية وأسعار السلع والقدرة الشرائية التي بدت متفاوتة جدا بين شرائح المجتمع في هذا البلد، بشكل انعكس على سلة مشترياتهم، فنسبة 70% من العائلات تمكنت من ملء السلة، فيما اكتفت النسبة المتبقية بالنظر فقط إلى بضائع حرص التجار على تنويعها.

«الشرق الأوسط» كانت حاضرة في سوق الشورجة الذي يشهد وقبل ايام من حلول رمضان، حركة تسوق ضخمة جدا، لدرجة أن أغلب التجار يتهيئون لهذا الموسم قبل أشهر عديدة، بحسب الحاج أبو لطيف المتخصص باستيراد العصائر والحلويات، حيث وصف الحركة هذا العام بالمتميزة بسبب استقرار الأوضاع الأمنية، وقال «كل عام كنا نستعد، لكن ظروفا معينة تؤثر على إقبال الأسر على ارتياد السوق والتبضع بحرية وأمان، ورغم ذلك نجد أن العائلة العراقية كانت في السابق تعمد إلى شراء كامل احتياجها خلال شهر رمضان قبل أيام من موعده، فيما تترك بعض التفاصيل للشراء اليومي مثل الحلويات وغيرها أما الآن وبسبب ضعف القدرة الشرائية نجدها تتسوق مثلا لأسبوع واحد، ولكن نجد الإقبال على شراء العصائر اليوم كبيرا جدا، لأن رمضان هذا العام سيكون ساخنا جدا وبدرجات حرارة فوق 50 درجة».

هذا فعلا ما أكدته أيضا احدى النساء التي طلبت من الحاج أبو لطيف صندوقا كاملا من العصائر، وقالت تعقيبا على كلامه بلهجة عراقية «مع هذا الحر الشديد من له القدرة على التمتع بالطعام، سنكتفي بالسوائل فقط، وهذا سينفعنا كثيرا، فالجزء الكبير من تخصيصات رمضان والتي كانت مخصصة لشراء اللحوم والأطعمة الأخرى، ستكون من نصيب العصائر والحلويات هذا العام». أبو مصطفى الذي حضر برفقة زوجته للتسوق، بين انه يتهيأ لرمضان من قبل خمس أشهر على الأقل، حيث يبدأ باستقطاع جزء من مرتبه ومرتب زوجته لهذا الأمر، وقال «مع غلاء الأسعار فإن ما ادخره قد لا يكفي عائلتي المكونة من 14 فردا حتى نهاية الشهر»، مشيرا إلى انه على الأقل وجد ما ينفقه فما حال الفقراء الذين يكدون كامل يومهم ليعيشوا فقط ولا يوجد ضمن فقرات حياتهم شيء يدعى الادخار. وزير التجارة العراقي الدكتور عبد الفلاح حسن السوداني بين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بشأن الاستعداد الحكومي لشهر رمضان، أن وزارته «حرصت ومنذ أشهر على التهيئة لاستقبال هذا الشهر، وتأمين كامل مفردات البطاقة التموينية لجميع العائلات العراقية، فبدأنا ورغم الأزمة العالمية للأغذية بالتعاقد على شراء المفردات ووضعها في المخازن مع الاستمرار بتوزيع البطاقة (التموينية) بشكل طبيعي».

وأضاف السوداني «أؤكد للجميع ان جميع مخازننا الغذائية وعشرات آلاف الوكلاء الموزعين سيباشرون بتوزيع حصة كاملة بكافة مفرداتها من دون نقص على العائلات مع زيادة أقرت أخيرا في مادتي الطحين والسكر، حيث ستوزع 5 كغم من الطحين لكل عائلة وأيضا 2 كغم من السكر لكل فرد فوق حصته المقررة، أي تصبح حصته 4 كغم لأن أكثر شيء يستهلك في رمضان هو السكر تحديدا وأيضا البقوليات التي جرى تأمينها أيضا بصعوبة بالغة، خاصة ان الموسم الحالي شحيح جدا، وهنا قررت اغلب الدول المنتجة للبقوليات الاحتفاظ بما تنتجه لاستهلاكها المحلي ورغم ذلك أبرمنا عدة عقود للشراء». وأمنيا، تحدثت «الشرق الأوسط» مع أحد أفراد نقاط التفتيش حول تأمين الاسواق العراقية من الهجمات المسلحة، وقال رجل أمن في نقطة تفتيش في سوق الشورجة الشهير ببغداد إن «ذات التعليمات ما زالت سارية المفعول لحماية المواطنين وخاصة في أوقات المواسم التي تأتينا من قياداتنا تعليمات تحثنا على مضاعفة الجهود من حيث التفتيش والتأكد من الجميع، وهناك نساء تعمل معنا تقوم بتفتيش النساء». وأغلقت الأسواق ابوابها امام حركة السيارات تحاشيا للهجمات بالسيارات الملغومة.

من جانبه، أكد مدير علاقات وزارة الداخلية علاء الطائي لـ«الشرق الأوسط» أن «وزارة الداخلية استنفرت العديد من أجهزتها الأمنية استعدادا لرمضان، وبخاصة مسألة حماية الأسواق والمتبضعين، كما حددنا نقاطا معينة داخل بغداد يكون فيها التركيز والتشدد الأمني بمستويات أعلى خلال هذه الفترة، ولا ننسى أن حماية بغداد تدخل ضمن نطاق صلاحيات خطة فرض القانون ومنظومة عمليات بغداد والداخلية جزء من هذه المنظومة».