رمضان في أميركا: من كل دولة.. وفي كل ولاية

إذاعة «صوت أميركا»: تنوع المسلمين في الولايات المتحدة يعطي رمضان نكهة خاصة

الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة تجد من شهر رمضان فرصة للالتقاء على موائد الافطار (أ. ب)
TT

بالنسبة للاميركية اشلي منتصر، هذا اول رمضان تصومه. قبل ثلاثة شهور فقط، اعتنقت الاسلام، وكانت مسيحية كاثوليكية. وفي نفس الوقت احتلفت بزواجها من طه منتصر.

نشرت قصتها جريدة «برس انتربرايز» التي تصدر في سان بيرناندينو (ولاية كاليفورنيا) وفيها ان الزوجين التقيا قبل سنتين، ولم تكن تعرف انه مسلم، الا عندما قال لها انه صائم يوم اول لقاء. وقالت للجريدة انها، قبل رمضان، بدأت في الصلاة في المركز الاسلامي القريب، في تيميكولا (ولاية كاليفورنيا). في ثاني ايام رمضان، وفي نفس المركز، قابل مسيحيان أميركيان الامام محمد حرموش، وقالا له انهما يريدان اعتناق الاسلام. تحدث معهما لوقت قصير عن الاسلام، ثم طلب منهما ترديد الشهادتين. كان احد الرجلين أليكس روفال، 27 سنة، مع القوات الاميركية في العراق. وقال ان صوت المؤذن خمس مرات في اليوم هناك «اعطاني احساسا بالطمأنينة».

وفي تولسا (ولاية اوكلاهوما)، نشرت الجريدة المحلية «تولسا وورلد»، تقريرا عن رمضان، وفيه «احدى عشرة حقيقة يجب ان تعرفها عن رمضان»، كتبتها شيرل صديقي، مسؤولة في الجمعية الاسلامية في المدينة.

وفي اول يوم في رمضان، في مدينة باول (ولاية اوهايو)، وفي حفل إفطار تحدث أندريه كارسون، عضو الكونغرس المسلم من انديانابوليس (ولاية انديانا). وشجع المسلمين ليشتركوا في العملية الانتخابية، ترشيحا وتصويتا، وتبرعا، ودعاية. وقال: «هذا يوم جديد في أميركا. يوم نفتخر فيه بأننا مسلمون واننا اميركيون».

حتى شهر يونيو الماضي، كان كيث اليسون، عضو الكونغرس من منيابوليس (ولاية منيسوتا) عضو الكونغرس الوحيد المسلم. ثم، في انتخابات فرعية، فاز كارسون.

ذهب كارسون الى ولاية اوهايو لحضور المؤتمر السنوي للجمعية الاسلامية لشمال اميركا (اسنا)، ومركزها في بلينفيلد (ولاية انديانا)، على مسافة قريبة من دائرة كارسون، وقالت جريدة «انديانابوليس ستار» إن المجتمعين في المؤتمر قرروا عدم اعلان تأييدهم للسناتور باراك اوباما، مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية «خوفا من ان يؤذيه ذلك» خاصة لأن اوباما يحاول اقناع الاميركيين بانه غير مسلم، ولان شبهات إسلامه تؤثر على فرص فوزه.

وصادف اول رمضان اطلاق سراح د. سامي العريان الاستاذ الجامعي الفلسطيني الذي ظل معتقلا لخمس سنوات في ولاية فلوريدا بتهم كثيرة منها انه ارهابي ويدعم الارهابيين. لكن، سيظل العريان تحت رقابة الشرطة حتى يمثل امام محكمة ستقرر مصيره. وقال نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) في واشنطن العاصمة: «بعد كل هذه السنوات القاسية، ستقدر عائلة العريان على صيام شهر رمضان معه». وفي اوستن (ولاية تكساس)، ومع بداية شهر رمضان، شرح اسلام مساعد، امام اكبر مسجد في المدينة، لقراء جريدة «اوستن ستيتسمان» شهر الصيام، واركان الاسلام الاخرى. وشرح لهم كيف قرر ترك مهنة الهندسة التي درسها ليتفرغ لأمامة المسجد. وشرح لهم كيف انه يقدر على ان يجمع بين امامة المسجد وتشجيع فريق «لونغهورنز» الرياضي في المدينة. ربما كان لا بد من هذا الشرح، لان كثيرا من الاميركيين يعتقدون ان الاسلام والرياضة ربما نقيضان. وايضا، شرح للاميركيين الاسلام، بمناسبة شهر رمضان، عبد العزيز الدبرة، مهاجر من المغرب، وخبير في علم المياه، وامام مسجد الطاعة في «سانتا في» (ولاية نيو مكسيكو). وقال لجريدة «نيو مكسيكان»: «يشكل الاسلام وسيلة للناس للتقرب الى اعماق روحانياتهم، ليكونوا مطمئنين، وطيبين، ومواطنين صالحين، وجيران عطوفين، وفي كل مجال آخر.. هذا هو الاسلام».

وفي ابلين (ولاية تكساس)، قال هيوود طالب، امام المسجد الصغير هناك: «الصيام هو ان تلتزم بطاعة الله، وبمواجهة اغراءات الدنيا». وقال مروان خربوطي: «نعم، احس بالجوع. اليوم هنا طويل، يصل الى اربعة عشر ساعة، لكن للجوع معنى عميقا». كان خربوطي يجيب على اسئلة فضولية من مراسل «ريبورتر نيوز» المحلية.

ونقلت اذاعة «صوت أميركا» تقريرا عن صيام المسلمين في أميركا، قابلت فيه د. عبد الله خوج، مدير المركز الاسلامي في واشنطن العاصمة، قال فيه: «تنوع المسلمين في الولايات المتحدة يعطي رمضان في أميركا نكهة خاصة». واضاف، مشيرا الى اعلام الدول الاسلامية امام المركز الاسلامي: «تمثل هذه الاعلام أناسا من مختلف انحاء العالم، جاءوا الى هنا، وجلسوا حول موائد على الارض، وفطروا، وتحدثوا مع بعضهم البعض، واحسوا انهم فعلوا شيئا خلال اليوم، وهو انهم لرب العالمين». وقال خوج ان عادة اميركية حكومية جديدة حصلت، وهي رسائل التهنئة من البيت الابيض بمناسبة رمضان، ومناسبات دينية اخرى، ساعدت على زيادة فهم الاميركيين للاسلام، وبانه دين تسامح. لا يذهب المسلمون من كل بقاع الارض الى المراكز الاسلامية والمساجد لافطار رمضان، ولكنهم يتجمعون حتى في منازل بعضهم البعض. مثلما في جامعة ماساتشوستس. صورت جريدة الجامعة عبيدة عدنان (من ايران)، وناز احمد (من باكستان)، واليزافيتا لوسوفايا (من روسيا)، وعبيده محمد (من ايران)، وبارفين نورماند (من باكستان)، ونيفين ابراهيم (من مصر). صورتهن الجريدة، ست نساء غريبات، ولكن ربط بينهن الاسلام، وجمعهمن رمضان في منزل عبيدة عدنان، في مدينة امهيرست الجامعية في ولاية ماساتشوستس، امام مائدة رمضانية فيها اطعمة من بلادهن.