دريد لحام لـ «الشرق الأوسط»: في رمضان أستمتع كثيراً بطبلة المسحراتي

يوم رمضاني في حياة المشاهير: الفنان السوري: أتناول الإفطار مع أسرتي الكبيرة كل أسبوع.. وأتذكر «الكانونة» والسحور أيام الطفولة

الفنان السوري دريد لحام («الشرق الأوسط»)
TT

الفنان السوري دريد لحام من الفنانين الأوائل، الذين قدموا أعمالاً تلفزيونية تتناول البيئة الشامية ببساطتها وتقاليدها من خلال مسلسلي صح النوم وحمام الهنا، كما أنه قدم من خلال أعماله التقاليد الدمشقية في شهر رمضان، والتي يحرص أن يعيش بعضها مع أسرته حتى الوقت الحالي في الشهر الفضيل.

وعن كيف يعيش دريد شهر رمضان وأيامه، يتحدث الفنان عن ذلك قائلا لـ«الشرق الأوسط»: برنامجي اليومي من حيث العمل واللقاءات الرسمية لا يتغير، فأنا أستيقظ في السابعة والنصف صباحاً، وأذهب إلى مكتبي في أبورمانة حوالي التاسعة والنصف صباحاً، وأغادر الواحدة ظهرا، وأقوم بقيلولة بعد الظهر وأبقى حتى موعد الإفطار، وفي رمضان الذي أعتبره شهر اللحمة العائلية، أتذكر في كل عام كيف كنا نعيشه ونحن صغار، عندما كنا أطفالاً ونجلس في صحن الدار على البساط وكانت العائلة تفطر كلها مع بعضها البعض، فهو مناسبة لاجتماع العائلة في وقت واحد، ولذلك أنا حريص أن يكون هناك في رمضان يوم في الأسبوع نعمل فيه حفلة إفطار في منزلي، أجمع فيه الأولاد والأحفاد (وعددهم 3 أولاد وسبعة أحفاد).

ويتابع الفنان لحام حديثه متذكراً وبحنين للأيام الخوالي قائلاً: كان السحور من أجمل ما كان يسعدنا في رمضان حيث كانت تقاليده جميلة جدا، وكانت الناس تقوم على السحور، حيث لم تكن تسهر إلاّ للعاشرة مساء فقط فكنا ننام ونقوم للسحور في الثالثة أو الرابعة فجرا حسب التوقيت الشتوي أو الصيفي، وحسب طول النهار والليل، فكان أجمل موسيقى كنت أسمعها، هو صوت طبلة المسحراتي القادمة من بعيد، فالمسحراتي عندما يدق على الطبلة ويدعو بأدعية وعبارات دينية، وكان في زقاقنا(زقاق الشرفاء بحي الأمين بدمشق القديمة) يدق على الأبواب باباً باباً، وكنا نسمعه من أول الزقاق، ونحن فرحون بصوته، لكن لا نهض من فرشنا حتى يدق على بابنا وينادي باسم والدي: يا أبو ناصر يا أبو ناصر، ونرد عليه إننا استيقظنا فهو لا يترك باباً إلا بعد أن يتأكد أن سكانه استيقظوا للسحور؟!.. حاليا لم يعد المسحراتي كما كان في السابق بل يسير، ولكن كفلكلور وتقليد قديم. وكنا ونحن أطفال نقوم بكثير من النشاط ونحضر السحور، وأنا أتذكر أنه كان عليّ مسؤولية إيقاد (الكانونة) وهي من الطين، ولها شبابيك وأضع عليها الفحم وأركض في أرض الدار حتى يشتعل الفحم، ومن ثم نسخن عليها طعام السحور(حيث لم يكن هناك موقد غاز أو كهرباء) كانت العائلة تجتمع مرتين في اليوم على الإفطار وعلى السحور، الآن تغيرت الأمور حيث صارت هناك خيم رمضانية وتلفزيون ومسلسلات يتابعها الناس، فلا حاجة للنوم والاستيقاظ على السحور وتغيرت الأمور حاليا، ولكن أنا لم أتغير فلا أحبذ الخروج خارج المنزل للإفطار أو السحور، فرمضان هو شهر للعائلة واجتماعها. أما الأكلات التي يحبها الفنان لحام في رمضان، فقال هي التسقية بالسمنة أو الزيت وصحن الفول، وشراب العرقسوس هذه مفردات لا أتخلى عنها مطلقا وبشكل يومي على مائدة الفطور والسحور، أما الباقي فهو ثانوي والأصناف الأخرى عبارة عن صنف واحد تكميلي (طبخ) مثل الباشا وعساكره والشيش برك والكبة الحميس والكبة اللبنية، وهناك السلطات والفتوش، ولكن التسقية الشامية تبقى الصحن الأول، وقد يكون الصحن الأخير لي على مائدة الإفطار والسحور، وهي أكلات تقليدية أحرص على تناولها في رمضان، وابتعد عن الأكلات المدجنة والمستوردة كالمعكرونة والهامبرغر والبيتزا وغيرها.

والمسلسلات التي أتابعها ثلاثة مسلسلات فقط، لأنني إذا كنت سأشاهد معظمها، فلن اخرج من المنزل، وأنا باعتقادي أن كثرة المسلسلات تقلل من متابعتها من الجمهور، ولا تزيدهم، ووجود هذا الكم من القنوات الفضائية، ووجود الريموت كنترول بحيث لا حاجة لأن تقوم من كرسيك لتغير القناة، جعلت الناس تقلب على القنوات بكثرة، وبالتالي لن تتابع كل المسلسلات المعروضة أو حتى القليل منها، وأتابع حاليا باب الحارة، وأهل الراية وأولاد القيمرية، والثلاثة من البيئة الشامية، وأنا أتابعها لأشاهد ما هي الفوارق بينها، رغم أنها لا تطرح نفس المواضيع أو الحقبة أو الجغرافيا على الأقل، وأنا أحب متابعة الأعمال التي تقدم مواضيع تراثية من العصر القريب. كذلك في شهر رمضان المبارك أفضل البقاء في دمشق، ولا أسافر، ولكن هذا العام سأسافر في منتصف رمضان إلى ليبيا، لأقدم برنامجا منوعا على الفضائية الشبابية الليبية.