الحكومة الجزائرية تستعد لتوزيع «قفة رمضان» على 6 ملايين محتاج

العائلات المعوزة تحدد بنفسها طريقة الحصول عليها «حفاظا على كرامتها»

TT

تستعد الحكومة الجزائرية، لتوزيع مساعدات غذائية على العائلات المحتاجة، بمناسبة شهر رمضان ويرتقب أن تصل هذه المساعدات إلى حوالي 6 ملايين شخص، تقول الحكومة إن دخل الواحد منهم يقل عن 100 دولار شهريا.

وأطلقت السلطات على هذه المساعدات اسم «قفة رمضان». وعلى عكس السنوات الماضية طلبت وزارة «التضامن والأسرة والجالية الجزائرية في الخارج» من العائلات الفقيرة أن تختار بين صيغتين: إما أن ترسل إليها في بيوتها «قفة رمضان» إذا كانت ترفض أن تظهر في صورة المتسول، أو ينتقل أفرادها إلى مقار البلديات للحصول عليها. وقال وزير التضامن جمال ولد عباس إن السلطات تتوقع توزيع حوالي 2 مليون قفة.

وتحتوي «قفة رمضان» على كيلوغرامين من السميد وآخرين من الطحينة وصفيحة زيت وسكر وحمص وطماطم مصبرة وأرز. وتقدر قيمة هذه المواد التي توزع مرة في الأسبوع بنحو 5 آلاف دينار جزائري (حوالي 70 دولارا)، حسب تقديرات الحكومة.

وقال عبد الكريم أبزار رئيس بلدية الحراش بالضاحية الشرقية للعاصمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنطقة التي يشرف عليها إداريا يسكنها 50 ألف شخص، 10 آلاف منهم مصنفون ضمن من توزع عليهم قفة رمضان. وذكر أن البلدية ستوزع على هؤلاء قفة رمضان مرة كل أسبوع، وأضاف أنه يعول كثيرا على أغنياء المنطقة لتمويل «قفة رمضان». وصرح وزير التضامن للصحافة الاثنين الماضي بأن المجالس البلدية هي المساهم الأكبر في تمويل «القفة» بنسبة 66 في المائة، فيما تساهم المجالس الولائية بـ 24 في المائة. أما حصة الوزارة والهلال الأحمر الجزائري فلا تتجاوز 6 في المائة. وتشير توقعات الحكومة إلى مشاركة المتبرعين من مالكي الشركات وكبار التجار بمبلغ لا يقل عن مليون دولار أميركي. وتفيد إحصائية غير حكومية أن عدد العائلات الفقيرة المعنية بالمساعدة بقي، مثل العام الماضي، مستقرا في 1.2 مليون أسرة.

وذكر عزيز قارباجي رئيس جمعية خيرة ببلدية الحراش، تتبع لحزب سياسي معارض، في لقاء أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن الجمعية أحصت 54 عائلة تعيش تحت خط الفقر «حيث سنقدم لها مبلغا من المال لتشتري به ما شاءت»، وقال إن الطريقة التي اعتمدتها الحكومة في توزيع المساعدات «مهينة فهي لا تحافظ على كرامة الفقير، والكثير من المحتاجين رفضوا أخذ مواد غذائية من البلدية بسبب التهافت عليها». ويقول عمر عشوي عضو «تنسيقية أبناء الشهداء»، بنفس البلدية وهو مكلف بإدارة «مطعم الرحمة»: «لا أشاطر الرأي الذي يقول إن قفة رمضان فيها مساس بكرامة الناس، بل إن الكثير من الفقراء استحسنوا المبادرة ويشكرون الحكومة كونها تساعدهم على مواجهة نفقات رمضان الكبيرة».

وقد تسببت «القفة الرمضانية» العالم الماضي، في نشوب ملاسنة حادة بين الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى، وحينها كان خارج منصب المسؤولية، وبين وزير التضامن ولد عباس. والرجلان ينتميان إلى حزبين متنافسين على السلطة. وانتقد أويحيى في تجمع لمناضلي حزب «التجمع الديمقراطي» الذي يقوده، «قفة رمضان» واعتبرها «مساعدة ظرفية لا تحل مشكلة الفقر». وشن هجوما على ولد عباس قائلا إنه «يستثمر سياسيا في فقر قطاع من الجزائريين». ورد عليه ولد عباس قائلا: «إنه شخص مريض يريد أن يصبح رئيسا للجمهورية ولكنه لا يملك مؤهلات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة».