حذر خبير غذائي من انتشار العادات الغذائية السيئة في رمضان مثل الإفراط في تناول الطعام والمشروبات الغازية والوجبات السريعة والإكثار من الحلويات والسكريات، وتدني أو انعدام النشاط البدني للفرد كرياضة المشي، مشيراً إلى أن هذه العادات تتسبب في انتشار العديد من الأمراض المزمنة. وأرجع الدكتور إبراهيم الرقيعي، أستاذ الغذاء والتغذية المشارك بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، انتشار العديد من الأمراض المزمنة لدى السعوديين مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة وارتفاع مستوى كولسترول الدم ومشاكل تصلب الشرايين وهشاشة العظام، فضلاً عن أمراض اللثة والأسنان والعديد من السرطانات، إلى العادات الغذائية غير الصحية التي تنتشر بين أفراد المجتمع السعودي. وقال الدكتور الرقيعي إن الأمر يزداد سوءاً مع دخول شهر رمضان المبارك، حيث تتغير كثير من أنماطنا الحياتية اليومية عن بقية أيام السنة كالسهر في الليل والشراهة في الأكل، خاصة الأطعمة الدسمة والمقليات مع تدني النشاط البدني مقارنه ببقية أيام السنة، كل ذلك أصبح سمة من سمات المجتمع في هذا الشهر الفضيل.
وزاد الرقيعي، أن العادات الغذائية السيئة المنتشرة تنافي تعاليم الدين الإسلامي، الذي يبين المنهج السليم في اتباع نظام غذائي صحي سليم من خلال العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، كما في قوله عزَّ وجلَّ (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقوله عليه الصلاة والسلام «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه». وطالب الرقيعي باستغلال شهر رمضان الكريم وجعله بداية لتغيير بعض من العادات الغذائية غير الصحية، وإتباع العادات الغذائية السليمة كأحد أهم روافد البناء الصحي الجيد، وزيادة الوعي الغذائي، وذلك من خلال معرفة أصناف الأغذية وفوائدها ومضارها والعادات الغذائية السليمة ودور الغذاء الصحي في الوقاية من الأمراض، مع أهمية ممارسة أحد النشاطات البدنية المفيدة وغير العنيفة كالمشي. ونبه الخبير الغذائي إلى ضعف الوعي الغذائي عند المستهلكين المتمثل في إقبالهم على الأغذية التي تباع بثمن رخيص جداً مقابل أغذية أخرى من نفس النوع غالية الثمن، مثل العصائر التي تباع بثمن يعادل ربع سعر عبوة العصائر الطبيعية بنفس الحجم، حيث إن تلك المنتجات الرخيصة من العصائر ما هي إلا ماء وسكر ومضافات كألوان ونكهات صناعية وغيرها. وأكد أستاذ الغذاء والتغذية المشارك بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، على أهمية ممارسة رياضة المشي اليومي لمدة لا تقل عن نصف ساعة أو 2000 متر (2كم)، ثلاث مرات أسبوعياً، حيث يساعد المشي على تنشيط كثير من العمليات الحيوية داخل الجسم، فيزيد إفراز الإنسولين وينشط الذاكرة والرئتين والأمعاء والدورة الدموية والجهاز العضلي والعظمي ويحرق السعرات الحرارية ويهدئ الأعصاب ويحسن من نفسية الفرد.