إحياء رسالة المسجد

TT

كان المسجد في عهده صلى الله عليه وسلم معهد الانطلاقة الكبرى في العلم والدعوة والإصلاح إضافة إلى الجمعة والجماعة والخطب والدروس واستقبال الوفود، وكذلك إقامة المريض كما حصل لسعد بن معاذ وربط الأسير والاعتكاف وعقد الألوية وبعث السرايا وعقد الصلح والاجتماع لمصلحة المسلمين والشورى والبيعة وغيرها من مهمات الدين، فكان المسجد محل عبادة وتعليم وتربية وتوجيه وإعلام، وكان حسان ينشد في المسجد دفاعًا عن الإسلام، فلما طال العهد بالمسلمين تراجعت رسالة المسجد، فحظرت الصلاة وخطبة الجمعة، وضُيّق على المحاضرات والدروس، ومُنع كثير من المهام الإسلامية أن يُقام في المسجد، بل إن بعض البلاد الإسلامية حاصرت المسجد وجعلت دوره في أضيق نطاق وألغت رسالته.

وحل هذا الأشكال يلخص في مسائل:

الأولى: إقامة المساجد في كل حي وقرية وتوسيعها والاهتمام ببنائها وعمارتها بالعبادة والذكر والعلم والدعوة وفتحها لمرتاديها من أهل الصلاح والإصلاح.

الثانية: اختيار الأئمة الأكْفاء القادرين على القيام بمهمة الإمامة والخطابة علمًا ودينًا وعقلاً وأسلوبًا وتفريغهم لهذا العلم الجليل مع رواتب مجزية وسكن مريح.

الثالثة: الاهتمام بتفقيه الناس في دينهم بترتيب دروس ثابتة في العقيدة والأحكام والأخلاق تقدم بأسلوب سهل ميسر.

الرابعة: إنشاء مجلس للحي ينطلق من المسجد للمشاورة والتعاون على البر والتقوى، وتكون من مهمات هذا المجلس دراسة حالة أهل الحي والإشراف على أهل الحاجة من الفقراء والمساكين والأيتام ومد يد العون لهم وتعليم الجاهل ونصح المقصّر بالرفق واللين.

الخامسة: إيجاد مصلى للنساء وإقامة حلقات لتعليمهن وتحفيظهن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاهتمام بالأطفال وجعل المسجد منطلقهم إلى الحياة، فإنه مصدر البركة والخير.

السادسة: إقامة صندوق مالي يقوم على تبرع أهل الحي، يقوم بسد حاجة الفقراء وكفالة الأيتام والمنفعة العامة.