السوريون يستقبلون رمضان بحملة أهلية وطنية لمقاطعة اللحوم الحمراء لارتفاع أسعارها

الخيم الرمضانية لم تتأثر بإنفلونزا الخنازير مع افتتاح المزيد منها في الفنادق والمطاعم

لاحظ السوريون ارتفاع أسعار اللحوم قبل بدء الشهر الفضيل («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ شهر رمضان في سورية بحملة أهلية وطنية سبقت انطلاق الشهر الفضيل من قبل جمعية حماية المستهلك بمقاطعة اللحوم الحمراء استمرت 5 أيام بدأت الاثنين الماضي وانتهت أمس، وذلك رداً على ارتفاع أسعارها بسبب التصدير رغم إعلان وزارة التجارة السورية عن تخفيض المصدر من الأغنام إلى النصف.

وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية حماية المستهلك، عدنان ‏دخاخني، «إن تنفيذ حملة وطنية لمقاطعة استهلاك اللحم الأحمر لعدة أيام مع حلول ‏رمضان، قد تسهم بتخفيض الطلب على هذه ‏اللحوم، وبالتالي تنخفض أسعارها في بداية شهر الصوم، معتبرا أن هذه ‏المقاطعة من شأنها الحفاظ على صحة المواطن وتوفير أمواله وتحويلها إلى أنماط أخرى ‏بديلة للاستهلاك كالخضار والدواجن والأسماك». وأضاف أن الجهات الرقابية الحكومية صادرت لحوماً فاسدة قبل بيعها للناس، وصلت كميتها لحوالي 7 أطنان ونصف، ضبطت في بلدة يلدا بريف العاصمة دمشق، وكذلك وجود لحوم حمراء مهربة غير معروفة المصدر تباع بسعر زهيد (حوالي ربع سعر كيلوغرام اللحمة البلدية العواس ـ سعر كيلو لحم الغنم العواس 800 ليرة سورية (حوالي 17 دولارا أميركيا فيما اللحوم المجهولة المصدر والمسماة لحم البلوك تباع بـ200 ليرة سورية؟!. وأضاف دخاخني لتلك الأسباب بدأ الكثير من الدمشقيين الاعتماد على اللحوم البيضاء كالأسماك والدجاج مع أن أسعارها متفاوتة، لكن تبقى أقل من أسعار لحم الغنم. وأشار دخاخني إلى أن مع ارتفاع الأسعار تدخلت الغرفة التجارة في دمشق على الخط بتحذير التجار من رفع الأسعار عبر بيانات منشورة في الصحف المحلية ومعلقة في مقر الغرفة بسوق الحريقة بدمشق طالبتهم فيها «التقيد التام بالإعلان الواضح عن الأسعار ومواصفات السلع المعروضة في متاجرهم وتقديم جميع التسهيلات الممكنة والتعاون في سبيل تلبية حاجات بعضنا بعضا بأيسر السبل وأفضل الأسعار؟». لكن الملاحظ أن عددا كبيرا من المتاجر لم تلتزم بقرار الغرفة فرفعوا الأسعار بشكل كبير مع رمضان، خاصة المواد الغذائية الأساسية والخضار، فارتفع سعر كيلوغرام الرز بحوالي 20%، وكذلك السكر، أما الخضار فقد ارتفعت بأكثر من 50% عما كانت عليه قبل الشهر الفضيل ومنها الطماطم والبطاطا.

وفيما يتعلق بالتمور، التي تعتبر من أهم الثمار في وجبات رمضان، فقد تنوعت مصادرها وكثرت أنواعها وتباينت أسعارها بشكل واضح، ويلاحظ أن أغلى المعروض منها هو التمر السعودي الذي تتراوح أسعاره في حدود 150 ليرة سورية للكيلوغرام والتمر الخضري الذي يصل سعره حتى 5000 ليرة (حوالي 108دولارات أميركية)، وفيما بين السعرين هناك أنواع من التمور السعودية الجيدة، منها التمر الصفادي العنبري والمبروم، وهناك التمور الإماراتية المتباينة الأنواع والأسعار أيضا ومن أشهرها التمر الإماراتي الخنيزي. وكانت جمعية حماية المستهلك السوري قد دعت المواطنين إلى تخفيض ‏استهلاكهم من السكر إلى النصف على الأقل، حفاظاً على صحتهم وأموالهم في ضوء ارتفاع ‏أسعاره عالمياً، الأمر الذي انعكس على أسعاره المحلية. وكانت جمعية حماية المستهلك قد دعت إلى تفعيل الرقابة التموينية والرقابة الشعبية من خلال حملة لمقاطعة السلع والمواد المبالغ بأسعارها، وطالبت بإعادة النظر بتحرير الأسعار للسلع الأساسية وتفعيل قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار إضافة لقانون حماية المستهلك، حيث ـ وحسب مصادر جمعية حماية المستهلك ـ لا تزال حالات الغش في ازدياد رغم مرور عام على تطبيق هذا القانون. ومع ارتفاع أسعار السلع، لم تتأثر الخيم الرمضانية بموجة إنفلونزا الخنازير، حيث بدأ معظم الفنادق والمطاعم من فئة الخمس نجوم وحتى الشعبي منها إطلاق خيمها. ويبرر البعض من المتابعين أن عدد المصابين بإنفلونزا الخنازير حتى أوائل شهر رمضان قليل جدا يقدر بـ(22 مصابا)، حسب تصريح وزارة الصحة السورية، وهو رقم قليل بالتأكيد قياساً بأرقام المصابين في الدول الأخرى، ومعظم هؤلاء المرضى قدموا من الخارج وشفي معظمهم من المرض، ولذلك لم تتأثر الخيم بالوباء الجديد وروادها سيأتونها بكثرة، كما يتوقع أصحابها، رغم ارتفاع أسعارها نسبيا ومع تباينها بين خيمة وأخرى. وتتراوح تكلفة الإفطار أو السحور للشخص الواحد فيها ما بين 500 وحتى 1000 ليرة سورية، لكن كما يقول أحد أصحاب هذه الخيم فإنها أصبحت تقليداً رمضانياً لا بد منه للدمشقيين، خاصة الميسورين منهم، حيث يسهرون حتى السحور في هذه الخيم مع طقوس وعادات رمضانية جميلة، منها تقديم فقرات تراثية مثل العراضة الشامية والحكواتي ولعب طاولة الزهر وبائعي التمر الهندي والعرقسوس والبالية والفول النابت والترمس والناعم، وهناك أيضاً المولوية وتقديم الوجبات الشامية الرمضانية على الإفطار والسحور مثل التسقية والفتوش والشوربات والفول والقمحية والفريكة وغيرها من الأكلات الدمشقية المعروفة.