«غزل البنات» و«النهش».. حلوى دمشقية وحلبية تتألق في رمضان

حلوى طيبة المذاق تؤكل بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار والشراب

TT

إذا كان (النهش) تلك الحلوى الدمشقية البسيطة لا تظهر إلا في شهر رمضان المبارك فإن (غزل البنات) تلك الحلويات الدمشقية والحلبية البسيطة ذات الخيوط القطنية الزهرية أو السماوية اللون يتعزز وجودها بشكل كبير في الشهر الفضيل.

ويقول (أيمن عموري) أحد المصنعين والبائعين لغزل البنات لـ«الشرق الأوسط»: يتم تحضير غزل البنات من مادة السكر الخشن بشكل أساسي حيث يتم تذويب حبيباته في وعاء كبير فوق حرّاق النار المزود بمحرك لتتحول الحبيبات إلى خيوط ناعمة تلف على بعضها بواسطة عيدان طويلة من الخشب يقوم المصنع لغزل البنات بتدوير الخيوط على العود بشكل يدوي حتى تلف بكثافة وتنفش لتتضخم على شكل كرة اسطوانية كبيرة ولكن خفيفة جدا بخفة الهواء وهي على الموقد وبشكل فني جميل ويضاف لها الصبغات على شكل شرابات معبأة فيتحول لونها من لون السكر الأبيض إلى ألوان مختلفة، ولكن أكثر الألوان المرغوبة هو اللون الزهري ومن ثم السماوي في المرتبة الثانية. ويقبل الناس على شرائها خاصة الأطفال حيث يتلذذون بطعمها السكري وشكلها المنفوش. وفي مدينة حلب حيث تشتهر بتفنن أكلاتها وحلوياتها ولذلك يطلق عليها الكثيرون عاصمة المطبخ السوري، ففيها استطاع عدد من محضري الحلويات ومنذ أكثر من نصف قرن من تطوير حلوى غزل البنات وأضافوا لها الفستق الحلبي والطحين مع السكر لتتلاءم مع ما يقدم في شهر رمضان من حلويات فاخرة ويتم تحضير غزل البنات في حلب من خلال سحب الشوائب من السكر بعد تقطيره وتذويبه على النار ويتم دعكه مع ملح الليمون حتى يبرد ويقوم عدد من العمال وبشكل يدوي بقلب الخليط مع الطحين لحوالي 500 مرة (قلبة) ويتم بعد ذلك تخفيض عدد القلبات حتى يتحول الخليط في النهاية إلى خيوط ناعمة تقطع بعدها من قبل عامل متخصص وتوضع في كتل على شكل دائرة مفتوحة من قلبها حيث يضاف لها الفستق الحلبي أو الجوز وتعرض في صوان كبيرة وتلف بقطع النايلون النظيفة عندما يطلبها الزبون من البائع حيث تؤكل كحلوى طيبة المذاق بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار والشراب.

ومن الحلويات الدمشقية الخاصة بشهر رمضان والمعروفة لدى الدمشقيين بشكل واسع وشعبي هناك (النهش) وهي يتم تناولها بعد الإفطار والعودة من صلاة التراويح مع كأس شاي، وتقول الباحثة غفران الناشف إن هذه الحلوى تصنع من رقائق العجين الممزوج بالبيض حيث تأخذ أشكالا بيضوية أو دائرية وبأحجام مختلفة حسب الطلب ويتم فرش الرقائق في صوان بعد أن تطلى بالسمن كما يرش السمن بين كل رقيقتين ثم يعاد فرش الرقائق حتى يصل عددها إلى 18 رقيقة لتفرش القشدة الطازجة الممزوجة بالحليب فوق هذه الرقائق وتوضع في الفرن ليتم طهيها على نار هادئة، وبعد نضجها يرش عليها السمن مرة أخرى وتحلى بالقطر، ويضاف لها الفستق الحلبي المبشور الناعم، وبعدها تصبح جاهزة لتناولها من قبل الصائم بعد وجبة الإفطار وبعد العودة من صلاة التراويح مع كأس شاي.