معرض مساجد تشدّ إليها الرحال يحط في الدار البيضاء

49 لوحة فنية تمثل المساجد الثلاثة

TT

اختار المعرض التشكيلي الإسلامي المتميز «مساجد تشد إليها الرحال» مدينة الدار البيضاء، عاصمة المغرب الاقتصادية وكبرى حواضره، ليحط رحاله خلال شهر رمضان الكريم لهذه السنة، قبل مواصلة جولته العالمية حاملا رسالة الإسلام الخالدة الداعية إلى نشر المحبة والسلام والتآخي بين البشر من دون تمييز في اللون والعرق واللسان.

وتم افتتاح فعاليات المعرض، الذي سيستمر لمدة شهر في فيلا دار الفنون التابعة لمؤسسة «أونا» في الدار البيضاء، من طرف الأمير فيصل بن سعود بن محمد آل سعود، في أجواء رمضانية وحضور مكثف للنخبة الاقتصادية والثقافية في الدار البيضاء عقب صلاة التراويح بمسجد الحسن الثاني.

ويتضمن المعرض 49 لوحة فنية تمثل المساجد الثلاثة التي وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بـقوله «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى». وتم رسم هذه اللوحات من طرف 17 فنانا ينتمون إلى 13 بلدا، أبدعوا فيها في التعبير عن رمزية هذه الأماكن المقدسة الثلاثة ومكانتها لدى شعوب العالم الإسلامي، وفي وجدان كل مسلم على اختلاف الأعراق والألسن والثقافات. وتفننوا في استخدام تمازج الألوان والأشكال وتناقحها وتداخل الأنوار والظلال للتعبير عن ترابط الأدوار التاريخية والروحية للمساجد الثلاثة، وتكاملها في بلورة الرسالة الإسلامية باعتبارها رسالة شاملة تدعو للتوحيد وقيم السلام والعدالة والإخوة والمساواة بين البشر. وقال الأمير فيصل بن سعود بن محمد آل سعود، الذي أشرف على تدشين المعرض بالنيابة عن الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل السعود، وزير التربية والتعليم وراعي المعرض «إن المعرض يهدف، من خلال التواصل الفني والإبداعي والحضاري والثقافي بين فناني العالم الإسلامي، إلى بلورة المفاهيم الروحية والمعنوية من خلال رسالة ورؤية مفادها أن الإسلام دين العدل والسلام والأمن والتعايش بين الشعوب، وإبراز الدور المتميز للمساجد في الإبداع الإسلامي في كافة صوره، وأثرها في دعم الحضارة وبناء السلم العالمي، بالإضافة إلى إبراز الدور الروحاني والتنويري للمسجد في بلورة العمل الإسلامي وتضامن المسلمين ووحدتهم. كما يسعى المعرض إلى العمل على تجسيد القيم الإسلامية من خلال القيم الفنية».

وتعود فكرة المعرض إلى عام 1998، عندما رسم الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء، بطلب من الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل السعود، ثلاث لوحات كبيرة الحجم للمساجد الثلاثة، التي تبرز بشكل فني دور كل واحد من المساجد الثلاثة في رسالة الإسلام، اللوحة الأولى عن مكة والمسجد الحرام باعتباره مهد النبوة ومهبط الوحي، والمسجد النبوي في المدينة المنورة باعتبارها أول عاصمة للإسلام ومنطلق إشعاعه وانتشاره حول العالم، والمسجد الأقصى في القدس الشريف حيث الإسراء والمعراج وإمامة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لباقي الأنبياء والرسل عليهم السلام.

وتبلورت فكرة المعرض بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2006. وبدأ سعي الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود لتكوين مجموعة فنية من تشكيل فنانين مختلفين من أنحاء دول العالم الإسلامي حول موضوع المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، التي يتجه إليها كل المسلمين ويرتبطون بها وجدانيا وعاطفيا. ونظم المعرض الأول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 في مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة في جدة، واستمر المعرض لمدة ثلاثة أشهر. وتطورت فكرة المعرض لمعرض متجول يحمل رسالته عبر العالم. وهكذا تم اختيار أن تكون المحطة الأولى في الرباط، عاصمة المغرب، باعتباره بؤرة إشعاع في منطقة الغرب الإسلامي، ودوره في نشر الإسلام وتوسيع رقعته وتحسين صورته والدفاع عنه خاصة في بلاد الأندلس وأفريقيا جنوب الصحراء. وانعقدت الدورة الثانية للمعرض في فبراير 2009 بفيلا دار الفنون في الرباط، التي استمرت لمدة شهر. ونظرا للإقبال الكبير الذي عرفه المعرض في الرباط تقرر تنظيم دورة أخرى في الدار البيضاء قبل أن يواصل المعرض مشواره العالمي، إذ من المقرر أن تنظم الدورة المقبلة في الأردن، ثم تركيا.

ويقول الأمير فيصل بن سعود بن محمد آل سعود «لن تقتصر الجولة العالمية للمعرض على البلدان الإسلامية فحسب، بل ستشمل كل بلدان العالم المهتمة بالثقافات والتقارب والحوار بين الحضارات والشعوب. كما أن المعرض في توسع مستمر سواء من حيث عدد اللوحات أو عدد الفنانين المشاركين والدول التي ينتمون إليها».