رئيس المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة: رمضان في أستراليا تجسيد لأجوائه في الدول الإسلامية

المساجد في سائر المدن والولايات الأسترالية تتولى تنفيذ برامج دعوية لإحياء ليالي رمضان

احياء ليالي رمضان بإلقاء الدروس الدينية وقراءة القرآن بعد كل الصلوات في المساجد الأسترالية («الشرق الأوسط»)
TT

قال الدكتور إبراهيم أبو محمد رئيس المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة الإسلامية إن شهر رمضان في أستراليا يشهد مظاهر احتفالية من جانب المسلمين في أستراليا. وأشار الدكتور أبو محمد في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة الإسلامية تقوم بدور مهم في الدعوة خلال شهر رمضان وتوعية المسلمين بفضل العبادة في الإسلام من خلال عقد الندوات والأمسيات والمحاضرات التي يلقيها الدعاة والعلماء وإجابتهم على استفسارات الحضور، التي تتعلق بالأمور الدينية.

* ما أبرز مظاهر احتفال المسلمين في أستراليا بشهر رمضان؟

- لا شك أن شهر رمضان المبارك يمثل مناسبة سعيدة بالنسبة لكل المسلمين من أبناء الجالية المسلمة في أستراليا، ومن أهم ما يميز مظاهر شهر رمضان في أستراليا أنه يوحد بين أبناء الجالية الإسلامية الذين من أصول عربية وإسلامية، وتتولى المساجد والمؤسسات الإسلامية في سائر المدن والولايات الأسترالية، وفي مقدمتها المركز الإسلامي، تنفيذ برامج دعوية لإحياء ليالي شهر رمضان، ومن ذلك استقدام علماء ودعاة ومقرئين للقرآن خلال شهر رمضان، حيث تمتلئ المساجد بالرجال والنساء في أوقات الصلوات، وخصوصا صلاة التراويح، وهو ما يقوي الصلات الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين وسائر أبناء المجتمع الأسترالي، والتأكيد على أن الإسلام دين رحمة وتآخٍ وبر وتعاون بين المسلمين الذين يجسدون قيم الإسلام الجميلة خلال شهر رمضان، ولأن المسلمين في أستراليا جاءوا من جنسيات مختلفة، لذا فإن رمضان داخل كل أسرة أسترالية يعد تجسيدا حيا لرمضان في كل الدول العربية.

* هل هناك طقوس معينة يتميز المسلمون الأستراليون بأدائها خلال شهر رمضان؟

- بعد أن يعلن مفتي أستراليا موعد بداية شهر رمضان، يتبادل المسلمون التهنئة، ويتم تبادل الزيارات العائلية في البيوت والمنتديات والمساجد، ويخرج الأطفال إلى اللعب في حدائق المنازل ابتهاجا بهذا الشهر الفضيل، وتعج المساجد في أول ليلة من ليالي شهر رمضان بالمسلمين لأداء صلاة التراويح، ويكون إحياء ليالي رمضان بإلقاء المحاضرات والدروس الدينية وقراءة القرآن بعد الأذان في كل الصلوات، وأيضا بعد الانتهاء من صلاة التراويح. وتحرص النساء والأطفال أيضاء على حضور الصلوات والدروس في المساجد.

* هل يوجد في أستراليا ظاهرة موائد الإفطار الجماعية أو موائد الرحمن؟

- ينظم كل مسجد أو مؤسسة إفطارا وسحورا جماعيا يدعى إليه كل المصلين، يضم أشهى المأكولات والحلويات، لا سيما المأكولات العربية والحلويات السورية على وجه الخصوص، ويعد هذا سبيلا للتواصل بين أفراد الجالية المسلمة، كما تحرص الأسر المسلمة على إقامة موائد الإفطار الجماعي في حدائق المنازل ويدعى إليها المشايخ والدعاة والأصدقاء من المسلمين من شتى الجنسيات، ويختتم هذا الحفل بتلاوة بعض آيات الذكر الحكيم، ويقيم المسلمون العشر الأواخر بتلاوة القرآن والاعتكاف وصلاة التهجد، ويختتم هذا الشهر بصلاة العيد حيث يتجمع كل المسلمين في المساجد ويتبادلون التهاني والصور والتذكارية، وينصبون لأطفالهم الألعاب في الأفنية وحدائق المساجد ابتهاجا بالعيد.

* ما البرامج والأنشطة التي تؤديها المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة خلال شهر رمضان؟

- تؤدي المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة دورا مهمّا في الدعوة خلال شهر رمضان وتوعية المسلمين بفضل العبادة في الإسلام، من خلال عقد الندوات والأمسيات والمحاضرات التي يلقيها الدعاة والعلماء وإجابتهم على استفسارات الحضور، التي تتعلق بالأمور الدينية. والحقيقة أن المؤسسة الإسلامية الأسترالية للثقافة تنفذ برنامجا مكثفا للدعوة والتوعية لأبناء الجالية المسلمة في أستراليا، وقد كان من ثمرات تأسيس المؤسسة الإسلامية الأسترالية أن وفقنا الله سبحانه وتعالى إلى إنشاء إذاعة القرآن الكريم لمسلمي أستراليا ونيوزيلندا، وهي تبث منذ بدايتها أربعا وعشرين ساعة يوميا، ومن ثم فإن برامج وأنشطة كل من المؤسسة الثقافية وإذاعة القرآن الكريم تحفل بكثير من حملات التوعية والتثقيف الديني للمسلمين وتعريفهم بمزايا وفضائل شهر رمضان الكريم.

* وماذا عن نوعية البرامج التي تقدمها إذاعة القرآن الكريم بأستراليا؟

- عندما فكرنا في إنشاء الإذاعة كنا فكرنا في امتلاك وسيلة فعالة من وسائل الدعوة الإسلامية بمختلف اللغات تنطلق من فهم أشمل وأعم للإسلام والقرآن الكريم الذي اشتمل على أصول وقواعد كل العلوم النافعة للإنسانية، وعليه فإن إذاعة القرآن الكريم هي «إذاعة متنوعة»، تقدم القرآن الكريم بأصوات كبار القراء في العالم الإسلامي، وأيضا الأذان بصوت مشاهير القراء، وعلى رأسهم القارئ المصري الشيخ محمد رفعت الذي يرتبط صوته في ذاكرة الصائم بشهر رمضان، وسرد قصص الأنبياء باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى أصول العقيدة والتوحيد والأخلاق والمعاملات الإسلامية، كما تقدم عددا من البرامج الدعوية والفكرية والفقهية والفتاوى، وأيضا تقدم برامج متنوعة ثقافية واجتماعية وعلمية وصحية وبرامج خاصة لربات البيوت في كيفية الطهي وترتيب المنزل وبرامج للأطفال وبرامج لغير المسلمين من الذين لديهم اهتمام بمعرفة الإسلام، حيث نقدم لهم عددا من البرامج التي ترد على الشبهات التي تثار حول الإسلام والمسلمين.

* وهل هناك دور للمؤسسة للتعريف بالإسلام وسط طوائف المجتمع الأسترالي؟

- بالفعل، فلا يقتصر دورنا على الدعوة للمسلمين فقط وإنما نعد برامج تساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في المجتمع الأسترالي، وتقوم بدور التعريف بحقائق الإسلام السمحة وسط أبناء أستراليا، وبث روح التعاون والتعايش بين أبناء الجالية الإسلامية وأبناء المجتمع الأسترالي من مختلف الملل والنحل، ومن نتائج ذلك نجد أن بعض الكنائس الأسترالية تدعو أتباعها إلى صيام يوم خلال شهر رمضان كتعبير عن إحياء روح التضامن والتعايش بين أبناء الشعب الأسترالي بمختلف أجناسه وأديانه، فضلا عن تنظيم حفلات الإفطار التي يدعى إليها المسلمون وغير المسلمين، فمثل هذه المناسبات تعمل على تجسيد العلاقات الإنسانية والسماحة التي جاء بها الإسلام.