معبد هندوسي في قرية هندية يستضيف حفلات إفطار رمضانية

يبدو غريبا وغير معقول للذين لا يعرفون النسيج العلماني للمجتمع الهندي

TT

فتح أحد المعابد الكائنة بقرية صغيرة في ولاية أوتار براديش الوسطى أبوابه للمسلمين خلال شهر رمضان ليتمكنوا من أداء صلاة المغرب، وهو أمر قد يبدو غريبا وغير معقول بالنسبة إلى الذين ليس لديهم معرفة بالنسيج العلماني للمجتمع الهندي.

ويستضيف الهندوس في معبد سانكموشان في قرية نوباتبور حفلات إفطار إخوانهم القرويين من المسلمين، وهو تقليد سنوي يعود إلى 150 عاما، ويعني الكثير للهندوس من سكان القرية. والمساهمات لترتيب حفلات الإفطار هذه تكون طوعية، ففي حين أن بعض القرويين يتبرعون بالمال لشراء الطعام يقوم البعض الآخر بإعداد الوجبات الخفيفة والحلويات مثل الكنافة والأرز باللبن.

وتقع هذه القرية على بعد نحو 500 كم من العاصمة دلهي.

ويقول السكان المحليون إنهم يشهدون هذا التقليد منذ زمن بعيد. ويبلغ عدد سكان قرية نوباتبور نحو 3000 نسمة، منهم نحو 800 من المسلمين.

وفي هذا السياق يقول نسيب لأختار، مسلم من سكان قرية نوباتبور: «بطريقة ما، لقد ارتبطنا بشهر رمضان الذي يعلمنا الروحانية والصدق والتواضع وعدم العنف والصبر وإصلاح النفس، نريد أن نجعل رسالة هذه الصداقة الفريدة بين الهندوس والمسلمين عالية الصوت وواضحة. ويجب أن نوضح للمجتمع أنه في الوقت الذي يقاتل أناس باسم الدين، فإن الهندوس والمسلمين في قريتنا تجمعهم روابط خاصة».

ويتكرر اندلاع العنف الطائفي بين الهندوس والمسلمين في الهند.

ويضيف سليمان، وهو من سكان قرية نوباتبور: «إننا نشعر بالفخر والاعتزاز أن قريتنا تحافظ على الطابع العلماني لبلدنا».

ويقول رام ناث، (40)، هو ساكن آخر من سكان قرية نوباتبور، إنه قد رأى والده وجده يفعلون الشيء نفسه حتى عند تقسيم الهند المتحدة سابقا على أسس دينية إلى باكستان المسلمة والهند العلمانية بعد جلاء البريطانيين في عام 1947.

وبالمثل، تأتي قصة أخرى من ثقافة الهند المركبة من منطقة كوتا في ولاية راجستان الغربية، حيث يساعد الهندوس إخوانهم المسلمين على الاستيقاظ كل ليلة خلال شهر رمضان لتناول وجبة السحور.

ويبدأ برابهو لال مهمته الخاصة بشهر رمضان في الساعة الثالثة من صباح كل يوم. ويقوم برابهو لال، وهو هندوسي عمره 40 عاما، بالدوران حول المدينة كوتا وهو يدق الطبول لإيقاظ إخوانه المسلمين في هذه المنطقة ليتناولوا وجبة السحور.

وقال برابهو لال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بأن هذا واجب ديني، وهذا هو سبب حرصي على المساعدة في إيقاظ المسلمين من أول يوم من شهر رمضان، وعندما آتي إلى هنا لمساعدتهم، فإنهم جميعا يبدون لي الكثير من الاحترام والتقدير».

وهذه المهمة التي يقوم بها برابهو لال على مدى السنوات العشر الماضية، جعلته شخصية محببة جدا لدى معظم الأسر المسلمة في كوتا.

ونظرا للصداقات التي أقامها مع المسلمين، يدعى برابهو لال إلى عدد لا يحصى من احتفالات الإفطار والأعياد. لذا، يقول برابهو لال إنه في الوقت الذي يفقد أصدقاؤه المسلمون بعض وزنهم بسبب الصيام، فإن وزنه هو يزيد خلال شهر رمضان.