نحو تفسير أسهل (2)

د. عائض القرني

TT

وبنينا فوقكم سبع سماوات محكمة البناء قوية السمك، مرفوعة السقف، متقنة الصنعة لا قصور فيها ولا عيوب، يحار فيها الطرف، ويدهش من حسنها العقل الواعي.

«وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا» [النبأ: 13].

وجعلنا الشمس في السماء كالسراج الوهاج، تسير بحسبان وتضيء بحكمة وتطلع بتقدير، لا اختلال في سيرها ولا اضطراب في طلوعها وغروبها.

«وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا» [النبأ: 14].

وأنزلنا من السحب إذا حان نزول الغيث منها ماء مباركا طهورا عذبا غزيرا كثير الانصباب، فيه الحياة والنماء والخير الكثير.

«لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا» [النبأ: 15].

لنخرج بالماء حبا يأكله الإنسان والحيوان، وهو قوت نافع، ورزق مبارك من حنطة وذرة وشعير وغيرها، وأخرجنا بالماء نباتا من الحشائش والخمائل تأكله الدواب، ويبهج النظر ويجمل الأرض.

«وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» [النبأ: 16].

وأخرجنا بهذا الماء المبارك حدائق غناء، وبساتين فيحاء، ملتفة الأغصان، لينة الأفنان، بهية المنظر، بهيجة الجمال.

«إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا» [النبأ: 17].

إن يوم القيامة يوم يفصل الله بين الخلائق فيه، له وقت معلوم، وأجل مسمى معلوم عند الله لا يخلف الله الميعاد.

«يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا» [النبأ: 18].

يوم ينفخ في البوق - وهو قرن عظيم - النفخة الثانية فتخرجون من القبور جماعات كثيرة تسعى إلى الموقف.

«وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا» [النبأ: 19].

وتشققت السماء وتصدعت، فصارت أبوابا كثيرة لنزول الملائكة، وذهاب الأبراج والأفلاك والكواكب.

«وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا» [النبأ: 20].

ونسفت الجبال، ودكت واقتلعت من أماكنها وصارت هباء منبثا، فتصبح قاعا صفصفا متناثرة في الجو.

«إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا» [النبأ: 21].

إن جهنم مكان يرصد فيه الكفار من قبل خزنة النار، فهم مترقبون مجيئهم لإنزال أشد العقوبة بهم.

«لِلطَّاغِينَ مَآَبًا» [النبأ: 22].

فالنار مرجع للطغاة يعودون إليها صاغرين مدحورين، فهي دارهم التي فيها يهانون ويعذبون.

«لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا» [النبأ: 23].

باقين في النار دهورا بلا انقطاع، مؤبدين في العذاب، خالدين في أقسى العقاب لا يفتر عنهم ولا يخفف.

«لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا» [النبأ: 24].

لا يجدون في النار بردا يطفئ عنهم الحر، ولا شرابا يذهب الظمأ، فجلودهم حرّى، وأجوافهم عطشى.