نحو تفسير أسهل (7)

TT

((يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى)) [النازعات:35].

حينها يتذكر الإنسان ما عمل من خير وشر وصلاح وفساد، فتعرض عليه حسناته وسيئاته في وقت لا ينفع الندم ولا يجدي التحسر.

((وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى)) [النازعات:36].

وأظهرت نار جهنم أمام الناس يراها الجمع لا تخفى على أحد، قد هيئت للفجار، وأعدت للكفار تنتظرهم لإحراقهم.

((فَأَمَّا مَنْ طَغَى)) [النازعات:37].

فأما من تكبر وتجبر وتعدى الحدود، ونقض العهود، ونكث العقود بالشرك والجحود والخروج عن طاعة الملك المعبود.

((وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)) [النازعات:38].

وقدم الحياة الدنيا على الآخرة فعمل لها، وفضلها ونسي الآخرة وأهملها، فأحب العاجلة وأنغمس في لذائذها، معرضا عن اليوم الآخر.

((فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِي الْمَأْوَى)) [النازعات:39].

فإن النار له قرار وبئس والله الدار، يأوي إليها، ويقيم بها معذبا خاسئا يذوق الأنكال ويقيد بالأغلال.

((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النفس عَنِ الْهَوَى)) [النازعات:40].

فمن خاف الله وعظم قدره، وهاب أخذه وخشي بطشه، وكف النفس عن هواها وردعها عن غيها واتباعها شهواتها.

((فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِي الْمَأْوَى)) [النازعات:41].

فإن جنات النعيم هي مقام هذا المتقي الدائم، يأوي إليها مكرما منعما، تقر فيها عينه، وتسعد فيها نفسه، ويطيب فيها عيشه.

((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا)) [النازعات:42].

يسألك المشركون يا محمد متى تقوم الساعة؟ ومتى موعدها؟ ومتى وقت وقوعها؟ ويريدون ذكر تأريخ قيامها استهزاءً.

((فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا)) [النازعات:43].

في أي شيء أنت من ذكر الساعة، فليس عندك علم بها لتخبرهم، ولم يطلعك الله على موعدها لتفتيهم، فأنت لا تدري بوقتها.

((إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا)) [النازعات:44].

إلى الله وحده نهاية علمها لا يعلمها غيره، ولا يدري بها سواه، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

((إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا)) [النازعات:45].

إنما ينفع نصحك من خشي قيام الساعة فعمل للآخرة، أما المكذب المعرض فهو في لهوه يلعب، وفي ضلاله يسعى، فمهمتك الإنذار بها لا الإخبار بوقتها.

((كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)) [النازعات:46].

كأن هؤلاء الكفار يوم يرون قيام الساعة لم يبقوا في الدنيا إلا مقدار عشية يوم، أو ضحاه؛ لقصر ما مكثوا في هذه الدنيا الفانية، فهي أحلام وأوهام، لا يغتر بها إلا الطغام، أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة!!