نحو تفسير أسهل (11)

د. عائض القرني

TT

ووجوه الكفار عليها غبار، وذلة وصغار، قبح منهم المنظر، وشاهت الوجوه، وساء الحال، وخاب المآل.

((تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)) [عبس:41].

تغشاها ظلمة الذنوب، وسواد الخطايا، وكدرة المعاصي؛ لأنهم لما عاينوا العذاب، وشاهدوا العقاب، أصابهم الكدر في المخبر والمظهر.

((أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)) [عبس:42].

أصحاب هذه الوجوه المظلمة هم الكفار المكذبون بالكتاب والرسول، الفجار بارتكاب المعاصي والذنوب، فهم جحدوا الرسالة، وسلكوا سبل الضلالة.

سورة التكوير ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) [التكوير:1].

إذا الشمس دورت ولفت وذهب ضوؤها وطمس نورها، فصارت مكورة سوداء لهول ما حل بها، وفظاعة ما وقع.

((وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)) [التكوير:2].

وإذا النجوم تساقطت بعدما ذهب ضوؤها وتهاوت سوداء على الأرض، ووقعت من أماكنها.

((وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ)) [التكوير:3].

وإذا الجبال نسفت من أماكنها، ودكت من مراسيها، فتفتتت وذهبت في الهواء هباءً لما تزلزلت الأرض.

((وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ)) [التكوير:4].

وإذا النوق الثمينة النفيسة الحوامل أهملت وسيبت؛ لهول المشهد وخطورة الحدث، وضخامة الواقعة.

((وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)) [التكوير:5].

وإذا الوحوش جمعها الله ليوم العرض ليقتص لبعضها من بعض، ثم يقول لها: كوني ترابا؛ فانظر إلى العدل حتى بين الوحوش.

((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)) [التكوير:6].

وإذا البحار أشعلت فصارت نارا تتلهب، وتتفجر بالبراكين المتقدة التي تتطاير حمما في الجو، فتحول الماء إلى نار بقدرة الجبار.

((وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)) [التكوير:7].

وإذا النفوس قرنت أرواحها بالأجساد؛ ليبعث الإنسان بروحه وجسده ليوم الحشر والحساب.

((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ)) [التكوير:8].

وإذا البنت التي دفنت حية سئلت لماذا قتلت؟ وهذا السؤال توبيخ لمن قتلها وتقرير له بظلمه.

((بِأَي ذَنْبٍ قُتِلَتْ)) [التكوير:9].

ما سبب قتلها؟ ما الجرم الذي فعلته؟ وما الظلم الذي ارتكبته وهي البريئة من كل إثم لطفولتها؟

((وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)) [التكوير:10].

وإذا صحف الحسنات والسيئات عرضت للنظر، وفتحت للحساب؛ ليجد كل إنسان عمله مكتوبا أمامه.