ووجوه الكفار عليها غبار، وذلة وصغار، قبح منهم المنظر، وشاهت الوجوه، وساء الحال، وخاب المآل.
((تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)) [عبس:41].
تغشاها ظلمة الذنوب، وسواد الخطايا، وكدرة المعاصي؛ لأنهم لما عاينوا العذاب، وشاهدوا العقاب، أصابهم الكدر في المخبر والمظهر.
((أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)) [عبس:42].
أصحاب هذه الوجوه المظلمة هم الكفار المكذبون بالكتاب والرسول، الفجار بارتكاب المعاصي والذنوب، فهم جحدوا الرسالة، وسلكوا سبل الضلالة.
سورة التكوير ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) [التكوير:1].
إذا الشمس دورت ولفت وذهب ضوؤها وطمس نورها، فصارت مكورة سوداء لهول ما حل بها، وفظاعة ما وقع.
((وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)) [التكوير:2].
وإذا النجوم تساقطت بعدما ذهب ضوؤها وتهاوت سوداء على الأرض، ووقعت من أماكنها.
((وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ)) [التكوير:3].
وإذا الجبال نسفت من أماكنها، ودكت من مراسيها، فتفتتت وذهبت في الهواء هباءً لما تزلزلت الأرض.
((وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ)) [التكوير:4].
وإذا النوق الثمينة النفيسة الحوامل أهملت وسيبت؛ لهول المشهد وخطورة الحدث، وضخامة الواقعة.
((وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)) [التكوير:5].
وإذا الوحوش جمعها الله ليوم العرض ليقتص لبعضها من بعض، ثم يقول لها: كوني ترابا؛ فانظر إلى العدل حتى بين الوحوش.
((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)) [التكوير:6].
وإذا البحار أشعلت فصارت نارا تتلهب، وتتفجر بالبراكين المتقدة التي تتطاير حمما في الجو، فتحول الماء إلى نار بقدرة الجبار.
((وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)) [التكوير:7].
وإذا النفوس قرنت أرواحها بالأجساد؛ ليبعث الإنسان بروحه وجسده ليوم الحشر والحساب.
((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ)) [التكوير:8].
وإذا البنت التي دفنت حية سئلت لماذا قتلت؟ وهذا السؤال توبيخ لمن قتلها وتقرير له بظلمه.
((بِأَي ذَنْبٍ قُتِلَتْ)) [التكوير:9].
ما سبب قتلها؟ ما الجرم الذي فعلته؟ وما الظلم الذي ارتكبته وهي البريئة من كل إثم لطفولتها؟
((وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)) [التكوير:10].
وإذا صحف الحسنات والسيئات عرضت للنظر، وفتحت للحساب؛ ليجد كل إنسان عمله مكتوبا أمامه.