سهرات «الشاي الأخضر المنعنع» أهم مظاهر ليالي رمضان في المغرب

كبير الأسرة يعد الشاي للعائلة في جلسات قد تمتد حتى قرب السحور

عملية تحضير الشاي الأخضر في شهر رمضان المبارك تعد ضمن طقوس الجلسات الأسرية بالمغرب (تصوير: أحمد العلوي المراني)
TT

من عادات المغاربة في رمضان اللقاء في جلسات عائلية لشرب الشاي بعد الإفطار، في انتظار صلاة العشاء، وتمتد هذه السهرات العائلية حتى آخر الليل وأحيانا حتى مطلع الفجر، وعادة ما يحرص المغاربة على الزيارات العائلية وصلة الرحم خلال هذا الشهر المبارك، وتكون جلسات السمر من المظاهر الرمضانية المألوفة في المغرب، وعادة ما تكون هذه الجلسات في البيوت، خاصة بيت الجد أو الجدة وفي بعض الأحيان مقاهي معروفة، وإن كانت جلسات المقاهي تقتصر في الغالب على الرجال.

وتتميز السهرات الرمضانية في المغرب بكون أغلب الناس يفضلون اللقاء في جلسات ذات طبيعة عائلية في منزل من المنازل الرئيسية للعائلة، واحتساء القهوة والشاي، لتبادل الأحاديث في جو من الألفة والمحبة، وتكون هذه الجلسات فرصة للاطلاع على أخبار العائلة. وخلال هذه الجلسات، تقدم وجبة خفيفة بعد وجبة الإفطار، من أهم مكوناتها أنواع خاصة من الحلويات والشاي الأخضر بالنعناع.

ويرتبط إعداد الشاي لدى بعض العائلات، خاصة تلك التي تقطن في المدن العريقة، مع اجتماع العائلات، وفي الوقت نفسه المحافظة على التقاليد المتبعة في تحضيره، بحيث يصبح ضروريا تحديد الطريقة التي سيقدم بها الشاي منذ البداية، إذ إنه ليس مجرد مادة تشرب، لكن له تقاليد متوارثة، ومن العائلات من يحرص على وضع كل مستلزمات تحضير الشاي من سكر وشاي مجفف ونعناع، أمام أحد أفراد الأسرة من الرجال، هو الذي عادة ما يكون «كبير العائلة» ليحضره بطريقته، وهو ما يعتبره المغاربة بأنه يدخل في إطار التقدير والاحترام.

إلى جانب الشاي، تتناول العائلات من حين لآخر بعض المواد والحلويات مثل حلوى تسمى «سلو»، وهي تتكون من خليط الدقيق الممزوج بالزيت والعسل وبعض المكسرات، وهناك أيضا بعض الحلويات التي تحضرها النساء مثل «كعب غزال» و«غريبة» وهي حلويات تحضر بالدقيق واللوز، وتعد هذه الأطباق الأكثر شهرة واستهلاكا في المناسبات المغربية.

وتختص الأحياء العريقة في بعض المدن المغربية، خلال شهر رمضان، ببيع بعض أنواع الحلويات التقليدية، التي تقدم خلال لقاءات السمر الرمضاني بين الأسر، ومن هذه الحلويات واحدة مشهورة تعرف باسم «الفقاس»، وهي عبارة عن كعك جاف يحضر بالطحين وبعض الفواكه الجافة، وحجمه صغير، وتتشكل من ألوان الوردي والأخضر، وتوجد خاصة في فاس (وسط المغرب)، وتعد من أشهر الحلويات التقليدية.

وتهتم ربات البيوت خلال شهر رمضان، إلى حد كبير بزينة البيت وتجهيزه لاستقبال الضيوف من الأهل والجيران خلال جلسات المسامرات الرمضانية، حيث تزدان أركان المنزل بالزهور الطبيعية، ومنهن من تستعمل بعض أنواع البخور المرغوب في المغرب مثل «الند» و«عود القماري»، تعبيرا منهن عن الاحتفاء بأجواء رمضان ولقاء العائلات بعضها بعضا. وفي بعض المدن تقام الحفلات والسهرات في الشوارع والأحياء، ويستمر هذا السهر طويلا حتى قرب السحور.