محكمة هندية تطالب السلطات بتقديم وجبات غذائية ملائمة للسجناء الصائمين طوال شهر رمضان

الهندوس يصومون لاعتقادهم أن الله سيسامحهم إذا ما قاموا بأعمال روحانية في الشهر الفضيل

TT

في شهر رمضان المعظم يحين الوقت لدحض الشر في النفوس والسعي نحو التقرب الروحي من الله من خلال العمل الصالح.

وفي محاولة لاحترام الشعائر الدينية للسجناء الصائمين، طلبت محكمة هندية من السلطات تقديم وجبات غذائية ملائمة للسجناء طوال شهر رمضان المبارك. وقالت محكمة مومباي العليا: «كونوا كرماء مع السجناء، لقد بدأ شهر رمضان ولديهم بعض المتطلبات التي ينبغي عليكم أن تلبوها».

وأوصى قاضيا محكمة مومباي العليا رانجانا ديساي وآر في مور السلطات بأن تضع في اعتبارها قسوة الصيام الذي يبدأ من الخامسة صباحا وحتى السابعة مساء. وقالت المحكمة «يجب أن تقدموا الفواكه والتمور للسجناء عند الإفطار». ورغم ذلك ذكرت سلطات السجن أنه يتم تقديم حلوى الشعرية للنزلاء. وأضافت المحكمة «إننا لا نطلب منكم تقديم حلوى الشعرية بصورة يومية. كما أننا لا نطلب منكم عمل ترتيبات خاصة، فهذا أمر ديني. إذا ما أراد السجناء الإفطار على بعض الفواكه والتمور، يجب عليكم تقديمها لهم». كما أمرت المحكمة السجن بتقديم طعام غير نباتي مرة واحدة في الشهر بعد مراعاة القواعد والضوابط. ووفقا لقواعد السجن، فإنه من المسموح تناول طعام غير نباتي أربع مرات فقط في العام، مرتين خلال العيدين ومرة واحدة في عيد الميلاد ومرة واحدة في اليوم التالي لمهرجان دوسيهرا.

في الوقت نفسه، انضمت نزيلات سجن بيكولا للنساء إلى الملايين ممن صاموا هذا الشهر. وأبلغ مدير السجن أن نحو 50 سيدة غير مسلمات صمن رمضان.

وأكدت مصادر داخل السجن أن الكثير من النساء اللاتي صمن شهر رمضان أبدين ندما على أفعالهن التي دفعتهن إلى المكوث وراء القضبان كما أنهن يرجون رحمة الله تعالى وتعهدن باستبدال أعمالهن السيئة بأخرى صالحة. كما صام الهندوس أيضا لأنهم يعتقدون أن الله سيسامحهم إذا ما قاموا بأعمال روحانية هذا الشهر.

وذكرت سلطات السجن للمراسلة أن الكثير من نزلاء السجن قتلة ومتورطون في جرائم مشينة أخرى.

أما الذين لا يصومون شهر رمضان فهم يقومون ببعض الأعمال الصالحة من خلال مساعدة الصائمين في القيام بمهامهم اليومية؛ حيث يحلون محل الصائمين عند القيام بمهام السجن الطبيعية مانحين إياهم وقتا للراحة والعبادة. كما أنه يتم تقديم سحور دسم للنزلاء الصائمين قبل شروق الشمس مع كوب من الشاي أو القهوة. أما بالنسبة لوجبة الإفطار فيتم تقديم تمور لهم مع الطعام. ويتم تقديم وجبة السحور في الرابعة والنصف صباحا، بعد ذلك يعود السجناء إلى الزنزانات ويخرجون فقط في السادسة مساء لتناول الإفطار.

وخلاف ذلك يتم تقديم وجبة الإفطار وفقا لعادات السجن في السابعة والنصف صباحا والغذاء في الثانية عشرة والنصف ظهرا.

وقال مدير سجن بيكولا «في شهر رمضان، يسمح للنزلاء بشراء طعام لهم أو أن يأخذوا طعاما إضافيا معهم إذا ما أرادوا تناول الطعام في وقت لاحق».

وأضاف: «في السجن، لا يهم ما هو الدين الذي ينتمي إليه الفرد. حيث تشارك نساء الهندوس المسلمات في أعيادهن والعكس».

ومن المثير للاهتمام أن أجمل أمير كساب، الإرهابي الباكستاني، الذي قام بالاشتراك مع تسعة من معاونيه بقتل نحو 200 شخص باسم الجهاد في سلسلة من الهجمات الإرهابية المخططة على العاصمة المالية للبلاد في السادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2008 لا يصوم رمضان. وبمجرد إلقاء القبض عليه بواسطة الشرطة الهندية في السابع والعشرين من نوفمبر عام 2008، ادعى كساب أنه جزء من مهمة جهادية تعمل باسم الدين.

ويتناول هذا القاتل الباكستاني الموز والتفاح ويتناول الأدوية، في الوقت الذي يكون فيه الصيام فرضا على كل مسلم بالغ في هذا الشهر. وأضافت المصادر، عندما رأى النزلاء المسلمون هلال شهر رمضان قدموا التحية إلى بعضهم البعض، فيما فضل كساب الصمت.

وقال مسؤول بارز بسجن آرثر رود «لقد أخبرناه بحلول شهر رمضان ولكنه قال إنه لن يصوم هذا الشهر».

وقال إمام مسلم إن «المسلم الحقيقي لا يقتل الناس ويمارس الإسلام بمعناه النقي. لذا لا يجب علينا الدهشة إذا لم يقم كساب بصيام شهر رمضان».

وتمت إدانة كساب والحكم عليه بالإعدام لدوره في الهجمات الإرهابية على مومباي في الـ26 من نوفمبر، ورغم ذلك قام باستئناف الحكم وتمت إدانته وحكم عليه بالإعدام أمام المحكمة الهندية العليا.