هل جاءك - يا محمد - أخبار القيامة التي تغشى الأبصار بهولها، وتطم على الناس بشدتها، وتذهل القلوب بدواهيها.
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ)) [الغاشية:2].
وجوه في يوم القيامة ذليلة خائبة مسودة؛ لقبح أعمالها، وسوء فعالها؛ لأنها لما شاهدت العذاب أصابتها الخيبة والندم.
((عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)) [الغاشية:3].
عاملة عملا متعبا مضنيا ولكنه باطل؛ لأنه خلاف الشرع، أو أنها تكلف في النار جر الأغلال ومعاناة النكال.
((تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً)) [الغاشية:4].
تحرق بنار حامية تشوي جلودها، وتصهر أعضاءها، لا يخفف عنهم العذاب، ولا يخرجون من العقاب.
((تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)) [الغاشية:5].
شرابها من عين شديدة الحرارة تقطع منهم الأمعاء، ويسقط لحوم وجوههم من غليانها وشدة فورانها.
((لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ)) [الغاشية:6].
ليس لهم طعام في النار يأكلونه إلا شوك يابس شديد المرارة، مرتفع الحرارة؛ زيادة في عذابهم والتنكيل بهم.
((لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)) [الغاشية:7].
لا يسمن آكله ولا يشبع من تناوله، فهو لا يرد ضعفا، ولا يدفع جوعا، ولكنه يجلب ألما ويزيد سقما.
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ)) [الغاشية:8].
وهناك وجوه مسرورة مشرقة، علاها البهاء، وجللها النور، وغشيها الحسن، وهي وجوه المؤمنين.
((لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ)) [الغاشية:9].
راضية بعملها الصالح في الدنيا، مطمئنة لحسن مصيرها، واجدة ثوابها، مسرورة بنعيمها، متلذذة بثوابها.
((فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)) [الغاشية:10].
يدخلون جنة مرتفعة، وينزلون درجات عالية ومراتب سامية، علت مكانا وقدرا وقيمة، وسمت شرفا.
((لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً)) [الغاشية:11].
لا يسمع أهل الجنة فيها قولا لا خير فيه، فليس فيها كلام باطل ولا حديث ساقط، ولا لغو، بل حق وصواب وسلام.
((فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ)) [الغاشية:12].
في الجنة عين صافية عذبة رقراقة جارية، بماء زلال بارد يتدفق بغزارة؛ كرامة للمؤمنين.