مسؤول المساجد في مصر: خطة لدعم المحتاجين بوزارة الأوقاف في رمضان والميزانية مفتوحة

الشيخ عبد العظيم لـ «الشرق الأوسط» : الملتقيات الفكرية داخل الجوامع ساحات حرة لمعرفة شؤون الدين والدنيا

الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة والمساجد والقرآن الكريم («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة والمساجد والقرآن الكريم، أن المساجد استعدت لتكثيف الجهود خلال شهر رمضان بشكل متزايد عن كل عام مضى، بزيادة الملتقيات الفكرية والندوات الثقافية وحلقات تحفيظ القرآن للنساء والأطفال، لتكون بديلا عن ملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين بحي الأزهر، نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد. وقال المسؤول الأول عن المساجد في مصر في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «رسالة المسجد منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا ثابتة ولن تتغير، فهي الميراث الحقيقي منذ عهد النبي».

وكشف عبد العظيم عن أن «الوزارة لا تملك قوة أمنية لتأمين المساجد من تجاوزات الإسلاميين، لتحقيق أهداف سياسية قبل وفي شهر الصيام». وأضاف: «حذرنا الأئمة من الخلط بين السياسة والدعوة الخالصة المعتدلة، التي لا تنتمي إلى حزب أو تيار»، موضحا أن موسم الحج هذا العام سيكون مختلفا.. وإلى نص الحوار:

* كيف استعدت وزارة الأوقاف لشهر رمضان؟ - تمت زيادة الأنشطة الرمضانية والملتقيات الفكرية داخل المساجد خلال شهر رمضان، بتزويدها بالعلماء في جميع التخصصات، إلى جانب تلاوة القرآن الكريم والمحاضرات والابتهالات، وقمنا بتهيئة المساجد لإحياء سنن الاعتكاف والتراويح والتهجد وقيام الليل وغير ذلك من السنن التي ينتظرها المسلم كل عام.

* وماذا عن ملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الحسين الذي تم إلغاؤه؟ - الملتقى تم إلغاؤه للعام الثاني، نظرا للظروف والأحداث، التي مرت بها مصر، لكن قررنا عقد الملتقيات الفكرية والدينية داخل المساجد الكبرى في محافظات مصر بدلا من الساحات. وكانت وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قد قررت عدم عقد ملتقى الفكر الإسلامي الذي كان يعقد طوال 30 يوما في شهر رمضان أمام مسجد الأمام الحسين بالدارسة، خاصة أن الملتقى الذي تم إلغاؤه للعام الثاني على التوالي، نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، يجمع عددا كبيرا من العلماء في العالم الإسلامي، وعلى رأسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ويبلغ عدد مريدي الملتقى من طلاب الأزهر والعالم الإسلامي والمصريين طوال الشهر الكريم ما يصل إلى مليون شخص تقريبا.

* في تصورك.. هل تدخل الأمن لمنع إقامة الملتقى هذا العام؟

- لا تدخل للأمن في قرارات الوزارة؛ لأنها وزارة سيادية تأخذ قراراتها من وزيرها، وليس من أي جهة أمنية، فلم يعد للأمن أي تدخل في شؤون الوزارة نهائيا، لا في التعيينات ولا في مسابقات الابتعاث والأئمة والقرآن الكريم، وحتى لو وافق الأمن على تأمين المكان في ساحة الحسين، والوزارة رأت غير ذلك لن نوافق على إقامته؛ لأننا نخاف على حياة المواطنين وحضور الملتقى.

* وماذا عن خطط الوزارة في الفترة المقبلة؟

- الرؤى المستقبلية للوزارة بها زيادة هذا العام بصورة ستكون ملحوظة في الأنشطة والمحاضرات وفي شؤون البر والأوقاف، فعلى المواطن المحتاج أن يتقدم بطلب لمديريات الأوقاف الموجودة في محافظات مصر، وإذا وجد أنه مستحق للبر بعد عمل بحث اجتماعي، سوف يأخذ كل ما يستحقه من قطاع البر، والميزانية في قطاع البر بالوزارة مفتوحة خلال شهر رمضان.

* من جانب آخر.. لماذا تقف الأوقاف صامتة عن انتهاك المساجد واستخدامها في أغراض سياسية؟

- الوزارة بعيدة كل البعد عن هذه المهاترات، وحذرت مرارا وتكرارا من الخلط بين الدعوة الخالصة المعتدلة لله، والتي لا تنتمي إلى حزب أو تيار، وبين السياسة، فليس لدعاة الأوقاف علاقة بزيد أو عمرو، والوزارة أصدرت عدة منشورات ومكاتبات وزعت على جميع المديريات في محافظات مصر، بأن كل من يستغل المسجد من الأئمة أو من غيرهم في الدعاية لتيار معين سيحول فورا للتحقيق، لكونها مخالفة لقوانين الوزارة ولوائحها الداخلية، كما حذرنا الأئمة، وأكدنا ضرورة احترام بيوت الله، وأنها للعبادة وإقامة الشعائر والذكر فقط، فالوزارة ليست لها علاقة لا بالإخوان المسلمين ولا السلفيين ولا العلمانيين ولا الليبراليين.

* لكن مع كل هذه التعليمات يخالف بعض الأئمة ذلك.. كيف ترى ذلك؟

- نتصدى بكل حسم إلى تلوين المساجد، ومن يرد الخطبة في مساجد الأوقاف، ليجعل منها أهدافا ومنبرا لتحقيق مأرب شخصي أو حزبي، فهذا مرفوض، ولدينا قانون منظم في الوزارة يؤكد على الأئمة بعدم جعل المساجد منبرا خاصا بالأفراد أو الجماعات.

* تحدثت عن قوانين منظمة للعمل في المساجد.. فلماذا لا تطبق فعلا على المخالفين؟

- نحن في ظروف صعبة الآن، والسيطرة الكاملة من وزارة الأوقاف، في الحقيقة، لا تستطيع أن تقوم بها؛ لأنها لا تملك قوة شرطية تؤمن لها المساجد من تلك التجاوزات، ومن يريدون تحقيق أهداف خاصة في المساجد؛ لكن لا بد أن يعرف الجميع أن المساجد بيوت الله في أرضه، وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها الذكر والصلاة والعبادة وفيها القرآن الكريم والسنة النبوية، وأنه لو سمحنا لجماعة بعينها، الجماعة الأخرى تريد مثلها.

* وكيف ترد على من يقول: إن المساجد كانت في عهد النبي لكل شيء للحرب والسلام والعلاقات الاجتماعية والأسرية؟

- نعم.. ولكن لأن الهدف كان واحدا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح، ولم يكن هناك خلافات أبدا على الإطلاق، فكان الكل يسير على كتاب الله وسنة رسوله؛ ولكن نحن جميعا الآن نعيش خلافات مدمرة بين التيارات الدينية وبعض أصحاب التوجهات السياسية.

* وهل هناك تدخل للبرلمان في قرارات الوزارة؟

- البرلمان جهة رقابية وتشريعية ولا يصدر شيئا إلزاميا لنا، إنما يرسل للوزارة المشاريع لتدرسها وتقوم بتنفيذها؛ لأن الأوقاف جهة تنفيذية، كما أن البرلمان يقوم بمراقبة أعمال الوزارة ويرسل ملاحظاته، ثم نقوم بتقويمها وهذا دوره الرقابي.

* وماذا عن استعداد الأوقاف لموسم الحج هذا العام؟

- الحج هذا العام سيكون مختلفا، وبصفتي المندوب الرسمي عن الدولة لبعثة الحج هذا العام، سوف يتم إنشاء هيئة للحج وصدر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء برئاسة الدكتور علي جمعة مفتي مصر، واجتمعنا في هذه الهيئة أكثر من مرة، وتم طرح مشروع قانون لها في مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)، ومن المقرر أن تقر الهيئة من حج العام المقبل؛ لأنه يصعب عملها هذا العام في موسم الحج؛ لأن أعمال حج القرعة قاربت على الانتهاء.

* وما أهم أعمال اللجنة؟

- تختص اللجنة بكل ما هو مختص بشؤون الحج من أسعار الرحلات والمسكن والملبس والمشرب والزيارات للحجيج.

* وما دور الأوقاف في الهيئة؟

- دور وزارة الأوقاف الوعظ والإرشاد ومصاحبة الحجاج بداية من استقلالهم وسيلة السفر إلى عودتهم لمصر سالمين.