الغزيون يتناولون إفطار رمضان على شاطئ البحر ويؤدون التراويح في العراء

هربا من ارتفاع درجات الحرارة واستمرار انقطاع الكهرباء

فلسطينيون يمضون أوقاتا طويلة على شواطئ بحر غزة هربا من ارتفاع حرارة الطقس (رويترز)
TT

بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وفي ظل الحر الشديد الذي يعاني منه الغزيون هذه الأيام، باتت كثير من العائلات الفلسطينية في القطاع تحرص على تناول طعام إفطارها على شاطئ البحر. وتعتبر هذه الظاهرة طارئة في قطاع غزة، إذ إن الغزيين اعتادوا على هجر الشاطئ في شهر رمضان، حيث يحرصون على البقاء في منازلهم.

لقد أدى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وعدم تمكن كثير من العائلات الغزية من استخدام المراوح لتخفيف المعاناة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب النقص في الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، فإن شركة توزيع الكهرباء تعتمد برنامجا لقطع التيار الكهربائي عن مناطق القطاع، بحيث يتم قطعه عن منطقة ما لمدة 8 ساعات، ثم يتم استئناف مد المنطقة نفسها بالكهرباء لمدة 8 ساعات أخرى، وهكذا دواليك. ماجد أبو سمحة (44 عاما)، الذي يقطن منطقة «بركة الوز»، الواقعة غرب مخيم «المغازي» للاجئين، وسط قطاع غزة قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يحرص على اصطحاب أفراد عائلته في سيارة العائلة إلى شاطئ بحر الزوايدة القريب من المنزل، بعد أن تنتهي زوجته من إعداد الطعام، حيث يفترشون رمال الشاطئ ويتناولون طعام الإفطار، مشيرا إلى أنه يجد كثيرا من العائلات قد سبقته إلى الشاطئ. وأضاف ماجد، إنه عند حلول صلاة العشاء، فإنه ونجله الأكبر يتجهان إلى أحد المساجد القريبة لأداء صلاة العشاء والتراويح، بينما تبقى زوجته مع بقية النساء يتبادلن أطراف الحديث. وأشار إلى أنه وأفراد العائلة يعودون إلى المنزل بعد أن يتم استئناف تزويد منطقة سكنه بالتيار الكهربائي. وعلى الرغم من أن معظم العائلات الفلسطينية في قطاع غزة باتت تعتمد على مولدات الكهرباء في تشغيل المراوح والإضاءة، فإن استمرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وارتفاع أسعار البنزين المستخدم في تشغيل المولدات، جعل كثيرا من العائلات يستغنون عن استخدامها. في الوقت ذاته، فإن الحوادث التي أسفرت عن موت وإصابة كثير من الأشخاص جراء انفجار المولدات، أو جراء عمليات التسمم الناجمة عن تسرب الغازات العادمة المنبعثة من المولدات بعد تشغيلها، قد جعل كثيرا من العائلات «يقلصون» مدة تشغيل المولدات. وغالبا ما تضطر العائلات التي تقطن في مخيمات اللاجئين، للفرار إلى الشاطئ هربا من الحر، وذلك بسبب الازدحام الشديد والكثافة السكانية الكبيرة، التي تضاعف تأثير ارتفاع درجات الحرارة. وللسبب نفسه، باتت بعض المساجد، سيما التي تقع في المناطق الريفية، تحرص على إقامة صلوات التراويح في العراء للتخفيف عن المصلين. ففي قرية «القرارة» التي تقع وسط قطاع غزة، تحرص أسرة كل مسجد على إعداد مصلى إضافي بجوار المسجد في الفضاء المفتوح للتخفيف على جمهور المصلين. وبات أئمة المساجد يقصرون من صلاة التراويح، بحيث يحرصون على قراءة عدد قليل من الآيات في كل ركعة، علاوة على أنه لا يتم إعطاء دروس خلال هذه الصلاة، في حال كان التيار الكهربائي قد قطع.