مهجع بن صالح

صالح بن عواد المغامسي

TT

وبيوم بدر حين تمحى وجوههم جبريل تحت لوائنا ومحمد والبيت ينسبه البعض لحسان بن ثابت، وأيا كان فهو أمدح بيت قالته العرب، والعزة الشامخة لا تبنى إلا على الدماء والأرواح الصادقة.

ومهجع بن صالح مولى لعمر بن الخطاب، أسلم ثم هاجر ثم شهد بدرا، ليكون أول شهيد على أرضها، فكان أول لبنة لمنارة الإسلام الشامخة.

ركب الشهداء أعظم الركب وأجله، وأصدقه وأبره، وهذه الأمة المباركة ليست مقلاة نزورا، بل هي أمة منجبة، مباركة خيّرة، وما يقع في الشام اليوم من أعظم الشواهد وأجل البراهين؛ نظر من حولهم من أهل الأرض إلى مصالحهم، ورفع أهل الشام هامتهم إلى السماء، يستجدون رحمة ربهم ونصره، فأمدهم الله بروح منه، فاطمأنت القلوب، وسكنت النفوس، وتواصل البذل في ملحمة أذهلت من يراها، وحيرت من يتابعها.

لا يعرف الناس شيئا كثيرا عن مهجع بن صالح، كما لا نعرف اليوم شيئا عن حياة أولئك الشهداء في أرض الشام، لكن حسبهم جميعا علم الله بهم.

تُرى ما الذي يعده الله لأهل الشام حتى أعانهم على هذا البلاء فاحتملوه، وعلى هذا العدو فجالدوه؟! غالب الظن أنهم سيعيدون كتابة التاريخ بمداد من نور، وسيكون لهم في مقبل الأيام المجد المؤثل والتجارة التي لن تبور.