مصريات ينافسن الرجال في إقامة موائد الرحمن في رمضان

إحداهن قالت: أشعر بسعادة كبيرة حين أقدم طعاما لمحتاج

«موائد الرحمن» لإفطار رمضان في مصر («الشرق الأوسط»)
TT

خلال شهر رمضان تكثر موائد الرحمن في شوارع القاهرة ويتبارى للمساهمة فيها الكثير من المصريين بهدف الحصول على ثواب إفطار الصائمين أو عابري السبيل وغير القادرين على الحصول على الطعام الكافي لهم ولأسرهم. وعلى الرغم من قيام الكثير من رجال الأعمال والفنانين بإقامة موائد الرحمن، فإن هناك أيضا موائد للرحمن تكون المرأة المصرية العادية هي المسؤولة عنها، حيث تستغل الكثير من السيدات موائد الرحمن في المشاركة بأطعمة ومشروبات وحلوى، ولا فرق في هذا بين السيدات العاملات أو ربات البيوت اللاتي يشغلن أوقاتهن بإعداد ما لذ وطاب من الطعام وإرساله إلى المساجد القريبة وموائد الرحمن الموجودة بالمنطقة التي تسكن فيها.

التقت «الشرق الأوسط» بعض السيدات اللاتي يحرصن كل عام في شهر رمضان على المشاركة في موائد الرحمن. تقول نهلة عبد الحميد، مهندسة ديكور، إنها تشارك في إعداد طعام موائد الرحمن منذ ما يقرب من 5 أعوام، فهي تشعر بسعادة كبيرة عندما تفعل ذلك، وتؤكد أنها لا تقوم بذلك يوميا وإنما على الأقل 3 مرات في الأسبوع بما في ذلك يوم الجمعة لأنه إجازتها الأسبوعية ويكون لديها وقت أكبر في عمل عدة أصناف. وتضيف نهلة أن كل ما تفعله هو زيادة في كمية الطعام الذي تقوم بإعداده لأسرتها وتقوم بوضعه في أطباق التقديم وترسل ابنها بالطعام إلي مائدة الرحمن.

أما أمنية رفعت، ربة منزل، فتقول إنها توارثت عادة إعداد الطعام في المنزل وإرساله إلى موائد الرحمن عن جدتها ووالدتها اللتين كانتا تحرصان على إعداد كل أصناف الطعام حتى وإن لم يكن مثله تم إعداده للمنزل في نفس اليوم، وتؤكد أنها حتى بعد أن تزوجت استمرت في هذه العادة الروحانية الرائعة التي تجعلها تأكل الطعام وهي مطمئنة إلى أن غير القادرين يأكلون مثلها، كما أن لديها وقتا كافيا لإعداد الأطعمة تقريبا يوميا. وتوضح أمنية أنها تقوم بإعداد كل أنواع الأطعمة، لكنها تحرص أكثر على إعداد الحلوى والمشروبات الرمضانية، لأنها من معالم شهر رمضان ويحب كل المصريين تناولها بعد الإفطار.

وتقول سهير محمود، موظفة في أحد لبنوك، إن لديها مشروعا منذ ما يقرب من 7 أعوام تطلق عيه «طبق رمضان»، حيث تقوم سنويا بجمع الأموال قبل شهر رمضان من أصدقائها وأقاربها لعمل ميزانية خاصة بوجبات الإفطار، حيث تقوم بإعداد وجبات فردية يوميا طوال الشهر ولا يتم إرسالها فقط إلى موائد الرحمن وإنما يتم توزيعها أيضا على المارة في الشوارع. وتتكون الوجبة من عصير وزجاجة مياه وطبق رئيسي من الأرز أو المعكرونة مع اللحوم أو الفراخ، بالإضافة إلى قطعة حلوى، ويتم تغليفها وتوزيعها يوميا. وتفضل سهير نظام الوجبات الفردية لأن شكلها وطريقة تقديمها تكون أفضل. كما أن توزيعها يكون أسهل بكثير. وتعتبر سهير أن ما تقوم به من أفضل الأعمال في رمضان وأنه من أسهل الطرق للحصول على الحسنات وتتمنى أن تقوم كل السيدات بتنفيذ هذه الفكرة وفقا لقدراتها وإمكانياتها لأن مثل هذه الأمور تسعد الإنسان وتريحه جدا.

أما مروة الزيني، طبيبة، فرغم انشغالها بالعمل صباحا وبعد الإفطار، فإنها لا تضيع أبدا فرصة المساهمة في موائد الرحمن، كما أن أبناءها يساعدونها في كل شيء، فمنهم من يقوم بشراء كل الاحتياجات، ومنهم من يقوم بتوزيع الأطعمة على موائد الرحمن، لذلك فهي تستغل الفرصة لتعويد أبنائها عمل الخير ومساعدة الناس. فهي تقوم بإعداد ما تقدر عليه من أطعمة قبل وقت السحور بنحو ساعتين وتستكمل ما تبقى قبل موعد الإفطار بنحو 3 ساعات تقريبا، وقبل موعد الإفطار بساعة ترسل أحد أبنائها بالطعام إلى موائد الرحمن، بينما يقوم الآخر بتوزيع وجبات على غير القادرين على الذهاب إلى موائد الرحمن من سكان الحي، ومنهم كبار السن وحراس العمارات المحيطة وغير ذلك.