يظل طبق الشوربة قاسما مشتركا على موائد السعوديين منذ عقود وحتى اليوم، بل إن هذا الطبق أصبح يقدم يوميا على مائدة الإفطار الرمضانية وفي كل الفصول التي يحل فيها شهر الصوم، في حين احتل طبق الفول في العقود الأخيرة مكانا على موائد الإفطار في رمضان كما كان يحتلها في الأيام العادية، كما استحوذت العصائر والألبان ومنتجاتهما على حيز من اهتمامات الأسر خلال شهر الصوم خصوصا في مثل هذه الأيام، حيث الأجواء الحارة، وأصبحت من متطلبات مائدتي الإفطار والسحور.
وعرف الآباء والأجداد طبق الشوربة، واستخدموه عند الإفطار في رمضان، خصوصا عندما يحل شهر الصوم في فصل الشتاء، وكان يعد من القمح المجروش ويضاف إليه البصل والطماطم وقطع اللحوم والفلفل الأسود والليمون الأسود وبعض البهارات، وفي العقود الأخيرة تفننت ربات البيوت في إعداد أطباق منوعة مختلفة من هذا الحساء، فظهرت شوربة العدس، والفطر، والذرة، والخضراوات. لكن الشوربة المعدة من الشوفان تظل هي الأكثر طلبا وإعدادا في المطبخ الرمضاني في السعودية.
ورغم أن الشوربة يفضل تناولها في الأجواء الباردة مضافا إليها الفلفل الأسود المطحون، إلا أنها تجد الإقبال ذاته حتى في الأجواء الساخنة المشابهة للأجواء الحالية التي حل فيها شهر الصوم، فقد كانت الشوربة وستظل سيدة مائدة الإفطار الرمضاني في المنازل السعودية، بل إنه لا يمكن للسكان تناول إفطار رمضان إلا بوجود الشوربة على المائدة، بل يشعر البعض بأنه لم يفطر ما دام لم يتناول هذا الطبق.
ويشار إلى أن الشوربة ارتبطت لدى السعوديين بشهر الصوم، علما بأن بعض المنازل تقدمها في الأيام الأخرى من أيام السنة، في حين أن مطاعم الكبدة، خصوصا كبدة الحاشي، تقدم الشوربة بالخل والليمون الأسود مع طبق الكبدة يوميا وعلى مدار العام.
وتحرص بعض الأسر في السعودية على تزيين مائدة الإفطار بطبق الفول ضمن الأطباق الرمضانية المعتادة، سواء تلك التي يتم إعدادها في المنازل أو بإحضارها من المطاعم التي تقدم أنواعا من الفول الخالص المسمى فول الجرة، أو بإضافة مواد معه تعطيه نكهة ومذاقا ومنها «القلابة» و«فول التاوة»، والفول المشكل، وكل نوع يضاف إليه السمن البري (الحيواني) أو زيت الزيتون، مع سلطة مطحونة حارة معدة من الطماطم والفلفل، والطحينة.
ويفضل كثيرون تناول الفول مع أرغفة الخبز الشعبية المعروفة باسم التميس أو خبر البر. وظهرت مؤخرا أنواع من الفول حملت أسماء دول ومدن اشتهرت بإعدادها، فهناك الفول الأردني والسوري وفول الرمل اللبناني الذي يتم تجهيزه على نار مدفونة بالرمل، والفول الإسكندراني، والفول السوداني الذي يقول عنه معدوه «إذا خلص الفول أنا ماني مسؤول»، ويفضل تناول فول التاوة المضاف إليه الطماطم والبقدونس والبصل والفلفل الحار، ويعمل بالمقلاة، في حين يفضل المصابون بأمراض الضغط والسكري تناول فول الجرة سادة من دون إضافة أي مواد عليه خصوصا الملح حتى لا يتسبب ذلك في أي متاعب صحية لهم.
وتنتشر محلات الفول في معظم المدن والقرى السعودية، وحملت محلات ماركة خاصة بأطباق الفول التي تعدها، كما اشتهرت أحياء وشوارع باحتضان مطاعم وبوفيهات مخصصة للفول، وتتبعها مخابز تقدم أرغفة التميس بنوعيه الأبيض والأسمر أو الخبز الرقيق المعروف باسم الملوح، وعادة يطلب مع طبق الفول الشاي السادة أو الشاي بالحليب، بالإضافة إلى صحن يحتوي على قطع من البصل النيئ وعلب من الفلفل الأخضر الحار.
واستحوذت العصائر والألبان ومنتجاتهما على حيز من اهتمامات الأسر السعودية خلال شهر رمضان، وأصبحت من متطلبات الموائد الرمضانية في الإفطار والسحور بسبب الأجواء الملتهبة التي حل بها شهر الصوم هذا العام، وللعام السادس على التوالي، ويتم تأمين العصائر من معاصر متخصصة أو إعدادها في المنازل، في حين يتم شراء الألبان من الأسواق الكبرى ونقاط البيع في التموينات داخل الأحياء في يوم توزيعها.
وتستخدم العصائر وقت الإفطار بعد تناول القهوة والتمر مباشرة لإطفاء عطش النهار، في حين تتم عادة تناول الألبان وقت السحور، مع أن البعض يفضل تناول اللبن ومنتجاته كاللبنة والزبادي وقت الإفطار مع التمر، خصوصا للذين لا يحبذون تناول القهوة أو منعوا من تناولها لأسباب صحية.
ونظرا للإقبال على العصائر فقد دخل مستثمرون هذا المجال وأسسوا معاصر ومحلات لإعدادها وبيعها في أنحاء متفرقة من السعودية تفننت في تقديم عصائر تصل إلى أكثر من 100 نوع مع مد طالبيها ببيانات بفوائد كل نوع منها، واحتلت المانجو والرمان والأفوكادو والجوافة والبرتقال والجزر والكوكتيل والفراولة على الأصناف الأكثر طلبا من العصائر.
وتقدم محلات العصائر بالإضافة إلى أصناف الفاكهة المعصورة قطع الفاكهة، أبرزها الرمان والفراولة والكيوي والخوخ والببايا والأناناس والمانجو والتفاح والموز، كما دخل مؤخرا في القائمة عصير التمر والباسنو الأصفهاني والكزبري، كما تحرص بعض محلات العصائر على تقديم أنواع من عصائر الخضراوات يأتي في طليعتها الطماطم والخيار والبنجر والجرجير، بالإضافة إلى تقديم أنواع من سلطات الفواكه مع الآيس كريم أو القشطة أو الكريم، واستحوذ الركن الفرنسي على حيز في محلات العصائر من خلال أنواع من خلطة ميلك شيك أو اسكيمو لوكو المثلج، وخصصت معظم المحلات أنواعا من العصائر خاصة برمضان، تجد طلبا في هذا الشهر أبرزها الجلاب، والكركديه، وقمر الدين والتمر الهندي، وتقدم العصائر عبر كؤوس ورقية أو بلاستيكية مغلقة وبأحجام كبيرة ووسط وصغيرة، أو عبر حافظات بلاستيكية تتراوح أحجامها ما بين لتر واحد إلى عشرين لترا، في حين تقدم السلطات عبر كؤوس أو صحون مختلفة، وتتراوح أسعارها بين 4 ريالات و240 ريالا وفقا لحجمها.