الداعية الإسلامية عبلة الكحلاوي: حديث الشبان والفتيات عبر «مواقع التواصل» أثناء الصيام مقبول شرط التزام الشرع

قالت لـ «الشرق الأوسط»: المرأة تصلح أن تكون إماما للنساء فقط.. ودعت الله أن يغيث مصر

الداعية الإسلامية عبلة الكحلاوي أستاذ الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية - بنات بجامعة الأزهر («الشرق الأوسط»)
TT

أوضحت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي أنه «يجب أن يعيش كل مسلم حالة من السكون النفسي في شهر رمضان، كما يجب الابتعاد عن كل أسباب الضغط النفسي التي يعاني منها الناس الآن في مصر». واستطردت قائلة: «ندعو الله أن يغيث مصر مما تمر به الآن من أزمات»، مؤكدة أن حديث الشبان والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الصيام مقبول ما دام ملتزما بأحكام الشرع، محذرة من أن يكون مدخلا للمحظور.

وتحدثت الكحلاوي، 64 عاما، وهي أستاذ الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية - بنات بجامعة الأزهر، في حوار مع «الشرق الأوسط» عن الصيام قائلة: «الصيام.. حدث ولا حرج، فهو يقيم التوازن بين الروح والمادة، ويساعد على ترقية الروح ويهذبها، فالله يجعلنا نشعر بالجوع ليس للتعذيب؛ ولكن لنشعر بالآخرين».

والتحقت عبلة بكلية الدراسات الإسلامية تنفيذا لرغبة والدها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، وتخصصت في الشريعة الإسلامية، حيث حصلت على الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن، ثم على الدكتوراه عام 1978 في التخصص ذاته.

وانتقلت عبلة إلى أكثر من موقع في مجال التدريس الجامعي، منها كلية التربية للبنات في الرياض وكلية البنات في جامعة الأزهر، وفي عام 1979 تولت رئاسة قسم الشريعة بكلية التربية في مكة المكرمة، ومن فوق منبر الجامعة بدأت الكحلاوي طريقها في مجال التربية للبنات في مكة المكرمة.. تعلن طرق التفقه في الدين، وتضع أيديهن على أمهات الكتب ومخازن علوم الشريعة متأسية بالآية الكريمة التي تقول «للذين أحسنوا الحسنى وزيادة».. وإلى نص الحوار:

* ما الفائدة من صيام رمضان؟

- الصيام.. حدث ولا حرج، فهو يصنع نوعا من التوازن بين الروح والمادة، ويساعد على ترقية الروح ويهذبها، فالله يجعلنا نشعر بالجوع ليس للتعذيب؛ ولكن لنشعر بالآخرين.

* هل كلام الرجال مع النساء في العمل خلال الصيام حرام شرعا؟

- إن حكم الكلام مع المرأة في الصيام أو غيره من الشهور يتوقف على طبيعة الكلام، فإذا كان الكلام من غير ريبة ولا يقصد منه شيء خبيث، فهذا جائز في رمضان وفى غير رمضان، أما إذا كان الكلام يقصد به التلذذ بالحديث معها، فلا يجوز في رمضان ولا في غير رمضان.

* وما حكم محادثات الشبان والفتيات على «مواقع التواصل» في نهار رمضان؟

- المحادثات بين الشبان والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر».. وغيرهما، أثناء الصيام إذا كانت ملتزمة بأحكام الشرع فهي مقبولة؛ لكن في الوقت نفسه ما أخشاه أن يكون الكلام العادي مدخلا إلى كلام محظور.

* السهر في الخيام الرمضانية.. ما الحكم فيه؟

- يتوقف الحكم على ما يجري في السهر، فإذا كان السهر في طاعة، فثوابه عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، أما إذا كان السهر في اللهو والمعاصي، فإن العقوبة عليه تكون أشد من العقوبة على المعاصي في الأيام العادية، لأنه لم يحترم حرمة وقدسية هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن وضاعف فيه الثواب.

* فسر البعض مجاهرة الحائض والنفساء بالأكل في نهار رمضان بأنه إثم.. ما تعليقك؟

- هذا كلام غير صحيح.. لأن الحائض أو النفساء تنفذ رخصة إلهية؛ ولكن يجب عليها احترام شعور الصائمين بأن تأكل وتشرب في نهار رمضان سرا وبعيدا عن أولادها حتى لا يظنوا أن الأكل والشرب في نهار رمضان حلال.

* ما الحكمة في أن المرأة الحائض أو النفساء تقضي الصيام عقب انتهاء شهر رمضان ولا يمتد هذا التكليف إلى الصلوات التي لم تؤدها للسبب نفسه؟

- هذا نوع من التيسير الإلهي على المرأة، لأن الصيام يأتي شهرا واحدا في العام، أما الصلاة فإنها تتكرر خمس مرات يوميا، مما يجعل عبئا كبيرا عليها أن تؤدي كل الصلوات التي فاتتها. ويجب على المسلم فعل ما أوجب الله عليه والكف عن جميع ما نهى عنه، سواء أدرك حكمة الأمر أو النهي أم لم يدركها، مع إيمانه بأن الله لا يأمر العباد إلا بما فيه مصلحة لهم، ولا ينهاهم إلا عما فيه ضرر بهم.

* من وجهة نظرك.. ما شروط من يقومون بالفتوى سواء كانوا رجالا أم نساء؟

- الشروط هي أن يكون ملما بالعلوم الشرعية من خلال مؤسسة دينية شرعية مثل الأزهر الشريف مثلا، وأن يكون واسع الثقافة، وأن تكون لديه مواصفات شخصية مثل القبول والإقناع، ويجب أن يعلم من يتصدى للفتوى أن الاجتهاد لا بد أن يكون نتاج دراسة أكاديمية كشأن كل العلوم الأخرى.

* وماذا ينقص الدعاة الآن؟

- نحن في أمس الحاجة إلى دعاة يعرفون أبناءنا قيم ديننا الحنيف وسماحته ومرونته.

* بصراحة.. هل تصلح المرأة للإمامة؟

- نعم تصلح أن تكون إماما للنساء فقط، أما إمامتها للرجال فلا تجوز شرعا.

* وما المكان المفضل لصلاة المرأة؟

- أنصح الجميع أن يصلي في مكان خال مما يشغل العقل، حيث إن الرسول خلع خاتما كان يصلي به، لأنه وجده يشغله عن الصلاة، لذلك يجب أن لا نشغل أنفسنا بشيء في صلاتنا، فإننا عندما نقول: «الله أكبر»، فليس هناك أكبر من الله، ويجب أن نجعل حواسنا بكاملها مع الله ولا نصلي في غرفة بها لوحات أو صور.

* وكيف ترين المشهد السياسي الآن في مصر؟

- أؤمن بالتعددية وحتمية المشاركة في صنع القرار حتى لا نكون مجرد تشكيلات وهياكل تعبر عن كلمة «أوافق» المطلوبة منا دائما، ويجب على كل مسلم في شهر رمضان أن يدعو الله أن يغيث مصر مما فيها الآن من أحداث وتوترات.