وزعت المساجد والجمعيات الدينية في بلجيكا إمساكية الصوم التي تتضمن مواعيد الصلاة وتظهر ضرورة الالتزام بالصوم لفترة تستغرق ما يقرب من 19 ساعة يوميا في رمضان. وشهدت الأسواق الشعبية والمحلات التجارية في المناطق التي يقطنها غالبية من المهاجرين المسلمين في بروكسل العاصمة ومدن أخرى، إقبالا على شراء الاحتياجات الضرورية للشهر الكريم، من الأغذية والمشروبات وغيرها. وأعلنت مطاعم ومقاه عربية في مدن بلجيكية مختلفة عن الإفطار المجاني للصائمين وتشمل وجبة مكونة من طبق حريرة مغربية «حساء» والبيض والحليب. وتوفر المساجد التي تزيد عن 300 مسجد في بلجيكا الإفطار المجاني للصائمين أيضا، ويتردد عليها الطلبة ومحدودو الدخل، والمهاجرون غير القانونيين والعزاب من المقيمين في الديار البلجيكية. وتبادل أبناء الجاليات المسلمة في بلجيكا فيما بينهم التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، عقب إعلان المجلس العلمي في بروكسل عن ذلك مساء الجمعة الماضي، كما عرفت الساعات الماضية كثافة في الاتصالات بين المهاجرين المسلمين بعضهم البعض ومع ذويهم في الوطن الأم لتبادل التهاني بحلول الشهر الكريم.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال البوهروتي حسن «مغربي في بروكسل بأنه اتصل بأهله في الوطن الأم وأيضا مع أصدقائه من جنسيات مختلفة لتبادل التهاني معهم بالشهر المبارك». وقال أشرف أبو زيد مصري مقيم في انتويرب البلجيكية بأن الأجواء في مصر خلال شهر رمضان مختلفة عن بلجيكا ولكن من خلال اللقاءات بين أبناء الجالية المصرية نحاول توفير جزء من هذه الأجواء حتى يحين موعد النزول لقضاء العطلة في منتصف الشهر أو قبل العيد بأيام قليلة. كما يقول عمران التونسي، تونسي، بأن «رمضان في بلجيكا سيمتد من الثالثة والنصف فجرا وحتى العاشرة مساء وهو نهار صوم طويل ولكن الأجر أكبر».
وكان المجلس العلمي للمسلمين في بلجيكا قد أعلن مساء الجمعة الماضي أن بداية شهر رمضان المبارك الأحد، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال نور الدين الطويل رئيس الجمعية العامة للهيئة التنفيذية المختصة بشؤون المسلمين بأن بيانا للمجلس العلمي للمسلمين صدر ببروكسل جاء فيه أن المجلس العلمي عقد اجتماعا بحضور المشايخ أعضاء المجلس وبعد أن تلقى معلومات من العالم الإسلامي والمراصد الفلكية الإسلامية، فقد تأكد عدم رؤية هلال شهر رمضان مساء الجمعة بصورة متعذرة أو مستحيلة وبالتالي كان السبت هو المتمم لشهر شعبان وبداية رمضان هي الأحد. ووجه المجلس التهنئة للجالية المسلمة في البلاد وكافة دول العالم الإسلامي، وقال: «إنه يتمنى حلول الشهر بالأمن والسلام لكافة البشر».
ويعيش في بلجيكا نحو مليون مسلم من جنسيات مختلفة وجاء الجيل الأول منهم في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات وبالتحديد من شمال أفريقيا للعمل في إعادة إصلاح ما دمرته الحرب العالمية الأولى في بلجيكا ودول أوروبية أخرى وتعاقبت بعد ذلك الأجيال وأصبحوا جزءا من نسيج المجتمع البلجيكي. وتقول تقارير وإحصائيات بأن نصف سكان العاصمة بروكسل في عام 2050 سيكون من المسلمين.